أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية حظر طائرات ماكدونيل دوغلاس MD-11 عن التحليق مؤقتًا لإجراء فحوصات إضافية، ذلك عقب قرار شركتي “UPS” و”FedEx” بوقف تشغيل هذا الطراز من طائرات الشحن التابعة لها.
وجاءت هذه الخطوة عقب انهيار طائرة من طراز MD-11 تابعة لشركة UPS بعيد إقلاعها من مطار لويفيل في ولاية كنتاكي الأسبوع الماضي. ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الإدارة يوم السبت أن الطيران بهذه الطائرات محظور مؤقتًا بعد أن “تبين أن الحالة غير الآمنة قد توجد أو تتطور في طائرات أخرى من التصميم ذاته”.
وعلى الرغم من أن طائرات MD-11 لا تمثل سوى جزء صغير من أسطول الشحن لدى كل من UPS وFedEx، حذر بعض خبراء الطيران من أن استمرار إيقافها لفترة طويلة يسبب تأخير تسليم الطرود خلال موسم العطلات.
بينما، في حين قالت شركة بوينغ، في بيان أصدرته الجمعة، “على مشغلي طائرات MD-11.. تعليق رحلاتهم مؤقتًا إلى حين استكمال التحليل الهندسي الإضافي”. مشيرة إلى التوصية تأتي “بدافع الحذر الشديد”.
وجدير بالذكر أن بوينغ اندمجت مع ماكدونيل دوغلاس عام 1997.
أزمة تحليق طائرات الشحن
وجدير بالذكر أنه تم طرح طائرات MD-11 لأول مرة عام 1986. بجانب دخولها الخدمة في ديسمبر 1990. بينما تم تصنيع آخر طائرة من هذا الطراز عام 2000. وفقا لبيانات بوينغ.
فغلى سبيل المثال، كشفت UPS في 2023 اعتزامها لاستبدال طائرات MD-11 بطائرات بوينغ 767 الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
في حين أوقفت FedEx خدمة 20 طائرة MD-11 خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتنوي التخصص للتخلص التدريجي من بقية أسطولها. بحسب تصريحات المدير المالي للشركة جون ديتريتش.
وتشير بيانات UPS إلى أن من أصل أكثر من 500 طائرة تمتلكها الشركة، 26 فقط من طراز MD-11، بينما تضم FedEx نحو 28 طائرة من أصل 700 طائرة في أسطولها.
وتستخدم أيضًا شركة Western Global Airlines هذا الطراز ضمن أسطولها الجوي للشحن، لكنها لم ترد على طلب التعليق المرسل من قبل شبكة NPR الأمريكية.
تأثر الشحنات خلال موسم العطلات
كذلك، أشارت كل من UPS وFedEx إلى جاهزية خطط الطوارئ لتقليل اضطرابات الشحن، دون الإفصاح عن التفاصيل. في حين أشار الخبراء إلى أن بعض الشحنات قد تنقل عبر طائرات الركاب أو القطارات أو الشاحنات.
وفي السياق ذاته، أوضح جيريمي تانكريدي؛ الشريك في شركة الاستشارات West Monroe والمتخصص في سلاسل الإمداد، أن توقف 26 طائرة عن الخدمة في ذروة موسم الطلبات قد يكون له تأثير ملموس.
كما أوضح تانكريدي أن “كل طائرة MD-11 لدى UPS قادرة على نقل نحو 20 ألف طرد”. مشيرًا إلى أن أي نقص في القدرة التشغيلية خلال موسم الذروة قد يسبب ضغوطًا ملحوظة.
من جهته، قال مايك ستينغل؛ الشريك في شركة AeroDynamic Advisory، أن مدى تأثير القرار يعتمد على مدة الإيقاف، مشيرًا إلى أنه “إذا استمر التعليق لأكثر من أسبوعين، فقد تتأخر بعض الشحنات مع اقتراب موسم الأعياد”.
كما أضاف “ستينغل” أن القيود التي فرضتها FAA على عدد الرحلات لن تؤثر على شركات الشحن الجوي. نظرا لتطبيق هذه القيود غالبًا على الرحلات النهارية. بينما تعمل UPS وFedEx في الغالب خلال الليل.
إذ تواجه بعض شركات الشحن دعاوى قضائية من قبل العملاء الذين يزعمون أن البضائع التي تم تسليمها كانت تالفة أو غير صحيحة، سواء كان ادعاؤهم صحيحًا أو له أسباب أخرى من جانبهم.
معدلات الشحن خلال المواسم والعطلات
من ناحية أخرى، قدرت شركة التحليلات ShipMatrix أن حجم التسليمات خلال موسم العطلات 2025 سيزيد بواقع 5% مقارنة بعام 2024. أي ما يعادل نحو 2.3 مليار طرد. حيث يمكن أن تتعرض الشحنة للتأخر في التسليم عن موعدها المحدد بسبب العديد من الظروف الطارئة المحتملة.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تحديد ما إذا كانت UPS أو FedEx سيغيران مواعيد الشحن النهائية بسبب إيقاف طائرات MD-11. وختم “تانكريدي” نصيحته للمستهلكين بالقول: “تسوقوا مبكرًا”.
وأضاف: “مع زيادة الاعتماد على شبكات السكك الحديدية والشاحنات لتوسيع السعة، لا يزال هناك وقت كاف لطلب الهدايا عبر الإنترنت وضمان وصولها قبل العطلات”.
وبالتالي، يتزايد الطلب بشكل مستمر على الخدمات اللوجستية، خاصة مع نمو التجارة الإلكترونية بشكل مطرد؛ ما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على خدمات الشحن. إذ تقدم شركات الشحن مجموعة متنوعة من الخدمات اللوجستية. بما في ذلك، الشحن الجوي والبحري والبري. بجانب خدمات التخزين والتوزيع.
المقال الأصلي: من هنـا


