يحيل مفهوم تطوير العمل التجاري، وبشكل مباشر، إلى التحدي الماثل أمام الشركات الناشئة منها والكبرى على حد سواء؛ إذ يفهم من الفحوى الدلالية لهذا المفهوم، كما سنبين بعد قليل، أن التطوير أمر محتم ولازم.
فالشركة التي لم تطور من نفسها، ولم تجدد من أدواتها _وكلها داخلة في تضاعيف تطوير العمل التجاري_ فلن يكون لها مستقبل في السوق. إذًا يشير تطوير العمل التجاري إلى التحدي الماثل أمام الشركات.
وإنما يأخذ هذا التحدي منحيين كبيرين: الأول هو منحنى الإبداع؛ إذ لا يمكن للشركة أن تتقدم، ولا يمكن أن يتحقق مفهوم تطوير العمل التجاري إلا من خلال الإبداع بمفهومه ومعناه العام.
أما المنحى الثاني فهو ذاك المتمثل في الدفع بهذه الأعمال قُدمًا؛ فالإبداع وحده ليس إلا نصف الطريق، وبقي النصف الآخر وهو أن يثمر هذا الجهد عن أرباح وعوائد مالية.
لكن من المهم تأكيد أن مفهوم تطوير العمل التجاري لا يعني فقط البحث عن الأرباح المالية، وإنما الأمر يطال الاستراتيجية الأساسية للشركة، وكذلك الطريقة التي تتعاطى بها مع التحديات المختلفة التي تعترض طريقها بين فينة وأخرى.
اقرأ أيضًا:الاستشارات القانونية لرواد الأعمال.. اعتبارات مهمة
ما هو مفهوم تطوير العمل التجاري؟
هناك الكثير من التعريفات والتحديدات لمفهوم تطوير العمل التجاري، وهذا المفهوم مسار خلط ولبس كبيرين، وسوف يحاول «رواد الأعمال» تقديم بعض التعريفات الأساسية التي قد تميط اللثام عن فحوى هذا المفهوم ودلالاته.
يُعرف مفهوم تطوير العمل التجاري بأنه الأفكار والمبادرات والأنشطة التي تساعد في تحسين الأعمال، ويشمل ذلك: زيادة الإيرادات، والنمو من حيث توسيع الأعمال وزيادة الربحية؛ من خلال بناء شراكات استراتيجية، واتخاذ قرارات تجارية استراتيجية.
وعلى الرغم من أن المبيعات والمبادرات الاستراتيجية، والشراكات التجارية ، وتطوير السوق، وتوسيع الأعمال التجارية ، والتسويق ليست هي فقط مناط عمل تطوير العمل التجاري إلا أنها داخلة فيه بلا شك.
وثمة من يُعرّف مفهوم تطوير العمل التجاري بأنه مجموعة من المهام والعمليات التي تهدف إلى تطوير وتنفيذ فرص النمو داخل (وبين) المنظمات بطريقة مستدامة ومربحة.
ويشير مفهوم تطوير العمل التجاري، حسب قوم آخرين، إلى العمليات والاستراتيجيات والمهام التي تهدف إلى زيادة وتوسيع الفرص داخل الشركات المختلفة وفيما بينها، قد يعني هذا توسيع نطاق الأعمال، أو زيادة الإيرادات، أو اتخاذ قرارات تجارية استراتيجية، أو تحسين الربحية من خلال الشراكات الاستراتيجية.
ويمكن القول، وبشكل عام، إن المقصود بمفهوم تطوير العمل التجاري هو إنشاء قيمة طويلة الأجل للأعمال التجارية من الشراكات والعملاء والأسواق.
ويمكن أن ينطبق المصطلح على أي نشاط، بغض النظر عن حجم النشاط التجاري، سواء كان نشاطًا هادفًا للربح أو لا، فالهدف هنا هو تطوير الشركة بأي طريقة ممكنة.
اقرأ أيضًا: الميزة النسبية.. التبادل والاستفادة من الفرص
الأنشطة والمهام
المهام التي يشملها مفهوم تطوير العمل التجاري من المهام البينية _أي التي تقع بين كل الأقسام_ حيث تمتد أنشطة تطوير الأعمال عبر الإدارات المختلفة، بما في ذلك المبيعات والتسويق وإدارة المشاريع وإدارة المنتجات وإدارة البائعين، وكل هذه الإدارات والأنشطة المختلفة مدفوعة بأهداف تطوير العمل التجاري وتتوافق معها.
ليس هذا فقط بل إن المسؤولين عن تطوير العمل التجاري قد يقومون بتحليل السوق، قبل دخول سوق جديد أو خط جديد من المنتجات، وعلى الرغم من الاختلافات إلا أن مطوري العمل التجاري عبر الشركات يشتركون في هدف واحد مشترك: اكتشاف وتنفيذ فرص نمو جديدة.
اقرأ أيضًا: كيف توظف أموالك بشكل سليم؟.. خطوتك الأولى نحو الثراء
تطوير الأعمال والمبيعات
أغلب الناس يظنون أن تطوير الأعمال أو تطوير العمل التجاري هو المبيعات، في حين أن الصواب ليس كذلك؛ فعلى الرغم من أن مطوري العمل التجاري يلعبون دورًا كبيرًا في عملية البيع، إلا أن تطوير العمل التجاري ليس هو البيع بحد ذاته؛ إذ إن قسم تطوير الأعمال مسؤول عن دفع العملاء المحتملين المؤهلين في مسار المبيعات، ومع ذلك فإن ممثلي تطوير الأعمال ليسوا هم الذين يغلقون الصفقات بالفعل.
يتمثل الدور الرئيسي لفريق المبيعات في تحقيق إيرادات للأعمال، فممثلو المبيعات مسؤولون عن تقديم عروض المنتج، والتعامل مع المفاوضات، وإغلاق الصفقات.
وعلى الرغم من الاختلاف بين تطوير الأعمال والمبيعات إلا أنه إذا عملت فرق المبيعات وتطوير الأعمال معًا بشكل فعال فسيصبح من الأسهل كثيرًا تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء أساسيين ومستدامين.
اقرأ أيضًا:
- 6 مصطلحات محاسبية ينبغي على رواد الأعمال معرفتها
- لماذا تفشل بعض نماذج الأعمال؟
- أشهر سيدات الأعمال في العالم.. نماذج ملهمة للعمل الريادي
- الاستثمار في المشاريع الصغيرة.. ما الدوافع؟
- ريادة الأعمال الثقافية.. تفكيك المفهوم وتحديد صلاته