حوار- عبدالله القطان
حصل على بكالوريوس محاسبة ومالية من جامعة كارديف البريطانية، وبدأ رحلته العملية من الصين؛ حيث عمل بشركة تقديم خدمات حوسبة سحابية في بكين، ثم عاد إلى جدة؛ ليؤسس مكتبًا للإعلام المبتكر، اندمج لاحقًا في عام 2014 مع شركة “Backyard Innovations Studios”، وهو الشريك المؤسس لمساحات VIBES، التي استحوذت عليها جزئيًا شركة BIAC شركة حاضنات ومسرعات الأعمال، و SVC الشركة السعودية للاستثمار الجريء.
وضمن مبادرة الشهر مع ” منشآت”، كان لـ”رواد الأعمال” هذا الحوار مع رائد الأعمال، سلطان غزنوي؛ للتعرف على رحلته، وكيف تغلب على التحديات والعوائق التي واجهته..
كيف يعرف سلطان غزنوي نفسه؟
سلطان حسن غزنوي، حصلت على بكالوريوس محاسبة ومالية من جامعة كارديف البريطانية، وكانت بدايتي في ريادة الأعمال في السنة الثانية بالجامعة، في مجال كان لي علاقة أكثر بشغفي واهتماماتي في التقنية ومجالات الإبداع والابتكار؛ كالتصميم والبرمجة، أكثر من علاقتي بمجال الدراسة.
كنت في “الإعلام المبتكر”، أقدم خدمات تطوير المواقع الإلكترونية، وتطبيقات الجوال وخدمات التسويق الرقمي، واستراتيجيات التواصل الاجتماعي، وإدارة الحملات الإعلانية، وتطوير محتواها بطريقة إبداعية.
وكان لي عملاء من السعودية وعميل واحد من بريطانيا، حصلت عليهم من خلال العائلة والأصدقاء ومواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على ما كنت أقدمه من خدمات لمجلة الجامعة، مع تركيزي على تطوير المنتج والفكرة للعميل، ثم التنفيذ من خلال مصممين ومبرمجين يتم محاسبتهم بالساعة.
وبالرغم من أن توجهي الدراسي كان تعلم الأرقام؛ إلا أن شغفي كان متعلقًا بالتقنية والتسويق وريادة الأعمال، لكن كنت أفتقد مهارة الأرقام التي تمثل عنصرًا مهمًا لأي مشروع ناجح.
وبعد تخرجي عام 2013، ذهبت إلى مدينة بكين بالصين، وعملت في شركة تقديم خدمات حوسبة سحابية، ومن خلالها تعمقت في مجال التقنية وريادة الأعمال، خاصة في هذا النوع من المشاريع وفي هذا الجزء من العالم الذي تنمو فيه المنشآت بشكل سريع. وبعد هذا التدريب، رجعت إلى جدة وأسست مكتبًا للإعلام المبتكر، ثم تطور مع الوقت، وأعدت تسميته ليصبح شركة (MDM)، والتي اندمجت في عام 2014 مع شركة (Backyard studios).
توظيف أحدث التقنيات
حدثنا أكثر عن شركة “باكيارد”؟
البداية كانت من خلال Backyard innovations studio، وهي شركة سعودية متخصصة في توظيف أحدث التقنيات المتقدمة؛ كالواقع الافتراضي، والواقع المعزز AR والهولوجرام، والإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد 3D Projection mapping وAI الذكاء الاصطناعي.
ونهدف من خلال “باكیارد” إلى محاكاة المحتوى، وخلق التجارب التفاعلية، مع العمل في عدة مجالات؛ منها: “الفعاليات، المتاحف، المعارض الدائمة والمؤقتة، الترفيه، الثقافة، مراكز الابتكار والتدريب”. وما نفخر به أن كل هذه التقنيات وخدماتها من تطوير المحتوى والبرمجة- والتي تُعد عالمية وتتسم بندرة الكوادر والمنشآت المتخصصة- طورها شابات وشباب سعوديون؛ ما أعطانا ميزة تنافسية من حيث توطين المحتوى وتعريبه، ومرونة الإنتاج والتنفيذ، وما يلي ذلك من تشغيل وصيانة، والأهم مواكبة المشاريع التي تتسم بقصر فترات التنفيذ والجودة العالية.
ويُعد مجال التقنيات التفاعلية وتطوير محتواها مجالًا عالمیًا، وفرصة للمملكة لتصبح إحدى الدول الرائدة في ھذا المجال؛ لأن الطاقات موجودة لدينا، وكذلك ثقافة الابتكار والإبداع. ولو خدمنا فقط الطلب المتزايد من السوق المحلي والأسواق الإقليمية، فسوف نوفر كمًا ھائلًا من الفرص الریادیة والوظيفية في ھذا المجال الذي یتزاید عليه الطلب عالمیًا، عامًا تلو الآخر.
نفذنا 150 مشروعًا
وماذا عن أبرز مشاريع الشركة؟
نفذنا- منذ تأسيس الشركة- 150 مشروعًا؛ منها متحف التقنيات المتقدمة بمركز “طويق للابتكار” التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والذي يتميز بتقنيات تفاعلية ومغامرة مثل الهولوجرام و3D، وكذلك الواقع الافتراضي، والواقع المعزز لمحاكات التقنيات المستقبلية ووظائف المستقبل، وكذلك مشروع مصفاة ينبع “ياسرف” في عام 2015، برعاية وتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ، والرئيس الصيني، وكذلك مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية. وننفذ الآن متحفًا تفاعليًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم على مساحة 4 آلاف متر مربع.
كيف تم تمويل المشروع؟
تمويل شخصي من الشركاء بمبالغ صغيرة لبدء المشروع، مع الحفاظ على تكاليفنا، وتنمية أرباحنا، فلا نزال حتى اليوم شركة مغلقة.
المنافسة العالمية
ما التحديات التي واجهتها في بداية التأسيس؟ وكيف تغلبت عليها؟
الأول: توفر الكفاءات المتخصصة في التقنيات المتقدمة رغم أنه كان تحديًا إیجابيًا؛ لأنه یدل على وجود الطلب. ولكن كأي معادلة اقتصادية “مع وجود طلب على ھذه الكفاءات وشح في العرض یزید السعر”، وكذلك التدريب والتأھیل أساسي لنمو القطاع في ھذه المرحلة.
الثاني: تحدي منافسة الشركات العالمية؛ لأنه يساعد في بناء السوق وزيادة الوعي، ولكن أقترح تحفيز الشركات العالمية بالتعاون مع الشركات المحلية، خصوصًا في المشاريع الكبرى؛ كالمتاحف والمعارض التفاعلية ومراكز الابتكار وغیرھا؛ وهو مایخدم أيضًا الشركة العالمية في الاستفادة من “المحلیة” في عناصر مھمة؛ كتوطین المحتوى الإبداعي والبرمجي والإعلامي، ودعم الخدمات اللوجستية والإنتاج والتشغيل والصيانة.
التدريب التفاعلي
هل هناك مشروعات مستقبلية؟
الأبحاث والتطوير هما أساس تطور باكيارد؛ إذ أصبح هذا الجزء من عملنا أساس كل ابتكار جديد، والذي يعطينا دائمًا ميزة تنافسية. يركز قسم الأبحاث والتطوير على تنمية قدرات الفريق بالتقنيات الجديدة من عدة زوايا (المعدات - البرمجة - صناعة المحتوى - تصميم المنتج - الإنتاج والتصنيع)، كما نتجه الآن إلى توظيف هذه التقنيات وصناعة المحتوى لقطاع التعليم والتدريب التفاعلي، خاصة بمجال التعليم بالترفيه، فضلًا عن استعدادنا لبناء فرع في المنطقة الشرقية، بخلاف فروعنا بالرياض وجدة.
بمَ تنصح رواد الأعمال الجدد؟
1. وقتك ھو أغلى ما تملك.
- تذكر أن 80% من النتائج تأتي من 20% من الجھد.
- رتب مھام يومك التالي في نھایة كل یوم، ومھام الأسبوع في بداية كل أسبوع.