كثيرة هي الأسباب التي تدفعنا إلى تقديم نصائح لتنظيم الوقت؛ فالسمة الأساسية أنه يمضي وغير مستعاد، فما يمرّ منه لن يعود، لا يؤدي هذا _في حالة غياب التخطيط المحكم لأيامنا _ إلى إهدار العمر فحسب، وإنما، وهذا بالنسبة للشركة، سيؤدي أيضًا إلى خسارة الكثير من الدولارات.
ليس من قبيل المبالغة القول إن نجاح المرء يبدأ من حسن إدارته وقته، أما المخضرمون عن حق فهم أولئك الذين يدركون أن وقتهم هو ثروتهم الحقيقية؛ لذا هم شديدو الحرص على كل لحظة وثانية فيه.
ومن الجدير الإشارة، قبل التوغل في طرح عدة نصائح لتنظيم الوقت، أن إدارة الوقت لا علاقة لها بالزمن إطلاقًا؛ نمتلك جميعًا تلك الأربع وعشرين ساعة، وفي نهاية كل يوم يكون بعضنا حقق إنجازات معتبرة، فيما لا يزال آخرون يتعثرون في أذيالهم. إدارة الوقت، إذًا، هي، في العمق، إدارة الذات.
4 نصائح لتنظيم الوقت
ويقترح «رواد الأعمال» 4 نصائح لتنظيم الوقت، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: فن تنظيم الوقت للمدراء الجدد
-
اصنع قائمة مهام
لا تبدأ يومك إلا وقد حددت، بدقة، ما الذي ستقوم به خلال هذا اليوم، والأفضل أن تصنعها أمس، أي في اليوم السابق؛ فمن شأن هذا أن يدعك تنخرط في العمل بسهولة، كما أنه يتيح لك وقتًا كافيًا للتفكير المتأني فيما يتوجب عليك فعله.
قد يظن كثيرون بأن عملية صنع القائمة ليس بأمر ذي بال، كما أنها نصيحة كلاسيكية عفا عليها الزمن، غير أن الأمور ليست كذلك؛ إذ تساعدك قائمة المهام في الحفاظ على التركيز، كما أنها تحفزك، علاوة على أنها ستبقيك على المسار الصحيح، حتى في ظل كثرة المشتتات وعوامل الإلهاء.
اقرأ أيضًا: تنظيم الوقت بدقة.. أسرار الالتزام بالجداول الزمنية
-
صنّف مهامك وركز على الأهم
لنفترض الآن أنك صنعت قائمة بالفعل فماذا بعد؟ _بالمناسبة هذا سؤال يتعين عليك طرحه على نفسك بشكل دائم؛ فمن خلاله ستضمن أنك على المسار الصحيح_ لديك مثلًا 10 مهام عليك إنجازها خلال هذا اليوم، فبأيها سوف تبدأ؟
يمكنك من خلال القضاء على التسويف أن تنفذ المهام في وقتها المطلوب دون الاضطرار إلى التخلي عن شيء مهم لصالح شيء عاجل.
اقرأ أيضًا: تقسيم الوقت.. 6 نصائح غير تقليدية
-
تغلب على الإلهاءات
من بين أهم النصائح لتنظيم الوقت هو تلك التي تقول لك: «تغلب على الإلهاءات»؛ فأحد أكثر السمات جلاءً لعصرنا الراهن هو كثرة المشتتات وغياب التركيز، بل من الممكن القول، ببعض الثقة، إن هناك اقتصادًا قائمًا على الإلهاء، على صناعة الإلهاء بالتحديد _وللتوسع حول هذه النقطة نحيلك إلى مراجعتنا لفيلم the social dilemma_ ومن ثم فإن التغلب على هذه الإلهاءات هو واجب الوقت تقريبًا.
وما أكثر المشتتات في الحقيقة؛ من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الهاتف المحمول وحمى الثرثرة، كل هذه الأمور تصدك عن أهدافك صدًا، وتدفعك إلى السقوط في وهدة التسويف.
ستحتاج إلى كثير من التدريب والممارسة كي تتغلب على هذه الأمور المعرقلة، لكنك، حالما تفعل ذلك، ستلحظ الأثر الجيد في حياتك برمتها، وستكون أكثر هدوءًا وأغزر إنتاجًا.
اقرأ أيضًا: الحفاظ على التركيز في العمل.. سبل الابتعاد عن الإلهاء
-
حدد وقتًا لإنهاء كل مهمة
دعنا نفاجئك، في خاتمة هذا المقال: أغلب الموظفين الذين يقضون ساعات طوال في العمل بعد مواعيد الدوام الرسمية هم من أقل الناس إنتاجية، كما أن اضطرارهم إلى المكوث في المكتب بعد الخامسة مساءً ليس سوى دليل دامغ على فشلهم في إدارة وقتهم.
لذا؛ فالنصيحة الرابعة والأخيرة التي نقدمها لك ضمن موضوعنا «نصائح لتنظيم الوقت» هي أن تحدد موعدًا لإنجاز كل مهمة على حدة، وأن تحدد موعدًا للانتهاء من عملك ككل. إذا كنت، على سبيل المثال، ترغب في قراءة كتاب ما، فلا تترك نفسك هائمًا على وجهك، وإنما حدد يومًا معينًا تنتهي فيه من قراءته، وكذلك الحال بالنسبة لأي مهمة أو نشاط آخر.
ولهذه الطريقة فوائد شتى، أبرزها: أنها تحفزك على الدوام لفعل المزيد، كما أنها تعينك على وضع حدود حاسمة بين عملك وحياتك الشخصية.
اقرأ أيضًا:
أهمية الحصول على إجازات من العمل
أسرار تنظيم الوقت.. سبيلك للراحة الذهنية والنفسية
كيف يقضي رواد الأعمال وقت الإجازة؟