يبدو أننا نتجه سريعًا نحو ثورة جديدة للحياة الافتراضية، ثورة نتجاوز فيها الواقع والزمان اللذين يُحيطان بنا؛ وتكنولوجيا العالم الافتراضي هي واحدة من أهم أنواع التكنولوجيا الرقمية المعاصرة يتهافت عليها الأشخاص بمختلف أنحاء العالم يومًا تلو الآخر؛ لأنها تدفعهم للشعور بأنهم في بيئة افتراضية تنقلهم إلى مكان الخبر دون الحاجة إلى التحرك.
صُممت تلك التكنولوجيا على هيئة فضاء رقمي تخيُلي من الصور والمشاهد المتحركة؛ حيث يُمكن للمستخدمين الولوج إليها عن طريق ارتداء أجهزة كمبيوتر تُشبه النظارات، لكنها في الحقيقة أكبر من الطبيعية، فمعظمها يتم ربطه من خلال الهواتف الذكية وعندها تتمكن من تشغيلها.
فربما يعتقد البعض أن تكنولوجيا الواقع الافتراضي تعتمد على البصر والسمع فقط كنوافذ يتم من خلالها الوصول إلى العالم الافتراضي الآخر، وفي حقيقة الأمر فإن التطور المتوقَّع لهذه التكنولوجيا سيمتد ليداعب الكثير من الحواس الأخرى، كالشم أو الإحساس بدرجات الحرارة والثقل، ومحاولة الوصول بحواس الإنسان إلى تجربة خيالية أشبه بالواقعية؛ لتختفي تدريجيًّا الحواجز بين الواقع والخيال.
هل المستقبل فعلاً للحياة الافتراضية؟
تُشير كل التوقعات إلى أن قيمة سوق الواقع الافتراضي ستصل إلى 49.7 مليار دولار بحلول عام 2023، وذلك وفق ما أبرزته دراسة بعنوان « Global Virtual Reality Market»، والتي قدمت معلومات عن حجم السوق واتجاهات سوق الواقع الافتراضي العالمي، فتكنولوجيا الواقع الافتراضي لم تكن أبدًا مقتصرة على مجال واحد بعينه، ولكنها شملت الكثير من المجالات، كالطب والهندسة والتعليم والاقتصاد والكثير من المجالات الأخرى.
إذن، يُمكننا القول إن تكنولوجيا الواقع الافتراضي تُعتبر من أبرز ما تم الوصول إليه في العصر الحالي، فهي وسيلة ستنقل حياة الفرد إلى مستوى جديد ومتقدم؛ حيث بإمكان مستخدمي هذه التكنولوجيا مشاهدة مقاطع الفيديو بتقنية 360 درجة، أو الانتقال إلى موقع الحدث بنفسه.
تعددت منافع تكنولوجيا الواقع الافتراضي، فبمجرد استخدامك لتلك التكنولوجيا تكون قادرًا على مواكبة المفاهيم الحديثة والمشاركات بشكل فوري مع كل المجالات والتخصصات، فهي تساعدك على تطوير الأمور المعرفية والمهارات الخاصة، والقدرة على الإبداع والابتكار وتحسين التركيز وفهم أفضل للمفاهيم المعقدة.
تكنولوجيا توفر الوقت والمال
في ظل التقدم المتسارع الذي يشهده مجال التكنولوجيا، أصبح التدريب والتطوير من الضروريات الملحة عند كل الأشخاص لضمان قدرتهم على أداء وظائفهم كما ينبغي، وإنجاز المهام بسرعة ودقة عالية أو تعلم موضوع ما من أجل الإنتاج الكامل، ولكن يبدو أن عملية التدريب والتطوير تكبد الأشخاص الكثير من الأموال، وربما هذا الأمر يعيق عملية التعلم وإكساب المهارات اللازمة، ولكن مع ظهور تكنولوجيا الواقع الافتراضي أصبحت عملية التعلم وإكساب المهارات اللازمة سهل الحصول عليها وبتكاليف أقل بكثير من الوسائل الأخرى، فانتشار هذه التكنولوجيا سيؤثر في الغالبية العظمى من سكان العالم، في مجالات التعليم والعمل والترفيه والتسلية.
مميزات تكنولوجيا الواقع الافتراضي
– توفر تكنولوجيا الواقع الافتراضي السهولة والمرونة والأمان والتحكم في عملية محاكاة الواقع الحقيقي.
– يستطيع مستخدمو تلك التكنولوجيا صنع صور أو مشاهد وهمية تشعرهم بأنهم مغمورون في عالم افتراضي صناعي ومعزز بالتكنولوجيا السمعية والمرئية وغير الافتراضية.
– تُتيح تكنولوجيا الواقع الافتراضي لمستخدميها، بيئة افتراضية تُمكنه من الإبحار فيها من خلال فراغ ثلاثي الأبعاد ويسمح بالتجول والنظر بداخلها ومعايشة الواقع فيها.
– بطبيعة الحال يكون الواقع الحقيقي مليئًا بالأحداث التي بالتأكيد تعيق عملية التركيز، أما تكنولوجيا الواقع الافتراضي فهي توفر وتُتيح ما هو مطلوب التركيز عليه فقط.
– توفر تلك التكنولوجيا الوقت والجهد؛ حيث بإمكان المستخدم إجراء التجربة وهو في مكانه دون الحاجة إلى جهد أو تكلفة.
في نهاية المطاف، يُمكننا القول بأن تكنولوجيا الواقع الافتراضي تمتلك قدرات خاصة وإمكانيات قوية في المجالات التعلمية، والتي تتطلب التفكير المكاني، فيمكن للمتعلمين استخدام ذلك الواقع في استكشاف العلاقات المكانية المنظورة؛ لأنة يقوم في الأساس علي العروض ثلاثية الأبعاد.
اقرأ أيضًا: إدارة وتحكم.. تقنية الحوسبة السحابية وأثرها في الشركات