على الرغم من أن هناك حالة من الازدهار تشهدها منطقتنا العربية والعالم في مجال ريادة الأعمال وإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن هناك الكثير من الأفكار الإبداعية ما زالت مجهولة لم تكشف عن هويتها بعد، رغم محاولات أصحابها للبحث عن طرق ووسائل عدة للحصول على بطاقة التأسيس، ومن أهم المعوقات التي ربما تقف أمام تلك الأفكار، هي «التمويل»؛ حيث يُعتبر محورًا أساسيًا يعتمد عليه تنفيذ الأفكار الإبداعية وإنشاء المشروعات الصغيرة وبناء الشركات الناشئة.
ما الطرق والوسائل التي يُمكن من خلالها الحصول على التمويل لتأسيس المشروع الناشئ؟ لا يخلو أي عقل بشري يمتلك أفكارًا إبداعية من هذا السؤال، وربما يهدر الكثير من الوقت ليجد إجابة عنه.
بالتأكيد، من المستحيل أن تتلخص عملية التمويل في مصدر واحد يُمكن الحصول عليه، في الحقيقة فإن «التمويل» له عدة مصادر متنوعة، وتعتمد عملية البحث على عدة عوامل؛ أبرزها فكرة المشروع الصغير أو الشركة الناشئة، وتفضيلات رائد الأعمال.
في السطور التالية نتحدث تفصيليًا عن مصادر التمويل وأنواعها؛ ومدى توافقها مع الأفكار الإبداعية أو الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة.
التمويل العائلي
ربما يكون هذا النوع من أكثر الطرق التي يلجأ إليها رواد الأعمال؛ للاعتماد عليها في تأسيس مشروعاتهم الصغيرة والشركات الناشئة؛ حيث يعتمد هذا النوع على جمع الأموال من أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى المدخرات الشخصية والتخلي عن المقتنيات العائلية؛ بهدف تجميع أكبر قدر ممكن من المال الذي يُسهم بالتأكيد في تأسيس المشروع الصغير.
ويتميز هذا النوع بالسهولة دون وجود أي عقبات قانونية أو تعقيدات بشرية، ولكن هذا النوع يعتمد على الثقة والإيمان بالأفكار، وربما في هذا النوع يراود رواد الأعمال سؤال في غاية الأهمية، ماذا لو كان التمويل الشخصي غير كافِ؟ بالطبع هذا السؤال مهم جدًا، وربما يلقى المشروع الناشيء مصير الفشل في حال كان التمويل غير كافِ، وذلك لأن رواد الأعمال اعتمدوا اعتمادًا كليًا على هذا النوع من التمويل وهذا خطأ كبير، وتعتبر هذه مخاطر متوقعة قد يقع فيها البعض من رواد الأعمال ما لم تكن في الحسبان، عزيزي رائد الأعمال لا تعتمد اعتمادًا كليًا على هذا النوع من التمويل؛ فعليك مواصلة عملية البحث؛ لكسب تمويل آخر يساعدك على استكمال مشروعك.
ما فائدة التمويل الشخصي؟ بالطبع التمويل الشخصي له فائدة كبيرة، وتتلخص هذه الفائدة في أن مشروعك أصبح واقعًا ملموسًا يراه كل من حولك على أرض الواقع؛ الأمر الذي يُسهم بالتأكيد في سهولة البحث عن مصادر كبرى للتمويل تضمن بقاء مشروعك والقدرة على التنافسية.
الاعتماد على البنوك
هناك طرق أخرى ربما يتبعها رواد الأعمال لتأسيس مشروعاتهم المبتكرة، ويعتبر «التمويل الشائع» أو التقليدي من أكثر طُرق التمويل المنتشرة في الوسط الاقتصادي؛ حيث تتلخص تلك الطريقة في الحصول على قرض من أحد البنوك الداخلية أو الخارجية.
وتحتاج هذه الطريقة إلى دراسة الفكرة الإبداعية جيدًا وتقديم تقرير يتضمن الأهداف والنشاط ونوعية المشروع والجمهور المستهدف، حتى يوافق البنك على منح رائد الأعمال القرض اللازم لتأسيس المشروع أو الشركة، فهل هناك مخاطرة في هذه الطريقة وهل تكون عائقًا كبيرًا أمام رائد الأعمال؟ بالطبع نعم، فهذه الطريقة تُشكل عبئًا كبيرًا على رائد الأعمال، وذلك لأنه سيكون ملتزمًا بسداد الأقساط الشهرية، وربما تكون هذه مشكلة كارثيّة في حالة عدم نجاح المشروع.
التمويل عن طريق المنح
ويوجد نوع آخر يعتمد عليه رائد الأعمال في تأسيس فكرته الإبداعية، وهي «المنح»، ويُعتبر هذا النوع من أسهل الطرق التي يفضلها رواد الأعمال، وذلك لأنه سيكون غير ملتزم بسداد المنحة حال فشل في تأسيس فكرته أو مشروعه الناشئ.
وقد يجد رائد الأعمال صعوبة شديدة في الوصول إلى هذا النوع؛ وذلك لقلة توافره بالشكل المطلوب؛ ولكن يُمكن الحصول على هذا النوع من التمويل «المنح» من منظمات متعددة أو حكومات.
مسابقات دولية
طريقة أخرى ظهرت حديثًا يتهافت عليها رواد الأعمال، وهي الجوائز المالية التي تُقدّم إلى الشركات الناشئة؛ من خلال المسابقات الدولية التي تهتم بمجال رواد الأعمال، وتعتبر هذه الطريقة أحدث الطرق التي يعتمد عليها البعض من رواد الأعمال، ولكنها ليست سهلة على الإطلاق؛ حيث تحتاج إلى جهد كبير؛ لاعتمادها على المنافسة، ويتم ذلك من خلال المشاركة في معسكرات خاصة وورش تدريبية، وفي النهاية يتوجب على رائد الأعمال شرح أفكارهم الإبداعية بالتفصيل أمام لجان خاصة وربما أمام الجمهور.
لذا، يتوجب عليك كرائد أعمال أن تعد تقريرًا تفصيليًا عن فكرتك الإبداعية التي ترغب في تنفيذها وتحديد أبرز النقاط فيها، مثل: الأهداف والنشاط والجمهور، وهو الأمر الذي يُسهل عليك للحصول على مصدر تمويل يُساعدك في تأسيس مؤسستك التكنولوجية الناشئة، كما يتوجب أيضًا التواصل المستمر مع المستثمرين والمؤسسات الخاصة التي تهتم بمجال ريادة الأعمال، والحرص على حضور المؤتمرات المحلية وكذلك العالميّة؛ فهذا وذاك يُمكنك من اقتناء مصدر تمويل يتناسب مع أهداف مشروعك الناشئ؛ ما يحقق لك النجاح المطلوب.
اقرأ أيضًا: بعيدًا عن الروتين.. خطوات تُحولك من شخص تقليدي لمُبدع