استطاع أن يوازن بين تخصصه الدراسي وعمله الإعلامي؛ ليؤسس مشروعًا يضع فيه بصمته، فبعد حصوله على شهادة في الهندسة الكهربائية، التحق بمجال الإعلام دون أن يخطط لذلك، فذاع صيته سريعًا بعد عمله في إذاعة مكس إف إم، واشتهر ببرنامج “ذا فويس”.. في الحوار التالي يسرد ياسر السقاف تجربته المميزة، ويؤكد أن سر تميزه يرجع إلى عفويته في تقديم البرامج..
من هو ياسر السقاف ؟
نشأت في عائلة مثقفة، لوالدين يتمتعان بعلم كبير، وإخوة يهتمون بالعلم. حصلت على شهادة في الهندسة الكهربائية من جامعة بولاية كولورادو، ثم عدت للمملكة؛ لأعمل في المجال الهندسي. كانت بدايتي في هندسة البيوت الذكية، ثم عملت بشركة خاصة تعمل في مشاريع متعلقة بمترو الرياض؛ حيث كانت هذه الفترة ما بين عامي ٢٠٠٨م و٢٠١٧م.
في الجانب الإعلامي، عملت منذ ٢٠١١م في إذاعة “مكس إف إم”، وكانت إذاعة ناشئة، قدمت فيها عدة برامج كمذيع، إلى أن أثبت وجودي وانتقلت إلى العمل الإذاعي الصباحي اليومي من خلال برنامج “الصباح”، إلى جانب موهبة التقديم على المسارح.
عفويتي سر تميزي
كيف تبلور حبك للإعلام؟ وما سر تميزك؟
كانت خطوة غير مخطط لها؛ إذ ذهبت لأعلن عن منتج هندسي أعمل عليه في الإذاعة، كأي عميل يريد الإعلان عن منتجاته، فوجدت الفرصة لتقديمه على الإذاعة؛ حيث اتفقت معهم على تقديم برنامج تقني يتعلق بكل ما هو جديد في عالم التقنية والهندسة.
أما سر التميز فيرجع إلى رغبتي في استغلال المجال في تقديم معلومة جديدة للمستمع، خاصة وأنني من مستمعي الإذاعة، فكنت دائمًا ما أتخيل نفسي أستمع لما يُقدم، فكُنتُ أقدم البرامج بشكل عفوي؛ حتى على الشاشة أكون على طبيعتي، فكما تراني على الشاشة أو تسمعني في الإذاعة، تجدني كذلك في الحياة اليومية مع العائلة والأصدقاء.
الإعلام الرقمي
في ظل التغيرات الكثيرة والمتلاحقة، كيف ترى تنافسية الإعلام التقليدي في مواجهة الإعلام الرقمي؟
ما تراه على الشاشة الآن يُنقل عبر قنوات وصفحات الإعلام الرقمي، فلا يوجد فرق، فحلقات البرنامج كلها موجودة على مواقع التواصل وصفحات القناة. بالعكس، فلا أرى تنافسًا، بل هي أدوات مكملة لبعضها البعض.
كيف ترى توجه المملكة نحو إنشاء قنوات محلية لكل إقليم أو محافظة؟
أمر رائع، فكل قناة تهتم بتفاصيل المنطقة وكل جديد يخصها، لكن تظل القنوات الكبيرة تبث في كل أرجاء العالم العربي.
برنامج “ذا فويس”
كيف تقيم تجربتك في برنامج ” ذا فويس”؟ وما الجديد في البرنامج مستقبلًا؟
أراها تجربة مميزة بكل تفاصيلها، فقد سمعت كثيرًا من التعليقات الإيجابية من الإدارة والجماهير ومتابعي البرنامج. تعلمت من هذه التجربة الكثير، وأثبتُ من خلالها أن الشاب السعودي قادر أن يضع بصمته في عالم تقديم البرامج، ليس الخليج فقط، بل وفي أنحاء الوطن العربي.
تقديم “ذا فويس” بنسخه الثلاث مع مقدمتين مختلفتين من مصر ولبنان، دليل على أنني قدمت كل ما لدي –والحمد لله- لإثبات مكاني، على الرغم من أنني أتيت من الإذاعة إلى التلفزيون لأول مرة في برنامج كبير كهذا؛ إذ كنت عازمًا على تقديم شيء يليق بالجمهور وبقناة إم بي سي التي أنتمي لها وأكنُّ لإدارتها كل الحب.
بالنسبة للجديد، فمازلت في بداية المشوار، أعمل على صقل مواهبي الأخرى متى أتيحت الفرصة، فربما يكون لدي برنامجي الخاص، لكنني سعيد الآن بما أقدم، وأريد الاستمرار في تقديم “ذا فويس”، فوجود مقدم ثابت على مدى سنوات، أمر جيد لكافة الطراف: البرنامج، والمقدم، والقناة، والجمهور.
دراسة الطاقة الشمسية
لديك نزعة نحو ريادة الأعمال بشراكتك في بعض المشاريع، فما الدوافع وراء هذا التوجه؟
بالتأكيد، ففور تخرجي في الجامعة، كنت أعمل مع إخواني في شركة تهتم بالمنازل الذكية، فتمكنا –والحمد لله- من بناء شركة رائدة في هذا المجال، ثم توسعت الشركة لتعمل في مجال المقاولات؛ لخبرة الوالد -رحمه الله- في هذا المجال. كذلك نهتم اليوم كرواد أعمال سعوديين بدراسة الطاقة الشمسية للمساهمة في رؤية 2030 في مجال الطاقة، متمنيًا نجاح هذه الخطوة بإذن الله.
وبشكل شخصي، أعمل على صناعة مؤسسية تهتم بالمجال الترفيهي، كصناعة المحتوى عبر الإنترنت أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية، فقريبًا سأعلن عن أول مشروع لي في ٢٠٢٠م إن شاء الله.
عصر الإبداع
لريادة الأعمال دور مهم في صناعة المحتوى الإبداعي على الإنترنت، فما أهمية توجه الشباب نحو هذه الصناعات الإبداعية؟ وما أثر ذلك؟
إننا في عصر السرعة، وعصر الإبداع تحديدًا، فقد أصبح المواطن العربي واعيًا جدًا، فيمكنه التفريق بين المحتوى الجيد من غيره، فالأثر كبير، والانتشار سريع، خاصةً وأن الصناعات الإبداعية تشكل اليوم جزءًا كبيرًا من ثقافتنا؛ لذا نريد محتوى جيدًا، يعكس إبداع الشباب السعودي للعالم.
ومن هذا المنبر أشكر والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على دعمهما الكبير لنا كشباب سعودي لنظهر كما نحن عليه اليوم، في شتى المجالات.
ما الذي ينقص ريادة الأعمال بالمملكة؟
في الواقع، يجب دراسة كل مشروع بإتقان؛ كونه يتطلب كثيرًا من التنظيم لتحقيق الهدف منه، سواء بالانتشار أو بالربح المالي. وأرى أن الناجحين من رواد الأعمال السعوديين، هم من عملوا على تأسيس مشاريعهم بجدية، ودرسوا التفاصيل اللازمة لتستمر مشروعاتهم لسنوات طويلة، فلا ينجح المشروع إلا باكتمال كافة عناصره، وفي مقدمتها الإبداع، والتركيز على نوع المنتج، وكيف تتم مراحل التنفيذ، فإذا وجدت هذه العناصر إلى جانب الإصرار، فلن ينقص المشروع أي شيء بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.
مدينة جديدة للإنتاج الإعلامي
كيف تري إعلان وزير الإعلام عن إنشاء مدينة جديدة للإنتاج الإعلامي، وكيف تدعم العمل الإعلامي بالمملكة؟
الإعلام المتطور الذي يعزز نقل الرسالة الوطنية إلى العالم، يكمن في استقطاب الشباب أصحاب المحتوى الجيد في كل مجالات الإعلام؛ فهذه التغييرات الإيجابية ستمكن وزارة الإعلام بالقيام بدورها الإعلامي؛ لإبراز مكانة المملكة بين دول العالم. فعلى سبيل المثال، إنشاء مدينة جديدة للإنتاج الإعلامي بالمملكة، يدعم العمل الإعلامي وتمركزه في مدينة إعلامية بتقنيات عالية، ويوفر وظائف جديدة في هذا المجال.
اقرأ أيضًا:
رائدة الأعمال زينب الخليفة: أطلقت “زوز لا شيز” كعلامة تجارية سعودية في مجال التجميل