بدأت جامعاتنا تولي اهتمامًا لافتًا بريادة الأعمال؛ وهو ما يتضح في اتجاه كثير منها إلى إنشاء مراكز لريادة الأعمال، وإقرارها منهجًا تقوم بتدريسه؛ ما يعني أنها ستتحول في القريب- إذا ظل هذا الاهتمام وتنامى- إلى تخصص دقيق في كثير من تلك الجامعات.
وقد حاولت مجلة «رواد الأعمال» أن تعمق هذا الارتباط بين الجامعة وريادة الأعمال، من خلال رؤى فكرية لنخبة من الخبراء المختصين، إلى جانب إبراز تجارب مبتكرة وانطلاقات ناجحة لطلاب جامعات، حولت مجرى حياتهم، ونقلتهم من مقاعد الدراسة إلى مصاف رجال الأعمال الذين يشار إليهم بالبنان.
وهذا الاهتمام جاء من منطلق قناعة راسخة بأن ريادة الأعمال وسيلة فعّالة لدفع البطالة والقضاء عليها، بتوفير فرص عمل جديدة للشباب؛ من خلال الارتقاء بفكرهم، وتوعيتهم بأن تحقيق الذات، وإطلاق الطاقات الكامنة يكون عبر العمل الحر، الذي يعتمد في المقام الأول على الفكرة قبل المال.
من هذا المنطلق، كان تركيز المجلة على رعاية هؤلاء الشباب وهم لا يزالون طلابًا، وقبل أن يغادروا فصول الدراسة، وأن تُوجه الإمكانيات لتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تتيح لهم دخول قطاع الأعمال بأقدام ثابتة، وقبلها بفكر مستنير، ورغبة في بلوغ النجاح بأعلى المستويات الممكنة.
وفي التوجه ذاته، أسهمت مجلة «رواد الأعمال» في الفعاليات المختلفة المستهدفة طلاب وطالبات الجامعات، سواء أكانت دورات تدريبية أو ورش عمل أو محاضرات وندوات؛ من أجل تهيئة البيئة المناسبة لنشر فكر العمل الحر، وزيادة اهتمام الدولة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوفير المصادر المعرفية ونماذج التطبيقات العملية لرواد الأعمال من الطلاب، مع تأكيد أهمية التمكن من قدرات توظيف تقنية المعلومات والاتصالات؛ لإنجاح الأفكار الريادية.
وتأكيدًا على توجهها نحو طلاب الجامعات بهدف تهيئة البيئة لهم ليكونوا روادًا في المجالات التي تتناسب مع اهتماماتهم وتخصصاتهم، وقعت المجلة اتفاقيات تعاون مع عدد كبير من الجامعات السعودية والعربية لإطلاق نسخة إلكترونية من المجلة تتوجه إلى الطلاب، فيستطيعون الاطلاع عليها بضغطة زر، كما يمكنهم التواصل مع المجلة من أجل مزيد من خلق البيئة التفاعلية التي تدفعهم إلى ريادة الأعمال عن رغبة وطموح في مستقبل واعد.
ونأمل أن يستفيد طلابنا من هذه الخطوة، وأن يتمكنوا من خلالها من استيعاب أبعاد مفهوم ريادة الأعمال، واتخاذ الخطوات العملية نحو دخول قطاع الأعمال، من دون تهيب، وإنما بقناعة وثقة بأن مشوار المليون ميل يبدأ بخطوة.
الجوهرة بنت تركي العطيشان