منذ زمن ليس ببعيد، كانت العائلة، أو الأصدقاء، أو حتى الزملاء في العمل، يجتمعون حول الطاولة وكلهم آذان صاغية للحوارات المتبادلة، لكن تغير كل هذا في هذا العصر؛ فخطفت محادثات الهواتف النقالة، الانتباه في كل مكان، ولم يعد هناك جلسات عائلية حول الطاولات، وباتت في المقاهي، أو المسارح، أو الملاعب ، أو المنتزهات.
ليست الهواتف النقالة هي السبب فقط، فمنذ عام 1950 أصبحت مشاهدة التلفزيون عادة يومية للملايين؛ ليحل محل المحادثة والقراءة.
وفي ثمانينيات القرن العشرين، جرّت ألعاب الفيديو الأطفال ببطء من المكتبات وملاعب الكرة، إلى شاشات الفيديو، وكذلك الحال بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر وأحدث التطبيقات؛ حيث تقضي الغالبية العظمى الآن ساعات في تصفح مواقع Facebook وYouTube وTwitter والأخبار وغيرها من المواقع، بدلاً من التفاعل مع الآخرين، وجهًا لوجه.
إن للتكنولوجيا الجديدة، طريقتها الخاصة في تغيير السلوك، فكل ما كنا نفعله قبلها، انتهى، واستبدال بأحدث التقنيات. في البداية كان التغير في السلوك غير ملحوظ، لكنه وبمرور الوقت أصبح جليًا؛ حتى أصبح عادة.
ولكنَّ هناك طرقًا يمكننا اتباعها، إذا أردنا التخلص من أسر التكنولوجيا لنا:
1. تخصيص سلال توضع فيها هواتف جميع أفراد الأسرة، في الأوقات التي يجتمعون فيها مع بعضهم؛ لكي يتمكنوا من تبادل أطراف الحديث.
2. إجراء رحلات استكشافية إلى المكتبة؛ حيث يمكن أخذ الأطفال إلى المكتبة مرة واحدة في الأسبوع؛ لإعادة غرس عادة القراءة عندهم.
3. تخصيص ليلتين في الأسبوع، يبتعد فيها جميع أفراد العائلة تمامًا عن كل ما يشغلهم؛ ليقضوا وقتًا ممتعًا مع بعضهم.
4. تخصيص العطلات الأسبوعية للتنزه مع العائلة، أو الأصدقاء؛ حيث يمكنهم الخروج للنزهة والاستمتاع بالطبيعة بعيدًا عن صخب التكنولوجيا.
إنَّ الوعي بكيفية تغيير التكنولوجيا الجديدة لسلوكنا اليومي، هو المفتاح الذي يمكننا من منع هذه التكنولوجيا من استهلاك حياتنا، ومن إبعادنا عن عائلاتنا وعمَّن نحب، كما يمكننا أيضًا من ألا نجعلها عادة سيئة نضيع بها أوقاتنا.