هبطت عملة البيتكوين إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر خلال المعاملات الأخيرة؛ ما عمق موجة الهبوط في سوقها الهابطة المستمرة. وترافق هذا الانخفاض مع تكثيف ملحوظ لعمليات البيع من قبل شريحة مهمة من المستثمرين.
وفي تحليل لحركة أكبر عملة رقمية، أفادت “Market Watch” بأن عملة البيتكوين تراجعت بنسبة 3.4% لتصل إلى 98,308 دولارات. لامسة أدنى مستوى لها منذ 8 مايو الماضي. علاوة على ذلك، تتداول البيتكوين الآن عند مستوى يقل بنحو 22% عن أعلى سعر قياسي لها والبالغ 126,273 دولارًا، والمسجل في 6 أكتوبر الماضي.
الحاملون على المدى الطويل
كما أشار محللو شركة التحليلات الرقمية CryptoQuant إلى أن الضغوط البيعية تتصاعد من مصدر غير متوقع: حاملي البيتكوين على المدى الطويل. ويعرف هؤلاء في الصناعة بأنهم الذين يحتفظون بالعملة لأكثر من 155 يومًا.
وكتب المحللون في مذكرة صدرت يوم أمس الخميس أن هؤلاء المستثمرين باعوا نحو 815 ألف بيتكوين خلال الأيام الثلاثين الماضية. كما يعد هذا أعلى مستوى خلال فترة 30 يومًا منذ يناير 2024؛ ما يشير إلى تحول في معنويات السوق. إذ يميل هذا النوع من المستثمرين إلى أن يكون الأقل احتمالًا للبيع.
الطلب على البيتكوين محدودًا
من ناحية أخرى، تأتي هذه الموجة البيعية في وقت يبدو فيه الطلب على البيتكوين محدودًا للغاية. ويشير هذا التباطؤ في الطلب إلى مزيد من التراجع المحتمل في الأسعار، بحسب محللي CryptoQuant.
كذلك، من الأمثلة على هذا التباطؤ هو تراجع مشتريات الشركات التي تتبنى استراتيجيات الاحتفاظ بالبيتكوين في ميزانياتها. فقد اشترت الشركات العامة حول العالم في أكتوبر 14,400 بيتكوين فقط. وهو أدنى ارتفاع شهري خلال العام، بحسب منصة BitcoinTreasuries.net.
تفكيك المراكز الشرائية الكبيرة
وفي سياقٍ ذي صلة، أشار غريغ ماغاديني؛ مدير المشتقات في شركة Amberdata، إلى أن متداولي البيتكوين كانوا قد راكموا مراكز شرائية كبيرة استعدادًا لارتفاع نهاية العام المتوقع.
كما أضاف أن فشل هذا الارتفاع في التحقق أدى إلى تفكيك تلك المراكز؛ ما ساهم في زيادة الضغط البيعي وتراجع السعر. ويعد تفكيك المراكز المفتوحة أحد العوامل الفنية الرئيسية في الموجة الهابطة الحالية.
مخاوف البيانات الاقتصادية الأمريكية
علاوة على ذلك، ساهمت حالة الحذر المتزايدة لدى المستثمرين في زيادة الضغط على الأصول عالية المخاطر. ويضاف إلى ذلك تأثير سحب مؤقت للسيولة من النظام المالي الأوسع خلال فترة الإغلاق الحكومي.
وزاد قلق المستثمرين بشأن ما قد تكشف عنه التقارير الاقتصادية الأمريكية التي تأخرت بسبب أطول إغلاق حكومي. كما ازدادت المخاوف من أن تؤدي البيانات غير المكتملة إلى إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع ديسمبر القادم.
البيتكوين تتراجع
كذلك، تراجعت البيتكوين بالتزامن مع هبوط الأصول عالية المخاطر يوم أمس الخميس؛ حيث سجلت المؤشرات الأمريكية الثلاثة الرئيسية أسوأ أداء يومي لها منذ أكثر من شهر. وقد أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الجلسة منخفضًا بنسبة 1.7%.
ويعكس التراجع الأخير استمرار معاناة سوق العملات الرقمية في استعادة توازنه بعد أكبر عملية تصفية يومية في تاريخها في 10 أكتوبر. ورغم ذلك، أشار ديفيد تاويل من ProChain Capital إلى أن قطاع العملات الرقمية يواجه رياحًا تنظيمية مواتية. وقد تكون البيتكوين في موقع يسمح لها بتحقيق انتعاش كبير إذا تعافت أسهم التكنولوجيا.



