حوار-عبدالله القطان
يكتسب الاستثمار في مواسم الحج والعمرة أهمية خاصة، باعتبارها فرصًا استثمارية مثالية مختلفة المستويات تدر سنويًا عوائد تبلع 16 مليار ريال، وتوفر مجالات كبيرة لإقامة أنشطة اقتصادية متعددة مع خيارات واسعة، حسب ما أكد عليه هشام كعكي؛ رئيس مجلس إدارة غرفة مكة، عضو هيئة تطوير منطقة مكة، عضو مجلس إدارة مؤسسة “مكة للإعلام” وشركة “صناعات الكعكي” وشركة “وادي مكة” في حواره مع مجلة “رواد الأعمال”..
*ما أبرز الفرص الاستثمارية في موسم الحج؟
– يتيح موسم الحج فرصًا استثمارية مثالية مختلفة المستويات، فوجود الملايين من ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال الأيام المعدودة يتيح خيارات واسعة ومتميزة للمستثمرين؛ إذ تزيد العوائد عن 16 مليار ريال، مع وجود نمو لها متزايد سنويًا.
تمثل هذه العوائد والوجود البشري الكبير في رقعة محددة من الأراضي المقدسة، أفضل بيئة للأعمال التجارية ذات العوائد الاقتصادية مضمونة المكاسب.
*هل تتوقع أن يكون موسم هذا العام استثنائيًا بعد تشغيل شبكة القطار والنقل السريع؟
– يعتبر أهل مكة المكرمة والاقتصاديون كل موسم من مواسم الحج أو العمرة مواسم استثنائية؛ إذ تكمن الاستفادة منها في رفع كفاءة العاملين، وزيادة برامج التدريب، وتطوير النظرة تجاه الحج والعمرة كصناعة سياحية تراعي الاعتبارات الدينية، والاستعداد للزيادة المضطردة سنويًا في أعداد ضيوف الرحمن، وصولًا إلى العدد المحدد وفق رؤية 2030م.
أنجح المنظومات
*هل هناك تنظيم خاص لممارسة أعمال الحج الموسمية؟
– تُعد منظومة الحج والعمرة من أكبر وأنجح المنظومات العاملة في مكة المكرمة؛ حيث تعم فوائدها المختلفة كافة أفراد المجتمع المكي تقريبًا. ونسبة للعدد الكبير من الوظائف وجهات التوظيف العاملة خلال هذه المواسم، فإن حصرها يصبح صعبًا، إلا أنه يمكن التأكيد على أن معظم تلك الوظائف يصب في خانة خدمة ضيوف الرحمن، وتهيئة البيئة المناسبة لهم لأداء شعائرهم، بدعم لا محدود من الجهات ذات العلاقة؛ ليكون الحج أو العمرة رحلة راسخة في أذهان ضيوف الرحمن لسنوات طويلة.
أعمال ريادية
* هل ترى أن هناك أعمالًا ريادية في هذه المواسم، أم أنها استهلاكية مؤقتة؟
– هي مزيج بين هذا وذاك، ويشمل ذلك معظم القطاعات التي تتكامل لتقديم خدمة راقية بمعايير عالية تعكس طبيعة الشعب السعودي المضياف، وتحقق الأمن والأمان لضيوف الرحمن منذ دخولهم الأراضي السعودية حتى مغادرتها، فكل تلك القطاعات تتاح فيها الأعمال بشكل كبير، بدايةً من النقل والإسكان والتغذية والإعاشة وكافة الخدمات ذات العلاقة.
* لماذا لا تقر الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة تدريبًا يسبق مباشرة هذه الأعمال الموسمية لتضمن حسن الأداء وجودة المنتجات؟
– تقوم الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة بدور مقدر في هذا الاتجاه من خلال مركز التدريب، وتنظيم الدورات، والعلاقات الوثيقة بالمدربين المحترفين؛ وذلك اهتمامًا منها بتقديم كوادر مؤهلة تأهيلًا عاليًا يليق بالخدمات المقدمة للحجاج من مختلف أنحاء العالم، خاصة وأن أعدادهم تزيد بمتوسط نمو سنوي يبلغ 7.6 %.
*ما هي أهم الخدمات التي تقدمها الغرفة للمتقدمين لهذه الأعمال، وهل هناك تنسيق فعال مع الأمانة في هذا المجال؟
– تعمل غرفة مكة المكرمة بالتعاون مع شركائها في العديد من القطاعات؛ لخدمة المجتمع المكي، ومن ضمنهم أمانة العاصمة المقدسة؛ حيث بلورت هذا التوجه ضمن استراتيجيتها الجديدة، وأكدته في شعارها الجديد المتمثل في “تنمية الأعمال والمجتمع”. كذلك، تقود الغرفة العديد من المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه، وتبرم اتفاقيات مع الجامعات وبيوت الخبرة؛ لتقديم الدورات التدريبية والمحاضرات المتخصصة تحقيقًا لأعلى الفوائد.
*هل أعطت وزارة الحج والعمرة اعتبارًا خاصًا لهذه الأعمال ودعمها؟
– لا شك في أنَّ القطاع الخاص ذراع فاعلة في إدارة عجلة التنمية؛ إذ يعمل في تناغم كامل مع القطاع العام لتحقيق الرؤى والخطط التي تخدم المواطن والمجتمع السعودي، خاصةً وأن وزارة الحج والعمرة لها تواصل دائم ومستمر في هذا الصدد، ونجد منها كامل الدعم والتعاون ولله الحمد.
*كلمة في الختام لممارسي هذه الأعمال؟
– تُعد جميع الأعمال ذات الصلة بضيوف الرحمن، من الأعمال التي تعود عوائدها على الإنسان؛ لذا يجب أن نتوخى فيها الصدق والإخلاص والأداء العالي، والمساعدة في أن يعيش الحجاج في أجواء روحانية وطمأنينة وانسجام تام، وتوحد في الأداء والتوجه والحركة، والمقصد واللباس والمكان والزمان، مع طلب المغفرة والرزق والنجاح من الله سبحانه وتعالى، وأخذ الدروس والعبر العظيمة.