تعتني الإدارة أو قيادة الشركات، مهما بلغ حجمها، بمدى سعادة الموظفين، بل توفر لهم بيئة عمل صحية يمكنها مساعدتهم في الإبداع، وتوفير كل الأمور التي يمكنها أن تساهم في نجاحهم وبالتالي نجاح الشركة.
يدرك رواد الأعمال الناجحون أهمية الإدارة وأساليب القيادة الصحيحة، وقدرتها على التغيير، وتأثيرها في أداء الموظفين وإنتاجيتهم، فهي تملك مفاتيح صغيرة لحل كل مشكلة؛ لذلك فإن هذه المهمة تقتضي اختيار دقيق لشخصية من العيار الثقيل.
كيف تقيس مدى سعادة الموظفين؟
يُعد قياس مدى سعادة الموظفين ورضاهم في وظائفهم أمرًا مهمًا لرواد الأعمال؛ من أجل تحديد صحة وقوة أعمالهم. فكلما زاد رضا الموظفين زادت احتمالية بقائهم مع الشركة على المدى الطويل وانتمائهم لها، وبالضرورة ستزيد إنتاجيتهم.
ولكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان موظفوك يستمتعون بعملهم، خاصة عندما لا يشعرون بالراحة في التعبير عن مشاعرهم الحقيقية مع رؤسائهم؟ هنا لا بد وأن تفكر مرتين في مدى اختيار المدير المناسب؛ حيث إن الموظف الذي لا يشعر بأهمية آرائه أو يخاف من التعبير عنها يعاني بسبب الإدارة، وليس بسبب مشاكل شخصية.
يمكن للإدارة أن تعرف جيدًا أن هناك العديد من الطرق الفعالة التي يمكنها مساعدتهم في معرفة مدى سعادة الموظفين في الشركة أو المؤسسة، وقياس نسبة رضاهم عن العمل، والتي يمكن أن نستعرضها لكم كما يلي:
-
البيئة الآمنة
يقول خبراء الموارد البشرية إنه يمكن للإدارة أن تجعل الأمر بسيطًا، مع طرح سؤال واحد فقط وهو: “هل تشعر بالأمان وأين ترى مستقبلك في الشركة؟”.
قم بإنشاء بيئة آمنة لأعضاء الفريق لتقديم ملاحظاتك في أي وقت. ستندهش من المميزات التي يقدمونها لك، ومقدار المسؤولية الشخصية التي يتحملونها عن نجاح الأعمال ومدى سرعة نمو الفريق.
وتعتمد البيئة الآمنة في العمل على سعادة الموظفين الذين لا يتم التعامل معهم مثل المرؤوسين؛ فهم أعضاء فريقك وأنت المدرب والقائد.
الخطة العملية للمشاريع.. ما هي؟ وما أهميتها؟
-
لا تكذب
تحدث إليهم بأصالة. تكمن المشكلة في أن البيئة التي تشجع على الإجابات القسرية هي بيئة يصعب فيها قياس سعادة الموظفين.
وعندما يقبل المدير موظفيهم ويصدقهم سوف يشعر هؤلاء الموظفون بالقدرة على التواصل بشكل فعال، والعكس صحيح أيضًا؛ فأنت لا تُجبر على الكذب أبدًا عليهم، بل يمكنك أن تضعهم معك في الصورة الكاملة للعمل؛ لمشاركة الأفكار وطرحها بشكل جذاب، ويمكنك لمس النتائج خلال فترة قياسية، فالصدق والحقائق هما الأساس القوي لصفات القائد الناجح.
5 عوامل تجعل ظاهرة العمل عن بُعد ناجحة
لن تكون مذهلًا في نظر موظفيك إذا ما ثبت كذبك، واعلم أن غيوم الكذب تتبدد بمطر الحقائق آجلًا أم عاجلًا؛ لذا فلا تنخرط في هذا الطريق لأنك قد تقضي على صورتك الحسنة لدى الموظفين.
-
قياس الإنتاجية والرفاهية
يحتاج رواد الأعمال من آن لآخر إلى التصرف مثل رجال الأعمال عندما يتعلق الأمر بقياس إنتاجية ورفاهية القوى العاملة لديهم.
تعمل الإنتاجية والرفاهية على بناء قوة عاملة مرنة ومنخرطة ومجتهدة وتساعد في جذب أفضل المواهب لديك والاحتفاظ بها، وبالتالي تنعكس على سعادة الموظفين.
ويمكنك قياس هذه العوامل مرتين في العام بطرق مختلفة؛ منها: الاستبيانات والتي تستخدمها العديد من الشركات حول العالم، ولا تتردد في هذه الخطوة، فهي لا تقيس مدى سعادة الموظفين فحسب؛ بل إنها تحدد مدى تطور شركتك.
5 نصائح لقيادة الشركات الناشئة في أوقات الأزمات
-
فحص مستويات الابتكار
يمكنك قياس مستوى المبادرة في مؤسستك. إذا كان موظفوك يقودون مهمات جديدة ويضيفون عناصر جديدة إلى مناصبهم ويجدون حلولًا مبتكرة للمشكلات فلديك ثقافة شركة رابحة.
أما إذا كانوا يفعلون ما قيل لهم فقط فلديك بيئة قديمة الطراز بدون أي طاقة إبداعية. وهذا ما يقتل الحماس والشغف مع مرور الوقت؛ لذا يمكنك تشجيع الابتكار وحس المبادرة ومعرفة المشاكل التي يواجهونها وحلها بطريقة جذرية؛ لضمان سعادة الموظفين وسعادة شركتك الناجحة.
6 علامات تحذيرية تشير إلى فشل الشركات الناشئة
-
صندوق ملاحظات
يمكن لرواد الأعمال قياس سعادة الموظفين ورضاهم من خلال إنشاء صندوق ملاحظات صغير يمنح الفريق خيار البقاء مجهول الهوية وتقديم تعليقات أكثر شفافية حول التحسينات التي يمكن إجراؤها.
وهنا فمن المهم أن تلقي التعليقات بانتظام؛ حتى تكون على دراية بما يحدث وراء الكواليس، ويمكن أن تتخذ قرارات مستنيرة للمضي قدمًا في خطتك العملية.
وفي النهاية أنت تعلم جيدًا أن الإدارة الناجحة تتحكم في مدى سعادة الموظفين، فالإنسان قد يبدأ عمله سعيدًا لكنه يرى بعينيه انطفاء شعلة الأمل والطموح رويدًا رويدًا؛ بسبب المدير الفاشل. ولعل الدليل الأكبر على أهمية التخطيط والإدارة يكمن في كلمة “قائد” التي يبحث عنها جميع رواد الأعمال ضمن خصائص المديرين الناجحين.
اقرأ أيضًا:
المدير الصغير.. معضلاته وتحدياته
ما هو العمر المناسب للمناصب الإدارية؟
“الشخصية المنفتحة” هل تكون سببًا في نجاح رواد الأعمال؟