إعادة تقييم المشروع هي بمثابة محاولة لإعادة النظر فيما فات، ووضعه على منضدة التقييم والملاحظة الدقيقة. يمكن النظر إلى هذه المحاولة باعتبارها محاكمة ذاتية يجريها أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.
والهدف من هذه المحاولة الضرورية هو اختبار مدى نجاح المشروع في السير على الخطط المرسومة له، ومدى وفائه في الإتيان بالنتائج المرجوة منه.
وعلى الرغم من أهمية إعادة التقييم هذه، والتي يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من صلب التخطيط للمشروع ذاته، فإن الكثير من أصحاب المشروعات الناشئة يغفلون عنها، متعللين بانهماكهم في المهام والأنشطة اليومية المرهقة.
وحتى إن كانت هذه الأنشطة والمهام اليومية مهمة وضرورية، فإن إعادة التقييم لا تقل عنها أهمية؛ إذ بدونها لن نعرف أين نضع أقدامنا بالضبط، ولا هل نحن نسير في الطريق الصحيح أم أننا نحرث في الماء ونخبط خبط عشواء؟ بل إننا في أحسن الأحوال لن نتجاوز الوضع الراهن، ولا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
عقبات على الطريق
لن تكون تجربة خوض غمار تقييم المشروع سهلة ولا ميسورة، ولن تمر هذه المحاولة بدون عراقيل؛ فبما أننا مَن نقيّم أنفسنا فلن نكون في مأمن من عدم الانحياز، والابتعاد عن الموضوعية.
فضلًا عن أن هذه المحاولة ستحتاج إلى بذل جهد كبير؛ حتى نتمكن من معرفة تلك النقطة التي نقرر الوقوف عندها، ومعرفة الانطلاق منها، وهذا بحد ذاته يتطلب الإلمام بالكثير من المعلومات والبيانات عن المشروع، وأنشطته، وكل ما يتعلق به من قريب أو بعيد.
أسئلة تبحث عن إجابات
لكي نضمن أن مرحلة إعادة التقييم هذه ستؤتي ثمارها فثمة طائفة كبيرة من الأسئلة التي نحتاج إلى الإجابة عنها بدقة وموضوعية، وسنشير، هنا، إلى الأساسي من هذه الأسئلة:
ما هو الوصف الحالي للمشروع؟ وما مدى إسهامه في تحقيق النتائج التي يُرجى الوصول إليها من خلاله؟ وما هي المنتجات التي تحقق مبيعات مرتفعة أو جيدة؟ وما هي تلك المنتجات التي لا تحقق مبيعات جيدة؟
وعليك أيضًا أن تُقيّم عملاءك أنفسهم، فتحدد من هم أفضل العملاء؟ ومَن الأسوأ؟ وأي فئة منهم يمكن جلب أكبر قدر من الأرباح من خلالهم والعكس؟
إعادة الانطلاق
بعد الحصول على إجابات دقيقة ووافية عن هذه الأسئلة سيجد رائد الأعمال أو صاحب المشروع الصغير أن لديه فائضًا من المعلومات الخام والبيانات التي تُعتبر بمثابة قاعدة انطلاق يتخذها المشروع ليحلق من جديد في سماء المستقبل، لكن تقدمه الآن، بعد مرحلة إعادة التقييم، سيكون وفق خُطى وئيدة، وبطريقة ممنهجة.
اقرأ أيضًا:
مع بداية المشروع.. هل يمكن التوجه عالميًا؟