لا تكمن كفاءة العمل في تقليل الجهد البدني والوقت لإنجاز المهام فحسب، بل أيضًا في تحسين عملية الاتصال الفعال، الذي تُعد أهميته بمثابة الزيت الذي يُحسِّن من عملية احتكاك المحركات ببعضها ببعض.
يقوم العمل الجماعي على التواصل الفعال؛ إذ يتواصل الأطباء والممرضون أثناء حالات الطوارئ؛ إذ يكون الوقت حاسمًا في إنقاذ الأرواح. وكذلك تزداد أهمية التواصل الفعال في مطابخ المطاعم بين الطهاة، والمحضرين، وموظفي الخطوط الأمامية، لاسيما في وقت الذروة؛ إذ لا شك في أنَّ أي خلل في التواصل بين أعضاء الفريق، سينعكس تلقائيًا على المنتجات والعملاء سريعًا.
وبصفتك صاحب العمل أو المدير، عليك بذل قصارى جهدك لمنع أية عوائق لعملية التواصل؛ حتى لا تنشأ بيئة خطرة في المطبخ، قد تشكل سابقة أو نموذجًا للآخرين، وخاصة الجدد في المطبخ.
لذا، يجب أن يكون لدى الفريق، آليات موثوقة لتوصيل الرسائل بشكل صحيح وسريع دون التأثير على العواطف، مع أهمية مراعاة الأمور التسعة التالية:
1. تحديد مسؤولية فرق العمل
يجب أن يفهم أعضاء فريق المطبخ طبيعة مهمتهم الواجب التزامهم بها، مع الحفاظ على التوازن بين تقديم كل طبق في وقته الصحيح، والحفاظ على رضا العملاء أثناء انتظارهم.
يواجه كلٌ من طرفي العمل (موظفو المطبخ – موظفو الصالة) تحديات وضغوطات لإنجاز مهامهم، فبينما ينهمك موظفو المطبخ في إعداد الأطباق وتزيينها، يتلقى موظفو الصالة كثيرًا من الانتقادات من العملاء، إذا ما شعروا بتأخر الطعام، فإذا لم يفهم طرفا المعادلة، الضغط الذي يتعرض له كل منهما، فسوف يتغلب سوء الفهم؛ ما قد يفسد سير العمل.
ومن المتوقع أن يكون أعضاء فريق المطبخ أكثر تقبلًا للنقد الواصل لهم عن طريق موظفي الصالة؛ كونهم تحت وطأة شكاوى العملاء.
وفي نفس الوقت، يجب أن يراعي فريق الصالة، نظرائهم في المطبخ؛ كونهم يتلقون كثيرًا من الأوامر في أوقات محدودة، ويتعاملون مع أدوات ومعدات محددة.
2. تحمُّل ضغوط العمل
عندما تتزايد الضغوط، وفي شدة الانشغال، قد ينزلق شخص ما، أو يتلفظ بكلمة بذيئة أو يشير بإصبعه للآخر؛ وهو ما يتطلب فهم أعضاء فريق العمل لمثل هذه الضغوط، التي تتركز في أكثر من 60% من المبيعات أحيانًا على مدى ساعتين فقط.
لذا، يجب أن يراعي طرفا العمل، الضغوط المترتبة على كل منهما، وأن يتفهما كافة الضغوط.
3. استخدام الرسائل القصيرة جدًا
يجب اختصار الأوامر الموجهة بين فريقي العمل، وبما أنهما يتعرضان لضغط هائل في أوقات الذروة، فمن الأفضل تخصيص موظف يتولى نقل الرسائل ما بين الصالة والمطبخ؛ لتخفيف حدة الاحتكاك بين الطرفين.
4. توجيه الرسالة واستقبالها بشكل صحيح
من المفترض أن يتسم المطبخ بنظام هرمي قوي. وهذا يعني أن رئيس الطهاة يتمتع بدور قيادي؛ لذا من الخطأ أن يقوم موظف الصالة بتوصيل رسالة ما إلى أحد الطهاة متجاوزًا الرئيس.
كذلك، على موظفي المطبخ الرد على طلبات رئيس الطهاة بصوت واضح (نعم – سمعت)
5. مراعاة الدقة
من المفترض أن يكون توقيت تسليم الوجبات للعملاء دقيقًا بقدر المستطاع، فعند حصول أمر طارئ، على رئيس الطهاة تحديد وقت دقيق لمعالجة الخطأ، يلتزم به موظف الصالة؛ حتى لا ينزعج رئيس الطهاة، فإذا تجاوز الطاهي المدة، فيمكن إعادة الاتصال بأدب.
6. عدم التدقيق في الألفاظ
حينما يكون فريق العمل منخرطًا في تنفيذ حزمة أوامر متتالية، فمن المحتمل -بصفتك أحد أعضاء الفريق – ألا تسمع كلمات من قبيل (شكرًا – تفضل) وغيرها من عبارات الشكر والثناء والترحيب، فلا ينبغي أن يكون ذلك دافعًا لغضبك، فالشخص المشغول لا يُشغل.
7. عدم معالجة الأخطاء داخل المطبخ
بصفتك مالكًا أو مديرًا للمطبخ، فلا تعالج أي مشكلة داخل المطبخ، أو تدخل في جدال مع غيرك؛ فذلك يترتب عليه بطء في التنفيذ، مع تأثر الروح المعنوية لكافة موظفي المطبخ؛ ما يؤثر على الإنتاج بشكل عام.
8. تأجيل معرفة سبب الشكوى
إذا تلقى المطبخ شكوى بخصوص المنتجات؛ فالخطوة الأولى ليست في معرفة المتسبب والسبب، بل بمعالجة المشكلة فورًا؛ حتى يتمكن العملاء من الحصول على أفضل خدمة، بغض النظر عن مشاكل المطعم الداخلية.
9. الاحترام المتبادل
إذا استطعنا تحسين مستوى الاتصال بين الطهاة وموظفي الصالة، فسوف تتحسن العملية بأكملها، وتتحسن الخدمات ومكان العمل بشكل عام، فالاحترام المتبادل وإعطاء “مساحة” لبعضنا البعض في حرارة الاندفاع؛ هي سمات فريق ناجح للغاية، يتمتع باحترافية عالية.