قواعد المنافسة بين الشركات تتغير من وقت لآخر، وهذه القواعد محكومة بعدة أمور أبرزها معطيات السوق ذاته، والظروف العامة التي تعمل فيها الشركات، ما يعني أن قواعد المنافسة تتغير من آن لآخر، ومن بين الأشياء التي تنطوي على أهمية كبرى في الآونة الأخيرة هو الحفاظ على الإبداع بين الموظفين.
إن الشركات التي تدرك قواعد السوق جيدًا هي تلك التي تنافس على الأفكار لا على الأشخاص، وتدرك، كذلك، أن الحفاظ على الإبداع بين الموظفين هو الضمان الأساسي لبقائها في السوق؛ فطالما أن العالم آخذ في التغير والتبدل بشكل دائم، فلا بد أن يكون هناك جهد إبداعي موازٍ لذلك.
لا يكفل الإبداع البقاء للشركات في السوق فحسب، وإنما يمكنها من الازدهار كذلك؛ إذ لا جدوى من بقائها دون نمو وتطور، والآن ما هي سبل الحفاظ على الإبداع بين الموظفين؟ ذلك ما سنحاول الإشارة إليه في العرض التالي:
اقرأ أيضًا: خطة تعاقب الموظفين الأكفاء
التنوع كوسيلة للازدهار
الإبداع أمر عسير، هذا ما يتعين عليه الاعتراف به، واعتباره معطى أوليًا ننطلق منه، وعادة ما تتطلب العملية الإبداعية جهدًا جماعيًا؛ إذ يمكن من خلال هذا التنوع في الآراء الحصول على فكرة فريدة ومبتكرة. وهو الأمر الذي يتعين على الشركات الانتباه إليه، بل تعزيزه وفرضه.
ويمكن للشركة أن تسعى إلى الحفاظ على الإبداع بين الموظفين وتعزيزه من خلال توظيف موظفين من خلفيات وأرضيات فكرية متنوعة، يتمتعون بمهارات مختلفة؛ فالموظفون المبدعون هم الأداة الوحيدة لنمو الشركات.
يميل الفريق الذي يتكون بشكل متنوع عمومًا إلى الاختلاف حول العديد من جوانب العمل، مثل الاستراتيجيات المتعلقة بإيجاد حلول لتحديات مكان العمل. إن مما يجب إدراكه أن الخلاف في الرؤى والتصورات سيضمن بيئة صحية؛ حيث يتم طرح وتبادل الأفكار، والخروج بأنسبها وأفضلها.
اقرأ أيضًا: الوجود النشط للموظفين وتأثيره في معدلات الإنتاج
بيئة عمل مرحة
إذا تصورت أن بيئات العمل المتصلبة والمتجهمة تحفز الإبداع فعليك أن تعيد النظر في الأمر، وأن تستقصي أوضاع الشركات التي تتبع هذه الطريقة، ونسب الإبداع الوظيفي لديها، فستجد أن النتيجة عكس ما توقعت تمامًا.
فبيئات العمل المرحة هي التي تحفز الموظفين، وتحثهم على الإتيان بأفضل ما لديهم من أفكار وتصورات، وهو الأمر الذي يعني أن هذا النوع من بيئات العمل سيقي الشركة من وقوع موظفيها في فخ الروتين غير المجدي.
وبطبيعة الحال، هناك طرق غير تقليدية يمكن اتباعها لتعزيز بيئة عمل إيجابية، مثل: وجود بعض الموسيقى الخفيفة، بعض الحيوانات الأليفة في المكتب؛ إذ من شأن هذه الأجواء أن توفر بيئة مريحة عقليًا حيث يزدهر التفكير الإبداعي.
اقرأ أيضًا: الحفاظ على إنتاجية الفريق عن بعد
عمل جماعي ومشاريع شخصية
في واقع الأمر هذان طرفان احتاجا إلى واسطة، بمعنى أن الإفراط في تضخيم وتعظيم أهمية العمل الجماعي أو العكس ليس صوابًا، ولا يمكن أن نقف مع أي من هذين الخيارين على حساب الآخر؛ إذ إنه من الممكن استخدام الطريقتين معًا، العمل الجماعي كآلية لمواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تعترض الفريق.
في حين أنه من الممكن تفويض بعض المهام الوظيفية المختلفة لهذا الفرد في الفريق أو ذاك، بناءً على ما يتمتع به من مهارات وخبرات؛ حيث يمكن للمشاريع الشخصية تعزيز الإبداع بشكل كبير؛ من جهة أن منح العامل تحديًا للعمل عليه هو طريقة مؤكدة لفرض قدرة الموظف على التفكير النقدي والإبداعي أثناء استهدافه للتوصل إلى حل.
اقرأ أيضًا: ثقافة التساؤل في الإدارة.. أنسب طريقة للفهم وحل المشكلات
المكافآت وتعزيز الإبداع
إذا كنا نحاول الحفاظ على الإبداع بين الموظفين فلا شك في أنه يتوجب علينا تعزيز بعض الممارسات؛ وذلك عبر مكافأة القائمين بها؛ فمن شأن تصرف كهذا أن يحفزهم، وأن يحافظ على مسار معين من الأداء، كما توفر المكافآت أيضًا معيارًا يميل الموظفون بموجبه إلى محاكاة أصدقائهم الذين كانوا سيحصلون على مكافآت.
اقرأ أيضًا:
التوظيف الافتراضي.. تجربة عمل فريدة
المنظمة الشجاعة والسلامة النفسية للموظفين