أن تكون فنانًا أو فيلسوفًا يعني أن تنبت لك عين جديدة، وترى الفريد في العادي والمألوف، ينطبق هذا بالضبط على الفنان البلجيكي رينيه ماغريت؛ الذي آثر، خلال مسيرته الفنية، أن يلفتنا إلى تفرد العادي، وانطوائه على بُعد مختلف تمامًا عما نعهده فيه.
وبلغ الأمر أن كتب تحت لوحة له تصور الغليون «هذا ليس غليونًا»؛ إنه يريد دعوة المتلقي إلى تبني عين جديدة، إمكانية تأويلية جديدة تعينه على إدراك الخفي والمطمور في كل ما هو ظاهر ومتكرر ومعتاد.
لم يُولد رينيه ماغريت فنانًا، وإنما دعاه الفن، جذبه من مجامع قلبه، وبالصدفة البحتة، وتلك هي قوة الفن الحقيقية، أن يفجر فيك طاقة كامنة لم تكن تعرف من قبل عنها شيئًا.
سيرة حياة رينيه ماغريت
واحتفاءً بذكرى ميلاده، يرصد «رواد الأعمال» أهم المحطات في حياة الفنان رينيه ماغريت؛ وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: أنطونيو كانوفا.. النحات الأكثر تألقًا في أوروبا
- وُلد رينيه ماغريت في بلجيكا يوم 21 نوفمبر عام 1898.
- كان الابن الأكبر لوالديه؛ حيثُ كان لديه شقيقان أصغر منه.
- مرّ رينيه ماغريت بطفولةٍ صعبةٍ نسبيًّا، فعلى الرّغم من أنّ والده عمل جاهدًا بما يكفي لتأمين معظم حاجات عائلته الماديّة، إلّا أنّ الأزمات الاقتصادية كانت تلاحقهم دائمًا.
- تعرض عالم ماغريت الشاب لضربة أكثر تدميرًا في عام 1912، عندما انتحرت والدته بإغراق نفسها في نهر.
- وجد رينيه ماغريت العزاء من المأساة في الأفلام والروايات، خاصة من خلال الرسم.
- مع حلول عام 1916، ترك رينيه منزله وانتقل إلى بروكسل.
- درس في العامين التاليين في Académie Royale des Beaux-Arts، وعلى الرغم من أنه لم يكن متأثرًا بالمؤسسة في نهاية المطاف، إلا أنه تعرض للأساليب الناشئة مثل التكعيبية والمستقبلية، والتي غيرت اتجاه عمله بشكل كبير.
- تدين العديد من لوحات ماغريت في أوائل العشرينيات لبابلو بيكاسو.
- بعد تخرّجه عمل في مجال الإعلانات التّجاريّة؛ ليتمكّن من إعالة نفسه بينما تابع اكتشاف أبعاد موهبته في الرّسم.
- عمل رينيه ماغريت لفترةٍ وجيزةٍ في مصنعٍ لأوراق الجدران، وانتقل بعدها للعمل بشكلٍ مُستقلٍ كمصممٍ للإعلانات والملصقات.
- رأى خلال تلك الفترة لوحة أغنية الحب “The Song of Love” للفنان الإيطاليّ السريالي جورجيو دي شيريكو وذُهلَ بتفاصيلها، الأمر الذي دفعه لبدء الرسم بالأسلوب السرياليّ الذي أصبح لاحقًا علامةً مُميّزةً لماغريت.
- في عام 1921م بدأ رينيه ماغريت عامه الأول في الخدمة العسكرية الإجبارية قبل أن يعود إلى المنزل ويتزوج من جورجيت بيرغر؛ التي كان يعرفها منذ أن كان طفلًا، وبقي معها لبقية حياته.
- من خلال وضع الأشياء المألوفة والدنيوية مثل القبعات والأنابيب والصخور في سياقات غير عادية وتجاور؛ أثار ماغريت موضوعات من الغموض والجنون لتحدي افتراضات الإدراك البشري.
- في منتصف العشرينيّات بدأ رينيه اتّباع النّمط السريالي برسم لوحاته، وأصبح مشهورًا بأعماله المميّزة والمُثيرة للتفكير باستخدام أشكال بسيطة واعتياديّة؛ بحيث كان يُعطي معاني جديدة لأشياء نعرفها مُسبقًا.
- عندما افتتح معرضه الأوّل عام 1972 فوجئ بأنّ النّاس لم تأخذه على محمل الجدّ، الأمر الذي دفعه لمغادرة موطنه والانتقال للعيش في فرنسا.
- انتقل ماغريت للعيش في ضاحية Le Perreux-sur-Marne، وسُرعان ما تعرّف على أهم الأعلام المُؤسّسين للسرياليّة، بمن فيهم الكاتب أندريه بريتون والشاعر بول إيلوار والفنّانين سالفادور دالي وماكس إرنست وخوان ميرو.
- على مدى السنوات القليلة التالية أنتج أعمالًا مهمة مثل The Lovers وThe False Mirror، وبدأ أيضًا في تجربة استخدام النص، كما رأينا في رسمه عام 1929 The Treachery of Images.
- مع حلول فترة الخمسينيات اكتسب رينيه ماغريت الفنّان سمعةً واعترافًا دوليّين كبيرين بأعماله المُميّزة، وتمّ اختياره عام 1951 لرسم جداريّات مدورة بأحد الكازينوهات في مدينة على السّاحل البلجيكيّ انتهى العمل عليها عام 1951 وسُميّت “The Enchanted Domain”.
- في عام 1964 قدّم لوحته الشّهيرة The Son of Man.
- تم تشخيص إصابة الرّسام بسرطان البنكرياس عام 1963.
- وفي عام 1930 عاد مع زوجته جورجيت إلى بروكسل؛ حيثُ أطلق وكالةً إعلانيةً مع أخيه الأصغر بول.
- توفّيَ رينيه ماغريت في 15 أغسطس عام 1967.
اقرأ أيضًا:
طه حسين.. الذي امتطى أناه الجريحة صوب السماء
عهود سليمان: حبي للدقة والتفاصيل قادني لاحتراف فن البورتريه
كارلو كولودي.. الموهبة التي عاشت في الظل