الاسم: سام والتون
تاريخ الميلاد: 29 مارس 1918
تاريخ الوفاة: 5 أبريل 1992
اسم الشركة: “وال مارت”
“اسبح عكس التيار، اذهب في طريق آخر، تجاهل الحكمة التقليدية”؛ هكذا قادت حكمة “سام والتون”؛ مؤسسة متاجر “وال مارت” العالمية، كثيرًا من رواد الأعمال حول العالم، وألهمتهم للمضي قدمًا نحو عالم الأعمال؛ متسلحين بالقوة، الإرادة، والتفكير خارج الصندوق، ليحلقوا بعيدًا عن سرب التكرار والتقليدية، فكيف كانت قصة نجاحه؟
العمل منذ الصغر
وُلد سام مور والتون في 29 مارس عام 1918 بمدينة كينغفيشر، أوكلاهوما؛ حيث كان والده توماس جيبسون والتون يعمل مزارعًا، ثم تحوّل عمل والده لاحقًا إلى رهن المزارع؛ حيث لم تعد الزراعة قادرة على توفير ما يحتاجه وعائلته من المال؛ فشهدت طفولة “سام” كثيرًا من التقلبات.
تنقلت أسرته بشكل متكرر؛ حتى استقرت في كولومبيا بميسوري، إلا أن الحياة كانت تحمل مفاجآت كثيرة للطفل الصغير.
كان سام والتون طالبًا مجتهدًا؛ حتى وصل إلى الصف الثامن، وأصبح أصغر طفل يحصل على كشافة النسر في تاريخ الكشافة الأمريكية. ورغم ذلك أكسبته فترة “الكساد الكبير”- التي نشأ خلالها- مهارات مختلفة، ساعدته في دخول سوق العمل.
عمل “سام” بعدة مهن؛ ليساعد عائلته؛ فبدأ ببيع المجلات وتوصيل الصحف، إضافةً إلى الأعمال المنزلية الروتينية، كما عمل على تعبئة ألبان الأبقار وبيعها للزبائن.
التحق سام بجامعة ميسوري كطالب في هيئة تدريب ضباط الاحتياط (ROTC)، ثم أصبح خلال دراسته الجامعية عضوًا في QEBH المجتمع السري الشهير؛ حتى حصل على بكالوريوس الاقتصاد عام 1940.
الوظيفة الأولى
نظرًا لقدرته الهائلة على بذل الجهد، حصل سام والتون على عمل بعد عدة أيام من تخرجه فقط؛ إذ انضم إلى J.C. Penney كمتدربٍ في قسم الإدارة في آيوا، إلا أن الخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية، دفعته للاستقالة في عام 1942؛ حيث انضم إلى المخابرات التابعة للجيش الأمريكي، وأشرف على الأمن والحماية في مصانع الطائرات ومخيمات أسرى الحرب؛ حتى حصل على رتبة “قائد”؛ لتنتهي حياته العسكرية عند هذا الحد، ثم يعود إلى تروس الحياة المدنية من جديد.
التمويل العائلي
تزوج سام والتون من “هيلين روبسون” في 14 فبراير 1943، وبعد عامين فقط، اقترض من حماه 20 ألف دولار؛ ليبدأ حياته العملية، برؤية مستقبلية للوضع العالمي؛ إذ اشترى متاجر Ben Franklin في نيوبورت بأركانساس عام 1945، ثم حصل على امتياز تجاري (فرنشايز) من سلسلة Butler Brothers.
إيوانا أنجيليداكي.. مؤسسة InstaShop
عقلية فذة
كان سام والتون يتمتع برؤية مميزة، وطبيعة قيادية واضحة؛ ما جعله ناجحًا في إدارة محلاته التجارية.، ففي وقت لم يدرك العالم حينها أهمية “الفرنشايز”، كان هو من الأوائل الذين سلكوا طريق المغامرة؛ بحثًا عن تطوير الذات بشكل جديد، فأعطى دروسًا ملهمة لكل رواد الأعمال فيما بعد عن كيفية اختيار الفرنشايز (الامتياز التجاري)، واستغلال التمويل العائلي بطريقة سليمة.
مع بداية الستينيات من القرن الماضي، دخل “سام” في شراكة مع شقيقه “جيمس” ليمتلكا معًا 15 امتيازًا من Ben Franklin ومتجرًا مستقلًا آخر؛ لتبدأ رحلة جديدة إلى قمة النجاح.
كان سام والتون يتمتع بعقلية فذة؛ إذ حرص على التخطيط لافتتاح متاجر أكبر في المناطق الريفية بأسعارٍ مخفّضة؛ حتى يجذب الزبائن ويحصل على مبيعاتٍ أعلى، لكنَّ الأمور لا تسير دائمًا وفق أهواء أعظم رواد الأعمال في العالم.
وبالرغم من التخطيط الجيد؛ كان للمسؤولين عن سلسلة “بن فرانكلين” وجهة نظر أخرى؛ إذ رفضوا الفكرة ولم يقتنعوا بها.
مايكل ديل.. مؤسس إمبراطورية “ديل”
بداية رحلة رائد أعمال
لم يكن لرفض عرض “سام والتون” تأثير سلبي على عقليته، بل كانت الوقود الذي أطلق شرارة الحس الريادي بداخله؛ ما حفزه على تأسيس أول متجر Wal-Mart في 2 يوليو 1962 في روجيرس، بأركانسس.
رسمت الشراكة ملامح جديدة للعمل في “وال مارت”؛ حيث تعاون الشقيقان مع Stefan Dasbach؛ لتنمية أعمالهما ومشروعهما.
حرص سام والتون على تطبيق فكرته حول الأسعار التنافسية في متجر “وال مارت”؛ ما ساعده في تحقيق نجاح مبهر، بينما ركّز جهوده على تأمين منتجاته من المصانع الأمريكية.
شركة عالمية.. ومليار دولار
بحلول عام 1967، امتلكت عائلة والتون حوالي 24 متجرًا، انتشرت في كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، مسجلةً مبيعات بلغت قيمتها 12.7 مليون دولار.
بعد عامين، سجّل “سام والتون” سلسلة متاجر “وال مارت” بشكلٍ رسمي، فأصبحت الشركة عامة، ثم طرحت أسهمها للبيع في عام 1970؛ إذ بِيع أول سهمٍ بسعر 16.50 دولار، ثم أضافت بورصة نيويورك لاحقًا، شركة “وال مارت” إلى قائمتها، فوصلت مبيعاتها السنوية بحلول عام 1980 إلى مليار دولار.
دعم المشاريع الصغيرة
أطلق سام والتون أول خدمة للمشاريع الصغيرة والأفراد في أوائل الثمانينيات؛ إيمانًا منه بضرورة دعمها وتأثيرها في الاقتصاد، ثم أنشأ أول مركز تجاري كبير لـWal-Mart.
ترك سام والتون مهمته كمدير تنفيذي في الشركة عام 1988، لكنه لم يتوقف عن دعمها بأفكاره؛ حتى تُوفي في 5 أبريل عام 1992؛ بسبب مرض السرطان.
أغنى رجل أعمال
صنّفته مجلة “فوربس” العالمية، كأغنى رجل أعمال في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1982 و1988، كما مُنح الميدالية الذهبية الرئاسية للحرية؛ أعلى تكريم يمكن أن يحصل عليه مدني في الولايات المتحدة الأمريكية، كما وضعته مجلة Times في قائمة أكثر 100 شخص مؤثر في القرن العشرين في عام 1998.
بحلول عام 1990، بلغت قيمة أسهم الشركة حوالي 45 مليار دولار، وأصبحت أكبر المتاجر في الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق، وتعد الشركة بوضعها الحالي متعددة الجنسيات مع أكثر من 11,000 متجر في 28 بلدًا مختلفًا، وما زال أبناؤه “جيم” و”أليس” ضمن قائمة أغنى 10 شخصيات على مستوى العالم حتى الآن.
مارك كوبان.. بائع أكياس القمامة الملياردير
الدروس المستفادة:
الابتكار: يعرف رائد الأعمال الناجح أهمية الإبداع والابتكار في حياته العملية؛ من أجل تحقيق النجاح، والوصول إلى أهدافه المنشودة.
دراسة الأسواق المحتملة: يجب أن يدرس رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة، سوق العمل بشكل واضح؛ لمعرفة كيفية اقتحامه بأسس سليمة.
اختيار الشريك: في حالة الدخول في شراكة، فيجب اختيار الشخص المناسب؛ ما ينعكس على نجاح أو فشل المشروع.
اقرأ أيضًا:
مو إبراهيم.. عملاق الاتصالات بإفريقيا
رالف لورين مصمم الأزياء العالمي