ربما يتساءل البعض حول كيف تعمل الأشياء؟ ولعل هذا السؤال كان من أبرز الأسئلة الرائجة على مدى أعوام مضت، ولكن مع التطور الكبير والمتسارع الذي تشهده التكنولوجيا وشبكة الإنترنت تغيرت المفاهيم وأيضًا المصطلحات، وأصبح سؤال ما هو إنترنت الأشياء؟ هو السائد والرائج في الفترة الحالية والذي يبحث عن إجابته الملايين من البشر حول العالم، فقد لا يكون هناك ترابط ما بين هذين السؤالين السابقين، ولكن تفاصيل “الأشياء” هي نفسها التي ستجعل منك شخصًا مُبدعًا في ربط جميع الأشياء بشبكة الإنترنت، إما بهدف الحصول على بيانات أو إرسال بيانات.
اقرأ أيضًا: التجديد والتطوير.. ماذا تعرف عن الابتكار؟
بطبيعة التحول الكبير الذي يشهده العالم في جميع المجالات، لم تعد شبكة الإنترنت أمرًا اختياريًا، فقد أصبح من الضروريات المُلحة في حياتنا اليومية، ومع إيجاد إنترنت الأشياء ستزيد الحاجة لتواجد شبكة الإنترنت بشكل دائم، وفي ظل هذا التطور الكبير والتقدم الهائل قد لا نُنكر أن معظمنا يراوده حلم امتلاك المنازل الذكية؛ حيث تكون فيه الأدوات والآلات قادرة على تنفيذ أوامرنا بشكل آلي، مثل: آلة القهوة وتحديد اللحظة التي تريد بها بدء يومك، وتشغيل الإضاءة بمجرّد دخولك من باب المنزل، إضافة إلى استجابة بعض الأجهزة الحاسوبية لأوامرك الصوتية لتقرأ جدولك ورسائلك في حال جاهزيتها، وتفعيل التلفاز لمشاهدة الأخبار، وهذا الأمر لا يقتصر تطبيقه على المنازل فقط، فهناك ما يُسمى بالمدرسة الذكية، والتعليم الذكي، والطب الذكي، والهاتف الذكي، والتلفاز الذكي وغيرها من المصطلحات التي قد يكون أغلبنا شاهدها أو سمع عنها.
لم يقتصر تفعيل إنترنت الأشياء على جهاز بعينه، بل يشمل كل الأجهزة التي يُمكن ربطها بشبكة الإنترنت والتي بإمكانها جمع وإرسال ومعالجة البيانات التي تلتقطها من بيئتها المحيطة مستخدمة لذلك حساسات مضمنة ومعالجات، فضلًا عن وسائط الاتصال المختلفة؛ حيث بإمكان المستخدمين التفاعل مع المعلومات وتهيئتها للوصول إلى البيانات، ولكنها تؤدي وظائفها دون الحاجة إلى تدخل بشري، والشيء المُثير للاهتمام هنا وما قد يزيد من حدة القلق عند البعض أن كل هذه البيانات الجديدة وطبيعة هذه الأجهزة التي تسمح بالوصول إليها من خلال شبكة الإنترنت تتطلّب الزيادة في معايير الخصوصية والأمان، حتى لا نكون عُرضة لأي خطر.
اقرأ أيضًا: طرق فعّالة.. كيفية إنشاء موقع إلكتروني وتحقيق الربح
ما هو إنترنت الأشياء؟
تُشير بعض التقارير إلى أن “كيفين آشتون”؛ المؤسس المشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، هو أول من استخدم عبارة إنترنت الأشياء في عام 1999؛ حيث جاء ذكره ضمن محتويات عرض تقديمي استعرضه “آشتون” أمام شركة بروكتر آند غامبل؛ إلا أنه لم يشِر إليه بصريح العبارة، ولكن مصطلح إنترنت الأشياء تطور تدريجيًا بالتزامنِ مع تطور التقنيات اللا سلكية؛ كالأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة وتكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات وتوظيفها في الكشف عن الرؤى المستقبلية.
إذن يُمكن تعريف إنترنت الأشياء بأنه كل الأشياء في حياتنا التي يُمكن ربطها بشبكة الإنترنت لإرسال واستقبال البيانات لأداء وظائف محددة من خلال الشبكة، ويُمكن أن يكون من بين هذه الأشياء جهاز حساس موجود في المنزل يتعرف عليك لحظة دخولك لينير البيت باللون المناسب بحسب الوقت من النهار، ويفصل الأضواء عند خروجك، كما يُمكنك أيضًا مراقبة منزلك الخاص وأنت في العمل، ليس فقط بكاميرات المراقبة، بل عن طريق إشعال وإطفاء الأنوار، وتلقي تنبيهات عند حدوث أمر طارئ،
ويُمكن أن يكون الإنسان نفسه أحد هذه الأشياء عندما يضع جهازًا لقياس معدل ضربات القلب، والذي يرسل بدوره البيانات الآنية إلى الإنترنت؛ حيث تتم مراقبته من قِبل طبيبه عن بُعد، ناهيك عن ثلاجة المنزل المرتبطة بشبكة الإنترنت التي تتنبأ مسبقًا بأن كمية الحليب نفدت من الثلاجة وترسل تلقائيًا طلب شراء كمية حليب للبقالة المجاورة للمنزل.
اقرأ أيضًا: طرق فعّالة.. كيفية إنشاء موقع إلكتروني وتحقيق الربح
11 تريليون دولار للاقتصاد العالمي
في هذا الصدد، أثبتت دراسة أنجزها معهد ماكينزي العالمي، مؤخرًا، أن ربط المزيد من الأشياء بشبكة الإنترنت يرفع من الفعالية والإنتاجية ويقلص من النفايات ويعزز التنمية الاقتصادية، كما ذكرت أن ربط الأشياء بالإنترنت بشكل كامل سيضيف ما يقارب من 11 تريليون دولار للاقتصاد العالمي كل عام مع حلول 2025، وهو ما يتطلب توفر شبكات الإنترنت في المستقبل على حيز ترددي كافٍ لتحمل تطبيقات، مثل الفيديوهات عالية الوضوح التي سوف يستعملها مستخدمو شبكة الإنترنت كثيرًا.
مجالات إنترنت الأشياء
قد يظن البعض أن إنترنت الأشياء يقتصر على مجال بعينه، وفي حقيقة هذا الأمر أنه يشمل جميع المجالات التي نلجأ لها بشكل يومي؛ حيث يتأهب العالم لتطبيق إنترنت الأشياء في كثير من المجالات الأساسية التي يتردد عليها الفرد يوميًا.
– البيع بالتجزئة: يُعتبر المستهلك والتاجر من أبرز المستفيدين من إنترنت الأشياء؛ حيث يراقب التاجر البضائع المتوفرة لديه في المخزن وعمليات البيع والشراء، أما المستهلك فيتم تزويده بآخر ما تم توفيره من بضائع مهمة تُشبع احتياجاته.
اقرأ أيضًا: الحرب الإلكترونية.. ما هو الأمن السيبراني؟
– الرعاية الصحية: لعل قطاع الرعاية الصحية من أبرز القطاعات التي بدأت فعليًا بتفعيل إنترنت الأشياء، خاصة بعد ربط الكثير من الأجهزة الطبية بشبكة الإنترنت لمعالجة المرضى عن بُعد، وهو ما ظهر جليًا في المستشفيات الصينية وتعاملها مع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، كما يُمكن أن يساهم إنترنت الأشياء في إنقاذ الكثير من الأرواح عند الإبلاغ عن وجود خطر مسبق على صحة المريض.
– الاتصالات: يُعتبر قطاع الاتصالات السلكية واللا سلكية الأكثر تأثرًا بإنترنت الأشياء؛ حيث يلعب هذا القطاع دورًا كبيرًا في الاحتفاظ بجميع البيانات المتعلقة بهذا الشأن.
– الشركات: يمتلك القطاع الصناعي القدرة الكاملة على دمج إنترنت الأشياء في أبعاده، وقد يتمثل ذلك في استقطاب البيانات الخاصة بالماكينات الموجودة في أقسام المصنع والمواد والمعدات المتراكمة على الرفوف في المستودعات.
اقرأ أيضًا:
تأثير أزمة كورونا في التطبيقات الإلكترونية