نموذج للشباب السعودي الطموح، وجد نفسه منذ طفولته وسط عالم السيارات وقطع غيارها، فتابع شغفه وحبه للميكانيكا؛ بالبحث عن كل معلومة تتعلق بالسيارات، ومشاركة أصحاب الخبرات تجاربهم؛ ليقتحم عالم ريادة الأعمال في قطاع ميكانيكا السيارات؛ إذ يُشرف الآن على تصميم أول سيارة سعودية.. في هذا الحوار يتحدث محمد الحبابي عن تجربته في عالم السيارات..
حوار: عبدالله القطان
*كيف كانت بدايتك في مهنة الميكانيكا؟
– كانت هوايتي منذ الصغر، وكان لوالدي دور كبير في تعليمي، فكان هاويًا للسيارات وعاشقًا لها، فكنت أذهب معه إلى أي مكان متعلق بالسيارات، وأسأله عن كل ما يتعلق بها.
*لماذا اتجهت إلى ريادة الأعمال في مجال الميكانيكا؟
– منذ صغري كنت أحب التجارة، فكثيرون يحبون التجارة ولكنهم يخشون شيئين: الخسارة، وقلة المعرفة بها، فهي أولًا وأخيرًا مجازفة. وأعتقد أن أفضل شيء يمكن أن تعمله بحق نفسك، هو أن تعمل ما تحب، فأنا أعشق عالم الميكانيكا، الذي عندما تتعلق به، يفتنك ويجعلك تبحر في عالمه بمتعة، كما أنه تخصص دقيق يستوجب اليقظة والانتباه، فغلطة واحدة قد تعطل الماكينة (موتور السيارة) أو الجير بوكس(الفتيس). ورغم الأذى الذي قد يترتب على تلك المهنة، لكنها ممتعة.
* تخرج كثيرون في كليات تقنية وتخصصوا في الميكانيكا، فأين هم في سوق العمل؟
– متواجدون في الوكالات وبعض المراكز، ولهم دور بارز ومهم في قطاع الميكانيكا والسيارات بجميع مستلزماتها، فهم متمكنون من المهنة وقد أثبتوا قدرتهم على التحدي.
*هل يحضر إليك شباب سعوديون لتعلم مهنة الميكانيكا والعمل معك؟
– يسعدني أن أمسك بيد أبناء بلدي وأعلمهم بداية من الأساسيات وحتى الاحتراف، كما أن السوق يحتاج إلى كوادر سعودية، لاسيَّما وأنها من أكثر المهن المربحة في العالم، فضلًا عن أنها تضيف للميكانيكي علاقات اجتماعية واسعة، وتجعله رياضيًا على الدوام؛ إذ لا يوجد ميكانيكي بدين.
*ماهي أوقات عملك، وكيف تنسقها مع حياتك الاجتماعية؟
– لا شك في أنَّ التوفيق بين متطلبات الحياة صعب جدًا في ظل ضغوط العمل والواجبات الاجتماعية، ولكن لا بد من التضحية، ومحاولة التوفيق بين العمل والتجارة، والهواية.
*تتوجه المملكة نحو صناعة السيارات، باعتبارها أحد أهداف رؤية 2030، فما تعليقك؟
– أسعدني جدًا هذا التوجه، وأدعمه بكل كياني، فرؤية ٢٠٣٠م ستحقق نقلة هائلة ونهضة كبيرة للمملكة، أدام الله عليها الأمن والأمان، وحفظ لنا ديننا، ووطننا. وقد نجحت المملكة في صناعة الطائرات والأسلحة، التي هي أكثر تعقيدًا من صناعة السيارات.
وأؤكد أننا لسنا عاجزين عن صناعة السيارات، كما أنني وضعت تصميمًا لسيارة جديدة، أشرف الآن على تنفيذها مع عدد من المحترفين السعوديين، وقد فرغنا من عمل الماكينة والهيكل والجير بوكس والدفرنش، ويبقى فقط اللمسات الأخيرة؛ لتكون بإذن الله أول سيارة سعودية.
*ما التحدي الذي واجهك في صناعة السيارة؟
– أكبر تحدٍ هو قلة الموارد، فعندما تقرر أن تؤسس مصنعًا، تحتاج إلى ميزانية تبلغ 1.5 مليار ريال، كما أن الماكينات التي أحتاجها لصناعة سيارة واحدة تبلغ قيمتها 500 مليون ريال، علاوة على ضرورة توفير روبوت كامل يقوم بالتصنيع؛ لأن التصنيع اليدوي تحدث معه أخطاء، ونحن في زمن لا يتحمل الأخطاء.
*ما الذي تطلب من الحكومة توفيره لإنشاء مصنع سيارات؟
– أطالب بدعمي ماليًا، وأنا مستعد لتأسيسه وتجهيزه بالكامل، بداية من الإنشاء وحتى التشغيل والتسويق ورعاية العمالة والتصدير، خاصة وأن سوق السيارات الآن خصب لمن يريد التصنيع.
*يعاني كثيرون من مشاكل تصليح أعطال سياراتهم لدى الفنيين، فبمَ تنصحهم؟
– أنصحهم بتعلم معرفة أساسيات الأعطال، أو التوجه الى ابن الوطن الذي يحميهم من تلاعب الأجانب، وكذلك أنصحهم بالقراءة والاطلاع، فعندما تبحث في الإنترنت عن المشكلة التي تعاني منها سيارتك، ستجد لها حلولًا كثيرة.
*هل تأتي إليك نساء لصيانة سياراتهن، وهل يمكن أن تعمل المرأة في هذه المهنة؟
– نعم تحضر أعداد كبيرة منهن بسياراتهن، وأعتقد أن السماح لهن بالقيادة كان من أجمل القرارات، وبالتأكيد تستطيع المرأة خوض هذا المجال.
*هل لديك هوايات أخرى؟
نعم، الكتابة وتنسيق المشاريع وتخطيطها، والتجول في العالم لاكتشاف مستجدات وحضارات الدول.