يعد عنصر الإبداع أكثر ما تحتاجه الشركات وفقًا للعديد من عمليات التحليل، فالمبدع هو من يفكر بشكل إبداعي في أي دور أو سياق بالشركة، سواء كان يتعامل مع تصميم البرامج، أو جداول البيانات.
وفكرة توظيف المبدع فقط، قد تعيق عمل الشركة وتقتل الابتكار في أفرادها، فالأفضل من البحث عن المبدعين، التفكير في كيفية تحفيز عقلية موظفيك في كل جزء من العمل.
يقول “بول روبسون”؛ رئيس شركة ” Adobe EMEA”: “إن رواد الأعمال بحاجة إلى التفكير في الناس على أنهم مؤيدون للمبدعين، فإطلاق العنان لقدرة كل فرد في فريقك على الإبداع، سواء من خلال التكنولوجيا أو المشاريع التعاونية، يؤدي إلى تسريع الابتكار بشكل كبير”.
وليس مطلوبًا أن يتم تعيين الموظفين المبدعين فقط، بل المطلوب أن يقوم القادة بغرس ثقافة الإبداع في مرؤوسيهم؛ بتشجيعهم على امتلاك مهارات التفكير الإبداعي الفطرية وصقلها، بغض النظر عن أدوارهم الوظيفية.
ولا يعني هذا أن المهارات الشخصية الأخرى- كالقيادة، وإدارة الوقت، والتواصل مع العملاء- لم تعد ذات قيمة، كما أنه ليس بحُجَّة أن الشركات بحاجة إلى محاكاة العقليات الموجودة بوادي السيليكون! ولكنَّ الإبداع يُعد وقودًا ضروريًا، فمع تولي التكنولوجيا مزيدًا من المهام، تنمو الحاجة إلى مزيد من المهارات الإبداعية.
السؤال الأهم: كيف تعزز ثقافة أكثر إبداعًا في شركتك؟
والإجابة: بتغيير طريقة العصف الذهني لإيجاد لحلول؛ وذلك من خلال ثلاث طرق:
1- لا تُعِد اختراعًا من الماضي، بل أعِد توظيفه
مطاردة الأصالة لن تبني الإبداع في عملك؛ فالإبداع الحقيقي يتعلق بإيجاد طرق جديدة لتطبيق الموجود منها؛ فالفنانون – الذين نؤيدهم بصفتهم مروجين للأصالة – دأبوا على فضح الفكرة السابقة على مر العصور، وكما قال سلفادور دالي: “منْ لا يريدون تقليد أي شيء، لا ينتجون شيئًا”.
لطالما بالغ كثيرون في تقدير الأصالة في التكنولوجيا أيضًا، فإذا كان “يوهانس جوتنبرج” صاحب الفضل في الطباعة الحديثة؛ فذلك بتكييف تقنية نوع طباعة كانت موجودة بالفعل؛ بعبارة أخرى، لا تُعِد اختراع العجلة، بل أعِد توظيفها.
إذا كان لديك مشكلة في فريق التسويق، فتواصل مع مطوري البرامج لمعرفة الأنظمة التي يستخدمونها لتبسيط سير العمل؛ وما إذا كان هناك طريقة لتكييف التكنولوجيا لتلبية احتياجات قسم التسويق. شجع موظفيك على اللعب بالأفكار والتقنيات والمنتجات الحالية لحل المشكلات، فلا تدري ما الذي قد يؤدي إلى حل مبتكر.
2- التكامل بين مختلف التخصصات
يُعد التكامل عنصرًا أساسيًا للإبداع، فمن الشائع أن ترى أفكارًا وتخصصات مختلفة منفصلة عن بعضها البعض في المشروعات التجارية كما هو الحال في الأوساط الأكاديمية، فتأمَّل كيف نفكر في الفن والعلم معًا؛ فإما إنك فنان، أو عالم، أو مصمم جرافيك، أو مهندس بيانات، لكنك بالتأكيد لست كل هؤلاء، أليس كذلك؟
في مجال الأعمال التجارية، يمكنك الجمع بين الأفكار التي تبدو متعارضة؛ بكتابة أكبر عدد ممكن من الأفكار المتصلة حول موضوع محدد، ثم بعد العصف الذهني، ركز على الفكرة المثيرة للاهتمام.
عندما تُشرك أجزاءً مختلفة من دماغك؛ بربط الكلمات بالتخطيط المرسوم، يمكنك التوصل لحلول إبداعية؛ وهو ما يمكنك اتباعه للتعامل مع أي مشكلة بشكل خلاق، بغض النظر عن القسم أو المشروع الذي تتعامل معه.
3- تألق بالأفكار إلى أقصى حد دون خوف
لا تخف من الأفكار الكبيرة، خاصةً في مرحلة العصف الذهني للمشروع؛ فمن السهل تفضيل الكفاءة، وتقليص الأفكار بما يناسب الإدارة، لكنَّ هذا يحد من الإبداع؛ إذ يقول دنكان واردل؛ المؤسس والمبتكر: “يمكنك دائمًا أن تركز على فكرة رائعة ومدروسة جيدًا؛ لتصبح في النهاية كبيرة جدًا”.
بدلاً من إضعاف حماس فريقك نحو فكرة جديدة، أقنعهم بتوسيعها إلى أقصى حدٍ لها، ولو بإقامة حفل يستمتعون فيه، ويجددون طاقتهم.
قد يأتي المفهوم الثوري من أكثر الاقتراحات غير المتوقعة، لكن القلق يأتي من توفير الخدمات اللوجستية بعد الاستقرار على أفضل فكرة.
قد يكون الإبداع هو أهم مهارة في الوقت الحالي، ولكن إن كنت تريد رفع مستوى الابتكار في شركتك، فلا تكتفِ بتعيين بعض الموظفين الإبداعيين، بل أشعل جذوة الإبداع في كل مكان بمؤسستك؛ من خلال حل المشكلات بطريقة أكثر ذكاءً، وبعصف ذهني مبتكر.
المصدر: https://www.inc.com
ترجمة: سارة طارق
اقرأ أيضًا:
طرق تنشيط الإبداع في المؤسسة.. الضمان الوحيد للبقاء
ما هي “الحوكمة”؟.. نماذج وأهداف
نجاحات المرأة في التقنية والعلوم.. نساء صنعن المعجزات