في عصر يتسم بالتسارع الرقمي والضغوط المهنية المتزايدة، أصبحت الإنتاجية هدفًا يسعى الجميع لتحقيقه. لكن في خضم هذا السعي، انتشرت العديد من الخرافات، والمفاهيم الخاطئة، التي قد تبدو للوهلة الأولى صحيحة، بينما هي في الواقع تعيق التقدم وتهدر الوقت والجهد.
يعتقد البعض أن العمل لساعات أطول يعني إنجازًا أكبر، أو أن تعدد المهام يضاعف الفاعلية. لكن الدراسات تؤكد أن هذه المعتقدات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، مثل: الإرهاق وضعف الجودة.
5 خرافات عن الإنتاج في العمل تهدر وقتك
في هذا التقرير يقدم “رواد الأعمال” تفاصيل أكثر بشأن أبرز 5 خرافات عن الإنتاج يصدقها الكثيرون، رغم أنها غير صحيحة علميا وعمليا. وفقا لما ذكره موقع” nirandfar”.
حفز نفسك على التركيز بمكافأة
هل تخبر نفسك أنك إذا ركزت لمدة ساعة واحدة، مثلا، أو اجتهدت اليوم في العمل، فستكافئ نفسك؟
في الحقيقة فإننا، وربما لمئات السنين، اعتقدنا أن الدوافع يمكن حشدها بالمكافأة، لكن الحقيقة هي أن السبب الجذري للسلوك البشري هو تخفيف الانزعاج. حتى عندما نعتقد أننا نسعى وراء المتعة، فإننا مدفوعون في الواقع بالرغبة في تحرير أنفسنا من ألم الرغبة، خاصة أننا عندما نشعر بهذا الانزعاج نكون عرضة للتشتت.
إذا شعرت بالانزعاج ـ المعروف أيضا بالمحفز الداخلي ـ مثل: القلق، أو الأرق، عندما تحاول إنجاز مهمة معينة فإن مكافأة لن تحفزك على التغلب على هذا الانزعاج.
ويقول إيان بوجوست، أستاذ الحوسبة التفاعلية في معهد جورجيا للتكنولوجيا، إن المرح واللعب يمكن أن يكونا جزءًا من أي مهمة صعبة، كما يمكن استخدامهما حتى كأدوات للإبقاء على تركيزنا.
الفكرة هي إيلاء اهتمام وثيق لمهمتك، بحيث تجد تحديات جديدة لم ترها من قبل، لتوفر الحداثة الكافية لجذب انتباهك وتحفاظ على التركيز أمام إغراءات التشتت. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تكافح من أجل الجلوس وكتابة مقال، امنح نفسك حدًا زمنيًا، أو حاول كتابته بأسرع ما يمكن. فالعمل تحت قيد يضيف عنصرًا ممتعًا.
تطبيقات الإنتاجية الأفضل تساعدك على التركيز
لا تخدع نفسك بالتفكير في أنه عندما تكافح لإنجاز المهمة التي بين يديك، فإن تصفح الإنترنت بحثًا عن التطبيق الذي سيساعدك على التركيز هو أمر منتج. فهذا مجرد تشتيت، إذ إن قضاء ساعات في البحث عن أفضل تطبيقات الإنتاجية وتجربتها هو إضاعة للوقت.
تطبيقات الإنتاجية ليست مقاسًا واحدًا مناسبا للجميع. إذ يجب أن تعثر على الإنتاجية المناسبة لك. وهذا يعني استخدام حيل آمنة في بحثك منها: تشخيص المشكلة، ثم البحث عن الحل. فإذا كنت تواجه صعوبة في الالتزام بالمهام، يمكنك تجربة تطبيق أو برنامج يسهل اتفاقية الالتزام المسبق، مثل: “FocusMate”.
تعدد المهام يدمر الإنتاجية
صحيح أن معظم أشكال تعدد المهام ليست فعالة. إلا أنه لا يمكننا العبث بهواتفنا وأن نكون حاضرين تمامًا مع أصدقائنا في وقت واحد. كما لا يمكننا استيعاب المعلومات خلال اجتماع، وأثناء كتابة تقرير في آن معا. لذا فإن الناس يرتكبون المزيد من الأخطاء عند التوفيق بين العديد من المهام، بل يستغرقون أيضًا وقتًا أطول لإكمال المهام.
لكن هناك نوع واحد من تعدد المهام يساعد بالفعل على توفير الوقت، وهو “تعدد المهام متعدد القنوات”، عن طريق إقران مهمة معقدة، بأخرى منخفضة المستوى، وتستخدم مدخلات حسية مختلفة.
يجب أن تكون مستعدًا لمتابعة هدفك بنجاح
هل تمتلك هدفا أو طموحا مهما لدرجة أنك تستمر في تأجيله حتى تكون مستعدًا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فيجب أن تعلم أن الصبر لاكتمال الاستعدادات ليس سوى “خرافة” تضر سعيك لتحقيق هدف أو حلم.
إعلان نفسك “مستعدًا” أو لا، يعني التفكير في أنه يجب أن يكون لديك معيار إنتاج عالي الجودة، بحيث يركز بشدة على الوجهة والنتائج. ولا يركز بما يكفي على الرحلة، لذا يبدو البدء أمرًا ساحقًا.
وطالما أنك تحدد وقتًا للعمل نحو الهدف، فأنت تفعل كل ما تحتاج إليه وهذا يكفي، فمجرد أنك لم تنته من شيء ما لا يعني أنك لم تحرز فيه تقدمًا.
قائمة المهام هي كل ما تحتاجه
عندما نحتاج إلى إدارة جميع مهامنا فإن النهج الشائع هو إعداد قائمة مهام. إذ نكتب جميع الأشياء التي نريد القيام بها، ونأمل أن نجد الوقت خلال اليوم لننفذها. لكن غالبًا ما يتم دفع هذه المهام من يوم إلى آخر. وهذه ليست طريقة فعالة لإدارة وقتنا. فقوائم المهام ليست مفيدة للإنتاجية، للسبب ذاته الذي يجعل الاستعداد خرافة غير مفيدة.