تشهد دول مجلس التعاون الخليجي دعوات حكومية لدعم أجندة تمكين المرأة، وزيادة عدد المناصب التي تشغلها النساء في القطاعين العام والخاص.
ففي الإمارات تشكّل النساء 80% من الفريق العلمي الخاص بمشروع “مسبار الأمل” ورحلته الناجحة إلى المريخ، و34% من العدد الإجمالي للمشاركين في المشروع. وفي عام 2020 وحده شهدت السعودية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 282% في عدد النساء العاملات في القطاعين العام والخاص.
وفي ظل هذا التوجّه الطموح نحو تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة اتسع نطاق الخيارات المتاحة أمام النساء اليوم، وازدادت فرصهنّ للتحكم في مستقبلهنّ المالي. وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة “فيديليتي” للاستثمارات، مؤخرًا، تدّخر النساء 9% تقريبًا من راتبهنّ السنويّ مقارنةً بـ 8.6% للرجال،
ويُعد الاستثمار واحدًا من أهم الأساليب التي تمنح المرأة القدرة على التحكّم في مستقبلها المالي.
ونستعرض فيما يلي ثلاثة أسباب تدفع المرأة للمسارعة إلى البدء في الاستثمار اليوم:
1) النساء يعشن لمدّة أطول وهن أكثر حاجة من الرجال لأموال التقاعد
فيما يتفوّق الرجال على النساء عمومًا من حيث الدخل تشير منظّمة الصحّة العالمية إلى أن متوسط حياة النساء أطول بست إلى ثماني سنوات من الرجال؛ وهذا يعني أن النساء اللاتي يرغبن في الحصول على مال إضافي بعد التقاعد بحاجة لتقاضي مبلغ أكبر من الرجال لتغطية عدد أكبر من سنوات التقاعد.
2) الاستثمار هو الخيار الوحيد للحد دون تقلص الأصول
تبلغ معدلات الفائدة على المدّخرات حوالي 0%، فيما تصل معدّلات التضخم عالميًا إلى 3% تقريبًا؛ لذا فبالإضافة لدوره في تنمية الأصول تبرز أهمية الاستثمار في قدرته على تجنّب تقلّص هذه الأصول.
وتبيّن الدراسات أن عدم المشاركة في البورصة لدعم أموال التقاعد وغيرها من المدّخرات يؤدي إلى انخفاض معدلات الرفاهية بنسبة 12%؛ حيث تبلغ معدلات الفائدة 0% وتصل أحيانًا إلى أرقام سلبية؛ ما يجعل الاستثمار أكثر أهمية لتنمية الأموال أكثر من أي وقت مضى.
3) أنتِ تعملين بجدّ ويمكن لأموالك أن تعمل بجدّ أيضًا عبر الاستثمار
لا شك أن الحرص على تشغيل الأموال من أهم القرارات التي يمكننا اتخاذها لضمان مستقبل مالي مستقر. ومن خلال فوائد حسابات التوفير وتوزيعات أرباح الأسهم أو إيجار العقارات الاستثمارية؛ تصبح الأموال التي تجنيها عبر المدخرات أو الاستثمار في الأسهم أو العقارات عبارة عن دخل سلبي (الدخل الذي يحصل عليه الفرد دون الحاجة إلى مشاركة مادية من جانبه أو وجوده الفعلي)؛ حيث تنمو أموالك أثناء “نومك”.
وفي عام 2020 شهد “ساكسو بنك” ارتفاعًا ملحوظًا في قاعدة مستثمريه الجدد من النساء بنسبة 354% قياسًا بـ 288% للرجال؛ ما يعتبر أمرًا مشجّعًا للغاية.
ورغم ذلك يمكن تقليص الفارق أكثر بين المستثمرين من الرجال والنساء؛ إذ تُعد فجوة الاستثمار مشكلة يسهل على النساء حلّها بأنفسهن دون مساعدة الآخرين؛ عبر المسارعة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة اليوم. ما عليكِ سوى القيام بالأبحاث والدراسات اللازمة، ووضع خطة للاستثمار والالتزام بها، لتعود عليكِ بالربح لاحقًا. إنها طريقة مباشرة لتحسين مستوى الحياة المالية التي تعيشها المرأة.
رحلة تحقيق الحرية المالية طويلة وتتطلب اهتمامًا وتركيزًا وتصميمًا. ومن خلال الاستثمار المنتظم نقوم بتنويع مصادرنا للدخل؛ بما يعزّز دخلنا أو راتب تقاعدنا. ولن تقتصر الفائدة على أنفسنا وحسب بل يمكن أن يعود الاستثمار بالمنفعة على المقربين منا كذلك. وستزخر الرحلة بالتحديات، وتتطلب تعديل استراتيجيتنا لتواكب التطور الطبيعي لحياتنا، لكنها رحلة جديرة بالاهتمام تتسم بالقوة والتمكين؛ فلنسارع إلى الانطلاق بها الآن.
اقرأ أيضًا:
ما بعد الحداثة وريادة الأعمال.. عولمة الفرص وتغيّر أنماط الإنتاج
اقتصاد الهوايات.. قلب المُحاجّة رأسًا على عقب
تطورات عملة البيتكوين.. تاريخ مضطرب