كثيرًا ما نسمع، ونقرأ عبر وسائل الإعلام، أنه من باب المسؤولية الاجتماعية، قدمت هذه الجهة، الرعاية أو الزيارة أو الدعوة أو التهنئة، أو غيرها من الأعمال التي لا ترتقي حتى لمسمَّى المسؤولية الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن جميع أبواب المناطق الحيوية والمهمة، يقف أمامها حارس أمين يمنع دخول واقتراب الدخلاء أو أصحاب الهويات المزيفة، نجد أنَّ “المسؤولية” باب مفتوح بشكلٍ دائم؛ ما أدى إلى دخول أي شيء فيه، وكل شيء من خلاله؛ وذلك بسبب حالة من الارتباك لهذه المنظومة وقاطنيها والعاملين فيها.
وقد وجدت كثيرٌ من الجهات، ذلك فرصة لعدم وجود تقييم فني أو معيار رسمي لدخول هذا الباب؛ فأصبحت تنسب أي عمل تقوم به لأي سبب من باب المسؤولية الاجتماعية؛ حتى أصبحت ثقافة سائدة بين الشركات ومنافسة قائمة بينها، لمن يظهر أولًا، ويلعن أكثر، وتجاهلوا الأدوار والمهام الرئيسة التي من المفترض على الشركات القيام بها من باب المسؤولية الاجتماعية.
إنَّ فتح هذا الباب على مصراعيه، تسبَّب في خلط المفاهيم وتشتيت الهوية الصحيحة للمسؤولية الاجتماعية، فأصبح بابًا يقف عليه وحوله من يبحثون عن الصورة والظهور فقط؛ فأصبحت تلك الممارسات أدوات تستخدمها العلاقات العامة والإعلام والتواصل المؤسسي لهذه الكيانات في تحسين الصورة الاتصالية، فللمسؤولية الاجتماعية أثر إيجابي في تحسين صورة المنشأة، وتقوية علاقاتها مع أصحاب العلاقة بطريقة مباشرة وغير مباشرة؛ ولكن لا يكون الأصل في تقديمها أو اختزالها بهذه الأدوار ولهذه الأسباب.
والمسؤولية الاجتماعية بابٌ ذو أهمية كبيرة في كل المجتمعات، فيجب على من يدخل منه أن يكون مؤمنًا به، ملمًا بمعانيه، مراعيًا لجوانبه، وأنْ يُحسِن استخدامه، ويُخلِص في تقديمه للمجتمع.
وتُقوِّم كثيرٌ من دول العالم شركاتِها بممارسات صحيحة ومدروسة وذات استراتيجية واضحة الأهداف، وبرامج محددة الأثر وقضايا وموضوعات تلتزم بها وتركز عليها؛ حتى أصبحت تلك الممارسات والأنشطة ثقافة سائدة في الشركة؛ ما انعكس على الإعلام والمجتمع.
إنَّ التقييم الذاتي- مقارنة بأفضل الممارسات المحلية والدولية- بمثابة جهاز التفتيش الذي يمكن من خلاله التحقق المسبق؛ إذ بإمكان هذا الكيان، العبور من هذا الباب، وانتساب ما صمم للمسؤولية الاجتماعية لهذه الشركة، أفضل بكثير من أي قيود ومعايير إلزامية.
ختامًا، إنَّ باب رزق جميل، وباب خير الجزيرة لأهلها وأهالينا وغيرها، من برامج الشركات الوطنية المعروفة التي يفتخر بها من يستحق الدخول لهذا الباب وينتسب له؛ فباب المسؤولية الاجتماعية يُضرب به المثل لبقية الشركات.
اقرأ أيضًا:
المنصة الوطنية للتبرعات.. الوسيلة الأبرز لتحقيق التكافل الاجتماعي
تنمية المسؤولية الاجتماعية والارتقاء بأداء الشركات
أهمية المبادرات التطوعية.. كيف تستفيد الشركات؟