لا تنتهي الأزمات في حياة رواد الأعمال والمشاهير؛ فكم من رجل أعمال ناجح مر بأزمات قاسية قبل أن يصل إلى ما هو عليه؟
ليس من الصواب أعتقاد أن حياة رجال الأعمال الأثرياء والمشاهير كانت تسير بسلاسة ولا يوجد بها عراقيل وضربات قاصمة، فلم يولد جميعهم وفي فمه ملعقة من الذهب.
«الضربات القوية تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد» .. ألكسندر بوشكين
كان الفيصل دائمًا في حياة المشاهير ورجال الأعمال بعد مرورهم بأزمات، هو إيمانهم بالقدرة على تغلبهم على الصعاب، واستغلال الأوضاع السيئة والسعي لتحقيق النجاح في النهاية؛ لذلك فإن الصعاب تُبرز حقًا الشخصيات القوية الناجحة عن جدارة.
الأزمات في حياة رواد الأعمال
ويرصد «رواد الأعمال» الأزمات في حياة رواد الأعمال والمشاهير التي كادت أن تُنهي حياتهم قبل أن تبدأ، ولكنهم نجحوا في العبور منها بسلام.
والاس جونسون
والاس جونسون هو صاحب سلسلة فنادق “هوليداي إن” الشهيرة، وهو مليونير أمريكي مر بمراحل مروعة في حياته، إلى أن أصبح صاحب علامة تجارية مميزة للفنادق الأمريكية.
كان والاس جونسون عاملًا فقيرًا، يعمل في ورشة للأخشاب، ولم يكن له مصدر آخر للرزق؛ فهو لا يُجيد سوى هذه الحرفة.
وكانت حياة “والاس” مستقرة، فتزوج وبنى أسرته وهو يظن أنه لن يكون سوى عامل في ورشة للأخشاب، وكان طموحه حينها هو البقاء في هذا العمل والحفاظ عليه.
لم تستمر حياة والاس في الاستقرار كثيرًا؛ حيث تم طرده من العمل وهو في سن الأربعين، بعد أن تأقلم مع هذا الوضع المرير.
لم يجد والاس مفرًا بعد أن هدم صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه حياته، سوى أن يبدأ تجارة صغيرة باحتمالية خسائر كبيرة؛ نظرًا لأنها الخطوة الأولى له، وبنى منزلين صغيرين وضع فيهما كل خبرته في التصميم، بعد أن رهن منزله؛ وبالفعل تم بيع المنزلين واسترد قيمة الرهان، لكن فتح هذا الأمر باب الأمل من جديد أمامه؛ حيث أشاد المقاولون بتصميمه.
وتلقى والاس المزيد من العروض؛ لكي يبني منازل بتصميماته الرائعة، حتى أصبح متخصصًا في هذا المجال بعد 5 أعوام فقط من طرده من وظيفته.
وبعد أن جنى الكثير من الأموال قرر بناء أول فندق له، وهو فندق (Holiday Inn)، وهو الآن من أحد أشهر الفنادق العالمية وله العديد من الفروع حول العالم.
يقول والاس: «لو علمت أين يقيم مديري في العمل الذي طردني من المصنع لذهبت إليه، وقدمت له الشكر الجزيل وباقات الورود على أنه طردني؛ لأنه بذلك ساعدني في اتخاذ الخطوة الأولى؛ لكي أكون مليارديرًا».
تيد ويليامز
وكانت لـ«تيد ويليامز» قصة أكثر غرابة؛ فهو شخص يمتلك موهبة ربانية في صوته، كان يعمل مذيعًا في الراديو، ولكن انحرف مساره، فأصبح لا يجد عملًا مناسبًا، وبات مشردًا في الشوارع.
جلس “ويليامز” في أحد الشوارع وهو يرفع لافتة يطلب فيها فرصة، بعد أن بلغ الخمسين من عمره، ولحسن حظه توقف أحد الصحفيين أمامه والتقط له صورة، واستمع إلى صوته المذهل، ورفع فيديو هذا الخمسيني المشرد على موقع يوتيوب، فشهد تفاعلًا غير متوقع من الجمهور مع موهبته.
وفجأة انقلبت حياة ويليامز رأسًا على عقب؛ حيث قدمته وسائل الإعلام الأمريكية للمجتمع على أنه صوت إذاعي جديد ومختلف كليًا، حتى أصبح أحد أشهر المذيعين الأمريكيين الحاليين، والأنجح في أداء الإعلانات الصوتية لأكبر المنتجات العالمية، وأصدر كتابًا بعنوان “الصوت الذهبي”، والذي يحكي قصة حياته التي بدأت بالمعاناة مرورًا بالتشرد وانتهت بالشهرة.
اقرأ أيضًا.. نورمان بورلاوج.. أبو الثورة الخضراء
أوبرا وينفري
لم تكن حياة أوبرا وينفري سلسة وممهدة من البداية؛ إذ أصبحت أحد أشهر الأصوات الأمريكية والإعلاميين على مستوى العالم بعد أن سقطت في أزمات متعددة.
كانت أوبرا وينفري في مرحلة الشباب تتعاطى المخدرات، وكانت توشك على السقوط في هاوية لن تنجو منها؛ حيث كانت تتعاطى المخدرات كمشاركة لحبيبها، ولكنها في النهاية استطاعت أن تجد طريقها بعد أن اتخذت قرارًا بالتخلص من الإدمان ومن حبيبها أيضًا.
سعت “وينفري” وراء حلمها وشغفها بالإعلام حتى أصبحت من أكثر الأشخاص نفوذًا في العالم؛ فاحتلت المرتبة التاسعة في قائمة أول 20 شخصية من النساء الأكثر نفوذًا على صعيد وسائل الإعلام والسلطة الاقتصادية؛ حسب مجلة “فوربس” في عام 2005؛ حيث بلغت ثروتها عام 2003 مليار دولار؛ ما وضعها في المرتبة 427 في اللائحة التي تضم 476 مليارديرًا.
اقرأ أيضًا.. خوان رويج.. أغنى بقًال في العالم
فارح غراي
قد يحسد بعضنا الشاب فارح غراي على أنه أصبح رجل أعمال ومليارديرًا في سن صغيرة؛ ولكن قد لا يتوقع البعض منا كيف كانت طفولته، وما الذي مر به من صعاب ذفعته إلى أن يصبح من الأثرياء في هذه السن الصغيرة.
كان “غراي” طفلًا يعيش حياة فقيرة بائسة في أحد الأحياء الفقيرة، كان لديه 3 أشقاء، وأمه مريضة، فلم يكن أمامه مفر سوى أن يجد عملًا ليُطعم أسرته.
بدأ “غراي” في بيع كريمات للبشرة، مقابل دولار ونصف الدولار فقط، ووزع المنتج في البداية على جيرانه وسكان المنطقة؛ حيث كان يشتريها بالجملة، ويبيعها بالقطعة، وفي الحقيقة عملية البيع ليست شيئًا سهلًا، ولكن هذا الطفل الصغير كان لبقًا وهو ما فتح له أبوابًا كثيرة في مراحل مبكرة من حياته.
ووجد “غراي” فرصة عظيمة وهو في سن التاسعة؛ إذ استطاع الوصول إلى برنامج إذاعي وتحدث من خلال بشكل لفت أنظار الجميع له، فرغم عمره الصغير إلا أنه كان موهوبًا، فتلقى عرضًا للعمل كمذيع مساعد في أحد البرامج، ووصل عدد متابعيه إلى 12 مليون مستمع.
وخطوة بخطوة حصد “غراي” الأموال وبدأ يستثمرها في مشروع صغير لبيع الأطعمة في نيويورك، واستطاع أن يُحقق المليون الأول له وهو لم يتخط الـ 14 عامًا.
واصل “غراي” تقدمه ونجاحاته فأسس شركة لبيع بطاقات الهواتف، واستثمر في مجلة، إلى أصبح من أثرياء العالم المؤثرين، بعد عناء.
كلايد بيزلي
لم يصل كلايد بيزلي إلى أن يكون رجلًا ناجحًا بسبب عبقريته اللامتناهية أو تعليمه العالي، أو تفوقه في دراسته، ولكنه فقط اتبع فكرته ودعمها وظل خلفها إلى أن تحققت وجعلت منه مليونيرًا بعد أن كان مجرد سجين بائس.
قضى كلايد بيزلي خلف قضبان السجن 11 عامًا؛ حيث كان متهمًا في عدد من القضايا المختلفة المشينة، فيبدو أنه ترعرع في بيئة لم تساعده أن يكون سوى كذلك.
وكانت مباراة جولف هي نقطة التحول في حياته، إذ كان يتابع في السجن المباراة النهائية للعبة الجولف، فهو كان شغوفًا بها ويعشقها ويحب متابعتها، ولكن تم إلغاء المباراة.
شعر “بيزلي” بالحزن لإلغاء المباراة، ولكن خطرت له فكرة قد يعتقد البعض أنها هزلية وكوميدية غير صالحة للواقع؛ حيث فكر في أن تكون هناك لعبة مُصغرة من الجولف، والتي نطلق عليها اليوم “البلياردو”.
وبدأ في وضع الخطوط العريضة لفكرته، ووضع تصميم اللعبة وقوانينها، من خلال ورقة وقلم، واحتفظ بها إلى أن خرج من السجن.
توجه بيزلي إلى أقرب محل لبيع الأدوات والمعدات، واشترى المعدات اللازمة لفكرته وطبقها بالفعل، حيث صنع نموذجًا وأجرى عليه تجارب من قِبل أصدقائه، واعتمد عليهم في اكتشاف الثغرات في اللعبة وقوانينها، إلا أن الجميع أبدى إعجابه بالفكرة.
وكالعادة، مر بيزلي بمرحلة الرفض لمشروعه في البداية؛ حيث رفضت أغلب المتاجر تبني الفكرة في مرحلة التسويق، إلا أن الأبواب المغلقة تم فتحها في عام 2003 بعد أن وافقت شركة تصميم على اللعبة بعد انبهارها بها.
وتجاوزت مبيعات هذه الفكرة بعد عامين فقط حوالي خمسة ملايين دولار؛ ليصبح بيزلي رجل أعمال ومليونيرًا وجد طريقه بعد العديد من الأعوام التي كانت في مسار خطأ.
اقرأ أيضًا.. إليسا فريحة.. مؤسسة “وومينا” للاستثمار الملائكي