لكل شخص منا فكرته الخاصة، ولديه الرغبة الملحة في تحويل هذه الفكرة إلى مشروع على أرض الواقع، والحقيقة أن عملية تنفيذ الأفكار وتحويلها إلى واقع ملموس ليست بالأمر السهل كما يظن البعض، ولكنها في المقابل ليست مستحيلة، فهي تحتاج إرادة وبذل الكثير من الجهود.
عندما نجلس مع أحد الأصدقاء، قد يدور النقاش عن سوق العمل والمشاريع الناشئة، ونوجه سؤالاً مهمًا لهذا الشخص: هل لديك فكرة مشروع ناشئ تود تنفيذها؟ وربما يخبرنا بأنه بالفعل يمتلك الكثير من الأفكار التي من الممكن تحويلها إلى مشروع تجاري ناجح، ولكنه لا يمتلك الوقت الكافي لكي ينفذ هذه الأفكار، في حقيقة الأمر، هناك من يتفنن في اختلاق أعذار غير واقعية لعدم تنفيذها، مثل: ليس لديَّ الوقت، لست متحمسًا، لا أستطيع الآن، فكلها مبررات كفيلة بأن تجعل أصحابها يعيشون في دائرة مغلقة.
فلو كنت تمتلك فكرة إيجابية ترغب في تحويلها إلى مشروع تجاري ناجح ومربح، ينبغي عليك أولاً معرفة كيف تتخلى عن الأعذار التي ستعيقك بالتأكيد عن بدء مشروعك الناشئ، وهو ما سنوضحه من خلال السطور التالية:
لا أملك الوقت
لعل هذه الجملة من أكثر المبررات التي يستخدمها البعض ممن يمتلكون أفكارًا لمشاريع رائعة وناجحة، هربًا من تنفيذ أفكارهم، فلو نظرنا بتمعن في تفاصيل هذه النوعية من الأشخاص، سنكتشف أنهم يمتلكون الوقت الكافي، ولكنهم يستخدمونه في غايات غير مفيدة وغير استثمارية.
إن أثرياء العالم يتقاسمون نفس الوقت ونفس الساعات، فهم يمتلكون 24 ساعة في اليوم الواحد كما يمتلك باقي أفراد العالم، وينامون بمعدل 8 ساعات في اليوم الواحد، كما ينام غالبية سكان العالم، ولكن ما يُميزهم عن غيرهم أنهم يمتلكون الجهد والمثابرة والعزيمة والتعلق بأفكارهم، وحسن إدارة الوقت.
وفي حقيقة الأمر، الوقت موجود ولكن الأهم هو كيف تحقق الاستفادة الكاملة من هذا الوقت واستثماره في الفرص والأفكار التي تراود ذهنك وعقلك؟ فلا تقل أبدًا أنك لا تملك الوقت كمبرر لعدم البدء في مشاريعك الخاصة.
توقع الفشل قبل النجاح
من المؤكد أنه لم يسلم أحد منا من الفشل، فجميعنا معرض له خلال مسيرتنا في هذه الحياة، وهنا يأتي الاختلاف بين من يستسلم، ومن يقاوم ويواجه؛ حتى يتغلب عليه ويصل إلى أعلى مراتب النجاح.
قد يتصور البعض أن الحياة لا تخبئ لنا سوى الفشل الذي سوف يلازمنا في كل طريق نسلكه، وهذا الاعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة، فمن الطبيعي أن يتوقع الإنسان احتمالية حدوث الفشل عند محاولة تحقيق هدف ما، ولكن هذا التوقع ليس معناه نتوقف عن مواصلة تحقيق أهدافنا، بل ما ينبغي علينا هو استغلال هذا التوقع في التخطيط الجيد لكي نصل إلى تحقيق الهدف.
لا تدع هاجس الفشل يسيطر عليك حتى لا يكون عائقًا أمام تنفيذ أفكارك وإنشاء مشروعك الناشئ، وكن حريصًا على المثابرة حتى تحقق أهدافك وتصل إلى النجاح.
أنا لست جاهزًا
ربما تلازم هذه الجملة الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون أفكارًا لمشاريع ناجحة، ويعتمدون عليها كمبرر أساسي لهم لعدم البدء في تنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع على أرض الواقع، ففي الحقيقة أن هذه الجملة لا يمكن وصفها إلا بالتكاسل والخمول.
إن عبارة “أنا لست جاهزًا” تُعد بمثابة عدم الرغبة في تنفذ الأفكار وإنشاء المشروع؛ لذلك ينبغي عليك التخلص عن لازمة عدم الجاهزية، والعمل على تنفيذ أفكارك وتحويلها إلى مشاريع ناجحة ومربحة.
لا أملك المال
لا يستطيع أحد إنكار أن أي مشروع يحتاج إلى التمويل اللازم لتغطية النفقات، فهذه فرضية سليمة، لكن لا يمكن اعتبارها مانعًا لبدء مشروعك، خاصة في ظل انتشار العديد من الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها الحصول على التمويل اللازم الذي يحتاجه مشروعك.
في نهاية المطاف، هناك نوعان من الأشخاص؛ الأول هو من يمتلك القدرة على المواجهة وعدم الاستسلام مهما بلغ حجم التحديات والصعاب، ويصل به الأمر إلى تحقيق الهدف، والآخر لا يستطيع فعل أي شيء سوى الاستسلام واختلاق الأعذار والمبررات.
اقرأ أيضًا: صفات ومتطلبات.. 3 شخصيات يحتاجها رائد الأعمال قبل بدء مشروعه