أن تكون رائد أعمال يعني أن تكون رئيس نفسك، هذا هو الخبر الجيد في الموضوع، لكن ذلك يشمل أنك ستكون مسؤولًا عن كل شيء: إعداد الاجتماعات، ووضع استراتيجية للتسويق، والتخطيط للميزانية، ومراقبة المبيعات.. إلخ، كل هذا قد يضعك على المحك، وقد يشتت انتباهك، ومن هنا فإن تنظيم وقت رواد الأعمال أحد أهم العوامل الأساسية في نجاحهم.
فطالما أن الوقت مورد ثابت، وأن المهام التي علينا تتزايد بشكل مهم، ولا نستطيع استغلال كل ثانية في اليوم على النحو الأمثل، فهذا يعني أن تنظيم وقت رواد الأعمال هو واجبهم الأول، ومهمتهم التأسيسية؛ فالوقت هو أول هذه الموارد التي يتعين إدارتها على النحو الجيد.
ونرصد في موقع «رواد الأعمال» أهم الخطوات والنصائح التي تساعد في تنظيم وقت رواد الأعمال المشغولين، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: في مديح البطء.. هل السرعة مطلوبة دائمًا؟
جدولة المهام وتدوينها
لا يمكنك الوثوق بذاكرتك، خاصة إذا كان لديك الكثير مما يتوجب عليك أداؤه، ومن ثم فسيكون لزامًا عليك أن تدون هذه المهام الملقاة على عاتقك في مفكرتك أو دفتر ملاحظاتك، وربما تستخدم أحد التطبيقات الإلكترونية في هذا المجال.
وتدوين هذه المهام يعني منح أو تخصيص كل واحدة منها وقتًا محددًا لإنجازها فيه؛ فليست كل المهام على نفس الدرجة من الأهمية، ومن ثم ستختار ما تؤديه أولًا وما ترجئه إلى حين آخر.
إدارة الانتباه
إن إدارة الوقت لا تعني الحصول على الكثير من الوقت، وإنما يتعلق الأمر بتغيير الطريقة التي ننظر بها إلى وقتنا، ونتعاطى بها معه، ومن ثم، إذا أردنا أن ندير أوقاتنا بحكمة ونجاعة سيكون علينا أن نولي انتباهنا لما يستحق ذلك، وأن نكرس انتباهًا يتناسب مع طبيعة وأهمية المهمة، وأن ننهمك بشكل كلي في المهمة التي نقوم بها في الوقت الحالي وأن نبتعد عن المشتتات.
تؤثر طريقة تحكمك بتركيزك وانتباهك في إنتاجيتك بشكل مباشر؛ إذا كنت مشتتًا جدًا فستستنفد إنتاجيتك وستتأثر جودة عملك، وهذا يؤدي للمزيد من الخطأ، ويستهلك المزيد من الوقت في إصلاحه، وبالتالي سيضيع وقتًا أطول من المعتاد.
اقرأ أيضًا: كيف تتجنب الوقوع في الثقب الأسود للإنتاجية؟
تحديد الأولويات
لعل أحد أهم أسباب النجاح في إدارة الوقت هو القدرة على قول «لا» لكل ما يحرفنا عن مهامنا، وكل ما يعرقل سيرنا، لكن قبل أن نتجرأ على قول “لا” هذه يجب أن نكون منطقيين؛ فحين نرفض أداء مهمة ما فهذا يعني أن هناك ما هو أهم منها وأكثر جدوى، ومن ثم سنرفض هذه أو سنؤجلها إلى حين آخر.
إذًا، تصنيف المهمات وترتيبها حسب أهميتها سيضعك على الطريق الصحيح، وسيقيك الوقوع في فخ إهدار وقتك فيما لا طائل منه.
الاستفادة من وقت الفراغ
لا تتصور أنك ستكون أكثر إنتاجًا وإبداعًا طالما أنك منهمك في العمل طوال الوقت، هذا أحد الأوهام التي ثبت فشلها منذ زمن بعيد، إن وقت الفراغ، هو أداة لشحن الطاقة، ولاستعادة الذهن عافيته، ومن هنا يمكن التفكير في وقت الفراغ على أنه جزء من العمل، طالما أنك، عندما ترجع إلى عملك، بعد فترة استراحة قصيرة أو إغفاءة قيلولة.. إلخ، ستكون أكثر توهجًا وإبداعًا.
يمكن، إذًا، أن تخصص أوقاتًا لراحتك، وأن تترك عقلك فيها حرًا، يتجول في كل المناطق التي يريدها، فمن شأن هذا أن يلهمك، ويزيد من قدرتك على الإنتاج والإبداع في نفس الوقت.
تدقيق الوقت
عليك الآن أن تقف وقفة مع نفسك، وأن تسأل: هل أُنهي المهام التي عليّ إنجازها في الوقت المحدد؟ وما هي المهام التي تستغرق أكثر من الوقت المحدد؟ وما السبب في هذا؟.. إلخ.
هذا التدقيق في الوقت سيمكنك من عدم إهدار الوقت، والسيطرة على وقتك بشكل أفضل، بل تغيير طريقة أدائك لبعض مهامك؛ كي تكون أكثر إنتاجًا وأسرع أداءً. إذن؛ فهذه بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تنظيم وقت رواد الأعمال وهناك الكثير من الطرق الأخرى.
اقرأ أيضًا:
تنظيم الوقت خلال الأزمات.. حدد أولوياتك