يصادف يوم الأربعاء الثالث من شهر ربيع الآخر 1442هـ الموافق 18 نوفمبر مناسبة مرور 6 أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم ملكًا للمملكة العربية السعودية.
ويحتفي شعب المملكة والمقيمون على أرضها بهذه المناسبة خاصة في ظل الظروف التي يشهدها العالم إثر تداعيات جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19”.
وشهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – المزيد من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية، التعليمية، الصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة.
وقد بُويع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ملكًا للمملكة العربية السعودية في 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م، بعد أن قضى أكثر من عامين ونصف العام وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء؛ إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م بأمر ملكي كما بقي حينها في منصبه وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي عُيّن فيه في 5 نوفمبر 2011م، وقبل ذلك كان الملك سلمان أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من 50 عامًا.
تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منصب أمير منطقة الرياض؛ إحدى أكبر مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة في مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة؛ حيث عُيّن بداية أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة، وهو في الـ19 من عمره بتاريخ 11 رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954م وبعد عام واحد عُيّن -حفظه الله- حاكمًا لمنطقة الرياض، وأميرًا عليها برتبة وزير، وذلك بتاريخ 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 أبريل 1955م.
واستمر أميرًا لمنطقة الرياض لأكثر من 5 عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نموًا في العالم العربي اليوم.
أثبت الملك سلمان قدرة عالية على المبادرة، وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن في المنطقة، ومركزًا إقليميًا للسفر والتجارة، علمًا بأن الرياض شهدت خلال توليه الإمارة إنجاز العديد من مشروعات البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والاستادات الرياضية ومدن الترفيه، وغيرها.
وتضم العاصمة السعودية الرياض عددًا من المعالم المعمارية البارزة؛ وهي تمتد على مساحة عمرانية تجعلها إحدى أكبر مدن العالم مساحة.
وفي نوفمبر 2011م عُيّن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيرًا للدفاع في المملكة العربية السعودية، وتشمل وزارة الدفاع: القوات البرية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي.
وشهدت الوزارة في عهده تطويرًا شاملًا لقطاعات الوزارة كاملة في التدريب والتسليح.
مناصب مهمة
وتولّى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال مسيرته العديد من المناصب المهمة والمسؤوليات الرفيعة في المملكة العربية السعودية أبرزها:
– رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
– رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
– رئاسة مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية.
– رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز.
– الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية.
– الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
– رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ويتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية وواحة الأمير سلمان للعلوم.
– الرئيس الفخري لمجلس إدارة لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض.
– رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
– الرئيس الفخري لمجلس إدارة مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
– الرئيس الفخري لنادي الفروسية.
– رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري.
– رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.
ورأس خادم الحرمين الشريفين العديد من الجمعيات والهيئات التي كان لها نشاط خارج المملكة؛ ومنها:
– رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م.
– رئيس اللجنة الرئيسة لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م.
– رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني.
– رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي باكستان عام 1973م.
– رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م.
– رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا عام 1973م.
– رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1976م.
– رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م.
– رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء للمواطنين الكويتيين؛ إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م.
– رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م.
– رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.
– الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوروبية وفي الولايات المتحدة وكندا خلال الفترة 1985م / 1992م.
– رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 2000م / 1421هـ.
ويُعرف خادم الحرمين الشريفين بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة؛ حيث أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويتولى رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية، لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات.
ومنذ عام 1956م، تولّى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة العديد من اللجان الإنسانية والخدماتية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية.
أوسمة وشهادات فخرية
وقد نال خادم الحرمين الشريفين عن جهوده الإنسانية العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة. وتأتي الشهادات الفخرية والأوسمة والجوائز كالتالي:
– الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
– الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى في مكة المكرمة.
– الدكتوراه الفخرية في الدراسات التاريخية والحضارية من جامعة الملك سعود بالرياض.
– الدكتوراه الفخرية في مجال تعزيز الوحدة الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
– الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
– الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملّية الإسلامية في دلهي بالهند.
– الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية.
– الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة موسكو.
– الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة في مصر.
– الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية (خدمة الإسلام والوسطية) من الجامعة الإسلامية بماليزيا.
– الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة سراييفو البوسنية للعلوم والتقنية عام 2013م.
– الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مالايا في ماليزيا.
– الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين الصينية.
– زمالة بادن باول الكشفية في السويد.
– قلادة الشريف الحسين بن علي وهي أرفع وسام في المملكة الأردنية الهاشمية.
– قلادة مبارك الكبير أرفع وسام في دولة الكويت.
– قلادة النيل وهي أرفع وسام في جمهورية مصر العربية.
– وسام “كنت” من أكاديمية برلين – براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية.
– وسام بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس عام 1985م.
– وسام الكفاءة الفكرية المغربي في الدار البيضاء.
– وسام البوسنة والهرسك الذهبي.
– الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى.
– وسام نجمة القدس.
– وسام “سكتونا” الذي يعد أعلى وسام في جمهورية الفلبين.
– وسام من الجمهورية اليونانية.
– وسام نسر الإستيك من درجة القلادة أرفع وسام في الولايات المتحدة المكسيكية.
– وسام القلادة الكبرى وهو أعلى وسام في دولة فلسطين.
– وسام ياروسلاف الحكيم من الدرجة الأولى وهو وسام الدولة الأعلى في جمهورية أوكرانيا.
– الوسام الأعلى في جمهورية مالي.
– وسام الجمهورية وهو أعلى وسام في تركيا.
– وسام الأسد الوطني، الذي يعد أرفع وسام في جمهورية السنغال.
– وسام الاستحقاق الوطني الذي يعد أعلى وسام في جمهورية النيجر.
– وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى.
– وسام نجمة جيبوتي الكبرى.
– وسام الهلال الأخضر القمري من درجة الهلال الأكبر.
– وسام زايد الذي يعد أعلى وسام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
– وسام الدولة الأول “وسام التاج” الذي يعد أعلى الأوسمة الماليزية.
– وسام (نجمة الجمهورية الإندونيسية) الذي يعد أعلى أوسمة الجمهورية.
– وسام الأسرة المالكة للعرش من سلطنة بروناي دار السلام.
– وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة.
– وسام الشرف السيراليوني.
– وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى.
– درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
– جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة للخدمة الإنسانية.
– جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
– جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خدمة المعوقين وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة.
– جائزة الشخصية القيادية الفخرية في مجال رعاية الأيتام، خلال حفل التكريم بجائزة السنابل للمسؤولية المجتمعية لمؤسسات رعاية الأيتام بدول الخليج 2017 م.
– جائزة الإنجاز الفريد المتميز الممنوحة له من السلطان أحمد شاه، سلطان ولاية باهانج الماليزية.
– جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام من مؤسسة الملك فيصل الخيرية.
عام حافل
شهد العام الماضي العديد من كلمات خادم الحرمين الشريفين التي أضفت نورًا على طريق التقدم للمملكة، وأبرزت ملامحًا لسياسات المملكة الداخلية والخارجية؛ مما كان لها أثرًا ملموسًا لدى أبناء المملكة وشعبها.
وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين خلال أعمال القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة دول مجموعة العشرين ( G20 ) متناغمة مع الواقع؛ حيث قال – حفظه الله -: “إننا نعقد اجتماعنا هذا تلبيةً لمسؤوليتنا كقادة أكبر اقتصادات العالم، لمواجهة جائحة كورونا التي تتطلب منا اتخاذ تدابير حازمة على مختلف الأصعدة؛ حيث لا تزال هذه الجائحة تخلف خسائر في الأرواح البشرية وتلحق المعاناة بالعديد من مواطني دول العالم، وهنا أود أن أقدم لكل الدول حول العالم ومواطنيهم خالص العزاء والمواساة في الخسائر البشرية التي تسببت بها هذه الجائحة، مع تمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل. كما أن تأثير هذه الجائحة قد توسع ليشمل الاقتصادات والأسواق المالية والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية؛ مما تسبب في عرقلة عجلة التنمية والنمو، والتأثير سلباً على المكاسب التي تحققت في الأعوام الماضية. إن هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عالمية، ويُعول العالم علينا للتكاتف والعمل معاً لمواجهتها”.
وبادرت المملكة خلال 2020، بالعمل مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المتخصصة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وضمان سلامة الأفراد؛ حيث أكد خادم الحرمين الشريفين أن صحة المواطن تأتي أولًا.
شهد العام الحافل بالتحديات _رغم الجائحة وانخفاض أسعار النفط والكثير من الأمور السلبية التي تسببت في ركود الاقتصاد العالمي برمته_ إنجازات متتالية للمرأة السعودية تمكينًا لها في المحافل الدولية، ومبادرات عدة لدعم القطاع الخاص، إضافة إلى إغاثة الشعوب المتضررة حول العالم، فيما خرجت الهيئات برؤية إيجابية من تداعيات انتشار فيروس مميت؛ ولعل أهم ما مر خلال العام تأكيد خادم الحرمين الشريفين أن الإنسان يأتي في المقام الأول.
وتعمل المملكة على الاهتمام بالمواطنين والمقيمين، فالقيادة الرشيدة تعلم جيدًا أن الاستثمار في رأس المال البشري يضمن النجاح في جميع القطاعات.
تضمن المملكة؛ خلال الكثير من المبادرات التي أطلقتها الوزارات المختلفة، والبرامج التدريبية الحكومية، واللقاءات التوعوية، إثراء العقل البشري وحثه على التفاني في العمل، دون أن تهمل التطور المنشود في القطاعات بأسرها، بداية من الاهتمام بالسياحة، الترفيه، الرياضة، الفن بأنواعه، وصولًا إلى تمكين المرأة السعودية.
وعملت المملكة على احتضان الكفاءات من أصحاب براءات الاختراع، ورواد ورائدات الأعمال، وتقديم يد العون إليهم سواء بالدعم بالتمويلي، أو إيصالهم بالمستثمرين، الأمر الذي ساهم في تحقيقها المرتبة الثالثة من حيث السياسات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال، كما حلت في المرتبة الثالثة بمؤشر “توقعات الوظائف التي يتم صنعها بواسطة ريادة الأعمال”.
جاءت المملكة كذلك في المرتبة السادسة بمؤشر “الفرص الواعدة لبداية المشروع في منطقتي”؛ الأمر الذي يدل على مدى الترابط الكبير بين الاقتصاد ونموه وبين إيجاد فرص لبداية النشاط التجاري، وسهولة ممارسة الأعمال، ما يزيد من فرص بداية النشاط التجاري.
وأفاد تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال بأن المملكة حققت نموًا سريعًا من المرتبة 42 إلى 18 ضمن تصنيف مؤشر “عقبات دخول السوق المحلية”؛ حيث واصلت تقدمها محققة المرتبة العاشرة عالميًا في مؤشر الأنظمة والتشريعات الحكومية من حيث الضرائب والبيروقراطية.
اقرأ أيضًا:
علي الغدير لـ “رواد الأعمال”: نفخر بكل إنجاز حققته المملكة تحت ظل حكومتنا الرشيدة
خادم الحرمين: رؤية 2030 تمثل طريق المملكة نحو المستقبل
ولي العهد: المملكة حققت إنجازات غير مسبوقة في فترة وجيزة