قد يبدو من الغريب الحديث عن راحة الموظفين في ظل التكالب على زيادة الإنتاج، غير أن السؤال الذي يتوجب علينا طرحه: هل الموظف الراضي والذي يشعر بالراحة في مكان عمله غير منتج؟ يبدو السؤال خطأ؛ إذ إن العكس هو الصحيح، فكلما كان الموظف أكثر رضا وسعادة كان أكثر انتماءً للشركة ومن ثم أكثر عطاءً.
ليس هذا فقط، ولكن إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية مغايرة فسنجد أن الدوران الوظيفي وترك الموظفين للشركة سيكبدها الكثير من الأموال، والكثير من الوقت حتى يتمكن الموظف الجديد من القيام بكل ما كان يقوم به سابقه على النحو الأمثل.
وأكثر من هذا، فالشركات ذات الحنكة الإدارية هي التي ترى أن موظفيها هم رأس مالها، ورأس حربتها _فكل الخطط تبدأ منهم وتنتهي إليهم_ وبالتالي لا تكف عن الاستثمار فيهم، وتوفير كل سبل الراحة لهم.
من جانبه، يقدم «رواد الأعمال» بعض الناس والإرشادات التي تساعد في تحقيق راحة الموظفين على نحو أفضل، وذلك كما يلي:
اقرأ أيضًا: المناصب الإدارية في المشاريع الناشئة.. المسؤوليات والأدوار
الخصوصية نقطة أساس
لا أحد يمكنه التشكيك في أهمية التعاون والعمل الجماعي، غير أن هذا لا ينفي أن الخصوصية شرط أساسي، وشيء لا بد منه، وكسر حدود هذه المساحات الشخصية للموظفين سوف يتسبب في حالة من النفور والانزعاج، وتذكر أن كل ذلك يؤثر في عملك سلبًا.
وبالنسبة للشركات التي أسقطت الجدران والحواجز بين المكاتب فعليها أن تعمل أيضًا على توفير مساحات عمل فردية أو غرف خصوصية؛ فمن شأن أمور بسيطة مثل قفل الأدراج، وخزائن الملفات أن تعزز الشعور بالأمان لدى الموظفين.
تمكين التكنولوجيا والاستفادة منها
إننا ندرك أن بعض أصحاب الأعمال يفضلون بعض الأمور على بعض، أو بالأحرى يمنحون أمورًا بعينها أولوية قصوى، وعادة ما تأتي الأمور المتعلقة بـ راحة الموظفين في مرتبة متدنية من الاهتمام، والحق أن هذا _حتى من الناحية العملية البرجماتية_ محض خطأ؛ فمن شأنه أن يحدث أضرارًا فادحة في العمل ذاته، من حيث معدلات الإنتاج، وبالتالي تحقيق العائد على الأرباح.
ورغم أنه يمكن العمل على راحة الموظفين عبر طرق بسيطة؛ من بينها تمكين التكنولوجيا، فلن يحدث ضرر كبير للشركة إن هي وفرت البرامج اللازمة، والأجهزة وسائر أدوات الدعم اللوجستي التي تعمل على توفير وقت الموظفين، ومن ثم إشعارهم بالراحة.
ولك أن تعلم بأن الأمور البسيطة مثل جهاز العمل، ولوحة المفاتيح.. إلخ تؤثر في صورة الشركة لدى الموظف، والتفريط فيها أو الاستهانة بها سيؤديان إلى وجود موظف غير راضٍ عن مكان عمله.
اقرأ أيضًا: كيف تطلب زيادة راتبك بمهنية؟
سيكولوجية الألوان
بصفتك صاحب عمل فليس مطلوبًا منك أن تحافظ على راحة الموظفين لديك فحسب، وإنما العملاء كذلك؛ إذ يمكن اعتبار هذين الطرفين (الموظفين والعملاء) بمثابة ضيوف لك، ومن الواجب عليك، إذًا، إكرامهم.
واحدة من الطرق التي تظهر بها حُسن ضيافتك لهم أن تهتم بسيكولوجية الألوان _ألوان الجدران ونوعية الإضاءة أمور مهمة_ فتختار على سبيل المثال اللون المريح للعين، ليس ذلك فحسب، بل الذي يحمل رسالة ما تبغي إيصالها إلى موظفك أو عميلك.
غرف الاستراحة وشحن الطاقة
من غير الصحيح النظر إلى أوقات الاستراحة على أنها مضيعة للوقت؛ حيث الأمر على خلاف ذلك؛ فالدماغ البشري يعمل بأقصى طاقته لوقت محدد (90 دقيقة متواصلة تقريبًا) وبعدها يكون لزامًا على المرء أخذ وقت قليل كاستراحة؛ كي يتمكن من استعادة نشاطه الذهني من جديد.
لكن كيف يؤتي وقت الاستراحة نتائجه المرجوة؟ أولًا من المهم معرفة أن مكان الاستراحة غير المريح لن يعدو سوى كونه مضيعة للوقت حقًا؛ فما جدوى أن يجلس المرء في مكان استراحة غير مريح أصلًا؟ هل ترى أنه سيعود عليه بالنفع أو سيمكّنه من استعادة نشاطه الذهني؟
ومن ثم فإن على صاحب العمل ذي البصيرة النافذة أن يوفر أماكن استراحة واسترخاء في شركته؛ حتى تساعد الموظفين في العمل بأقصى طاقتهم حالما يعودون إلى أعمالهم من جديد. إنه بمثابة استثمار لكن يجب أن يُحسن استخدامه.
اقرأ أيضًا:
كيف تتجنب خبث الزملاء في العمل؟
المنافسة بين الموظفين.. المزايا والعيوب