أصبحت الكثير من المصطلحات دارجة في العالم؛ خاصة في ظل الأزمات التي يمر بها، وازدادت أهميته بفضل المستثمرين والمستهلكين الذين لا يبحثون عن الربح فقط؛ بل الرفاهية أيضًا؛ لكن ما هي المسؤولية الاجتماعية للشركات؟، وهو السؤال الذي قد يهم كل فئات رواد الأعمال، والمقبلين على إنشاء عمل جديد.
ما هي المسؤولية الاجتماعية للشركات؟
قد يكون الجدل قائمًا بسبب الاختلاف حول ارتباط الطبيعة الأساسية للأعمال، بالمجتمع كصاحب مصلحة، ومن هنا، يجب أن يُعرف أهمية هذا المصطلح الذي لا يعد جديدًا على الإطلاق.
تهتم المسؤولية الاجتماعية بالعمل بطريقة تفيد المجتمع، إضافة إلى تعظيم قيمة المساهم؛ حيث يجب أن تتضمن سياسات تمكّن الفئات والبيئة من رفاهيتهم، مع تقليل التأثيرات السلبية عليهم.
يتشكل الضمير الاجتماعي للشركات، وفقًا لبعض المعطيات التي تحتاجها، بداية من تشجيع التطوع، إجراء التغييرات التي تفيد البيئة، أو الانخراط في العطاء الخيري.
مراعاة صالح البيئة والمجتمع
وبتلك الطريقة، يضمن كل من الأفراد والشركات، ضرورة مراعاة صالح البيئة والمجتمع ككل، ومن ثم، يجب أن نتطرق إلى جوهر النظرية حول المسؤولية الاجتماعية؛ والتي تلتزم بتعزيز التوازن الأخلاقي بين التفويضات المزدوجة؛ وذلك من أجل تحقيق الربح، وتقديم الإفادة إلى كل فئات المجتمع.
وتؤكد الشركات، التي تعمل وفقًا لضميرها الاجتماعي، أهمية الأعمال الخيرية، التبرُع سواء بالمال، الوقت أو الموارد، وذلك للعمل على تحقيق السياسات الخضراء دون المساس باستراتيجية الأرباح.
ولعل أشهر الشركات العالمية التي تتصدر قائمة الاستعانة بالضمير الاجتماعي والسياسة الخضراء، هي شركة “جوجل” العملاقة في مجال التكنولوجيا، إضافة إلى شركة “والت ديزني”، بعد أن أعلنت كل منهما الاستعانة بالمصادر النباتية.
الالتزام بالمفاهيم
مع تلك الخطوة التي يُقدم عليها الكثير من الشركات العملاقة عالميًا؛ فإن المزيد من المستثمرين والمستهلكين أخذوا في الاعتبار ضرورة الالتزام بالممارسات التي تنم عن المسؤولية الاجتماعية، واحتضان مفاهيمها بطريقة سليمة تفيد التوجّه الرئيسي لها، مع مراعاة أهمية الجانب الأخلاقي الذي يؤثر في الأجيال المقبلة فيما بعد.
فالاعتماد على خطط المسؤولية الاجتماعية يمكنه أن يكون سلاحًا ذا حدين، فالنتائج المحتملة تنقسم إلى قسمين أساسين، الأول يتمثّل في تحقيق النجاح، ومن ثم، الوصول إلى الأهداف المنشودة في دعم البيئة والمجتمع، وضمان الربح، على عكس الاحتمال الثاني؛ الذي يؤثر في الميزانية العمومية، بعد الفشل في تلك الممارسة التجارية.
فاعلية المسؤولية الاجتماعية
يمكن أن تكون المسؤولية الاجتماعية أكثر فاعلية؛ عندما تتعامل معها الشركة بشكل طوعي، بدلًا من المطالبات بالتنظيم؛ حيث يمكنها أن تنجح في تعزيز الروح المعنوية للشركة، وإدراج الموظفين وإشراكهم ضمن أسباب الشركة الاجتماعية.
إن قدرة الشركة على الحفاظ على التوازن بين متابعة الأداء الاقتصادي، والالتزام بالقضايا المجتمعية والبيئية يُعد عاملًا مهمًا وحاسمًا في العمل بكفاءة وفعالية.
أنشطة متنوعة
ووفقًا للضمير الاجتماعي العالمي، أقدمت بعض الشركات الشهيرة على الانخراط في نشاط الزراعة المستدامة بالمناطق التي تُصدر فيها المكونات، بينما تتطلع بعض الشركات الأخرى التي تدير تأثيرها البيئي إلى الحد من انبعاثات الكربون والحد من النفايات، فيما يلجأ نوع آخر إلى الممارسات الأخلاقية للموظفين؛ والتي يمكن أن تعني تقديم أجر عادل، مع وضع واعتماد بعض القوانين الصحيحة التي تضمن حماية الموظفين.
افتقار إلى الدقة
يعتقد البعض من النقاد عالميًا أن مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات ما هو إلا عملية تفتقر إلى الدقة؛ بسبب التراخي التحليلي؛ بحكم طبيعتها المتعلقة بالمجتمع ككل، فالربح هو الأهم قبل أي شيء آخر؛ لكن تظل تلك النظرية غير مضمونة بالمرة؛ إذ إن المؤسسات التي تعمل وفقًا للضمير الأخضر أو الاجتماعي ينعكس ذاك إيجابيًا على طبيعة الشركات، وتعتبر خطوة في طريق الاستقرار النفسي والمجتمعي، ما يؤثر في النتائج المادية بالفعل.
اقرأ أيضًا:
الوجه الإنساني لـ “خوان رويج” ودعم بيئة ريادة الأعمال
المسؤولية الاجتماعية قيمة مضافة وسلاح سري للشركات الناشئة
المسؤولية الاجتماعية المتبادلة.. وحدة الأهداف وتعدد المصالح