أصدر مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، قرارًا برفع الحظر المفروض على تنقل المعتمرين خارج حدود مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والسماح لهم بزيارة كل مناطق البلاد، في خطوة ستجلب للمملكة مزيدًا من العوائد الاقتصادية.
قرار رفع الحظر
نص قرار مجلس الوزراء على استثناء القادمين للعمرة وزيارة المسجد النبوي من حكم حظر التنقل خارج نطاق مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، الوارد في الفقرة (أ) من المادة (3) من تنظيم معاملة القادمين للمملكة بتأشيرات دخول للحج أو العمرة وغيرها.
وبهذا القرار، سيستفيد ملايين المعتمرين الذين ستتاح لهم زيارة مختلف المدن السعودية خلال مدة التأشيرة الممنوحة لهم، بعد أن كان ذلك محظورًا عليهم.
ويحصل المعتمر القادم للسعودية على تأشيرة مدتها 30 يومًا، فيما لا تتجاوز أيام أداء مناسك العمرة في أطول حالاتها أسبوعين؛ ما يضطر المعتمرين لمغادرة المملكة قبل انتهاء تاريخ تأشيراتهم؛ لعدم قدرتهم على زيارة مدن جديدة غير مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.
انتعاشة سياحية
وتعيش المملكة انتعاشة سياحية ملحوظة، فى ظل العديد من الأنشطة والحفلات التى تبنتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية أن المملكة استقبلت نحو 50 مليون رحلة سياحية وافدة خلال آخر 3 أعوام.
من جهتها، كشفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطنى السعودية، أن إجمالى الإنفاق بلغ 285 مليار ريال، بواقع 93.5 مليار ريال فى عام 2016، و97.8 مليار ريال بالعام 2017، ثم 93.4 مليار ريال في عام 2018، علمًا بأن 2016 كان العام الأعلى فى عدد الرحلات الوافدة بواقع 18 مليون رحلة، مقابل 15.3 مليون رحلة فقط العام الماضي.
وأكدت الهيئة أن المشاريع التي أحدثت نقلة حضارية للسياحة المحلية، هي مشروع حديقة الملك سلمان، والرياض الخضراء، والرياض آرت، والمسار الرياضي، والبالغ قيمتها 68 مليار ريال.
وكانت الإيرادات السياحية قد ارتفعت من 3.57 مليار ريال في عام 2004، إلى 8.1 مليار ريال بنهاية عام 2016، بنسبة نمو 7% عن عام 2015، فيما قفزت الإيرادات إلى أكثر من 193 مليار ريال عام 2017، كما بلغت القيمة المضافة للسياحة في الاقتصاد السعودي في عام 2016 حوالي 82.9 مليار ريال.
توقعات واعدة
زار السعودية هذا العام أكثر من 8 ملايين معتمر من مختلف دول العالم، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي؛ حيث تنفذ المملكة خطة لتعزيز السياحة الدينية في البلاد، الأمر الذي سيشمل زيارة مدن المملكة ومعالمها السياحية.
وقد تصدرت مصر قائمة حجاج بيت الله الحرام الذين أدوا المناسك العام الماضي، بـ 89.426 ألف حاج، من أصل 375 ألف حاج عربى أدوا المناسك من 19 دولة، وجاءت العراق في المرتبة الثانية بـ 41553، والجزائر ثالثًا بـ 36314؛ فيما حلت السودان رابعة بـ 34999 حاجًا، واحتل المغرب المركز الخامس بـ 33969 حاجًا.
ومع تزايد الأرقام السابقة، مع توقعات هيئة السياحة، فإن السياحة الدينية في المملكة ستقوم بدور مهم للغاية، في تقوية اقتصاد المملكة، بخطوة تؤيد نجاح رؤية 2030، خاصة وأن موسم الحج 1440 يتزامن مع الموسم الصيفي الحافل في المملكة؛ حيث تتصدّر أجمل مدن المملكة قائمة أفضل الوجهات السياحية للعام؛ وذلك بالعديد من المواسم التي أقامتها السعودية، بداية من موسمي جدة والدمام، وصولًا إلى الطائف وسودة في عسير؛ تحفيزًا لقطاع السياحة، في إطار اعتمادها عليه لتعزيز نمو الاقتصاد وفقًا لرؤية 2030.
مواسم السعودية
تهدف ”مواسم السعودية“- من خلال تضافر وتكامل جهود القطاعين الحكومي والخاص- إلى ترسيخ مكانة الطائف، وجعلها في صدارة الوجهات السياحية العربية، وإبراز عمقها التاريخي والحضاري والثقافي، وتسليط الضوء على طقسها المناسب صيفًا، مع تقديم مجموعة من الفعاليات النوعية وفي أماكن مختلفة تتوزع في أرجاء الطائف، وتناسب جميع الأعمار وكل أفراد العائلة.
يأتي موسم الطائف الذي يبدأ في شهر أغسطس، كأحد أفضل المواسم التي ستتيح فرصًا كبيرًا للمغامرات؛ إذ من المقرر أن يستقبل مهرجان موسم الطائف الأول زواره للاستمتاع بـ100 فعالية متنوعة، كما يعرفهم على ثقافات 11 بلدًا عربيًا؛ ما يمنحهم الشعور بزيارة تلك البلدان في يوم واحد؛ حيث سيضم سوق عكاظ للمرة الأولى، “حي العرب” الذي تعرض فيه تلك الدول ثقافتها المحلية ومأكولاتها ومنتجاتها، فيما تقام ضمن فعالياته، حفلات يحييها كبار الفنانين العرب، وحفلات شعرية، إلى جانب مسابقة شاعر عكاظ التي تقدم جائزة قيمتها مليون ريال.
ويشهد “موسم الطائف”، أيضًا، مهرجان “ولي العهد للهجن”؛ الذي يمثل مظهرًا من المظاهر المرتبطة بالحضارة العربية الأصيلة، فضلًا عن النشاطات والفعاليات الأخرى؛ مثل: رياضة تسلق الجبال، ومهرجان الورد والفواكه، وشارع الفن، وإقامة مجموعة من المسرحيات.
على جانب آخر، يبرز موسم السودة هذا العام، كأحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، نظرًا لما تتمتع به من موقع فريد، وطبيعة خلابة، وأجواء متميزة، وتضاريس جبلية تعانق السحاب؛ حيث يتم تسليط الضوء على ما تملكه المنطقة من كنوز تراثية وثقافية، وإبرازها عالميًا، بالإضافة للأنشطة المتنوعة على مستوى رياضات الطيران، والقفز المظلي، وأنشطة المغامرات الشيقة، مع باقة متنوعة من الفعاليات الفنية، والغنائية، والترفيهية.
اقرأ أيضًا:
مدينة نيوم.. زيارة خادم الحرمين تنعش السياحة الداخلية بالمملكة