شارك المهندس خالد المديفر؛ نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، في فعاليات معرض ماين إكسبو الدولي 2021 المقام بمدينة لاس فيجاس في ولاية نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 13 إلى15 سبتمبر الجاري.
وفي كلمته أمام المشاركين في المعرض تناول معاليه الفرص النوعية التي تنتظر المستثمرين وشركات التعدين في المملكة التي أكد أنها تتمتع بمناخ استثماري حيوي وسريع التطور. ووجه الدعوة إلى الشركات والمهتمين بصناعة التعدين ليكونوا جزءا من عملية تطور ونمو القطاع التعديني بالمملكة الذي أصبح اليوم أكثر انفتاحًا على مجتمع الأعمال ويمتلك فهمًا عميقًا لتعقيدات التعدين، فضلًا عن امتلاك المملكة كدولة سجلًا حافلًا بالنجاحات مع الشركاء الدوليين من خلال تقديمها لنموذج أعمال واستثمار هو الأفضل على مستوى العالم، منوهاً بالبنية التحتية المتطورة التي تتوفر في المملكة، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والموانئ وشبكات الكهرباء.
وتطرق المهندس خالد المديفر، خلال حديثه، إلى تفاصيل الدورة الأولى من قمة مستقبل المعادن، باعتبارها المنصة الشاملة والأولى من نوعها التي تجمع المستثمرين وشركات التعدين والأطراف المعنية في القطاع وتقدم كّل ما يُلبي اهتماماتهم فيما يتعلق بإمكانات قطاع التعدين في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال وشرق أفريقيا.
وأوضح خالد المديفر أن برنامج القمة، التي تنظمها وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية في المملكة، في الفترة من 11 إلى 13 يناير 2022، يستند إلى أربعة محاور، حيث يتمثل المحور الأول في بلورة وتحديد مركز تعديني جديد يناقش ويستعرض الفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال وشرق إفريقيا.
وأضاف المهندس خالد المديفرأن المحور الثاني يتمثل في وضع أرضية لفرص الشراكة عبر سلاسل القيمة المتكاملة في مشاريع التعدين، ومن ثم، وهذا هو المحور الثالث، يتم وضع تصور جديد لقطاع التعدين من خلال تسليط الضوء على الابتكارات التي تدعم أنشطة التعدين في المستقبل. وأخيراً، كمحور رابع، تتم مناقشة الجوانب المتعلقة بمساهمة قطاع التعدين وخدمته للمجتمع من خلال تسليط الضوء على الدور الحيوي لصناعة التعدين في تطوير الاقتصاد الدائري للكربون، وجذب القوى العاملة في المستقبل.
من جانب آخر قال المهندس خالد المديفر في كلمته أمام حضور معرض ماين إكسبو الدولي: “إنه في إطار رؤية المملكة 2030 وُضعت تصورات وبرامج لتطوير قطاع التعدين ليُصبح الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، فضلًا عن تطوير استراتيجية تتضمن 40 مبادرة مصممة لإرساء قواعد قطاع تعدين حيوي ومرن ومستدام”، مشيرًا إلى أن معظم هذه المبادرات قيد التنفيذ في الوقت الحاضر.
ونوه خالد المديفر بصدور نظام الاستثمار التعديني الجديد وفق أحدث الممارسات الدولية، مشيرًا إلى أن اللائحة التنفيذية للنظام ومراجعتها قد اكتمل في عام 2020 من خلال عدد من الخطوات التي شملت الاستعانة ببيوت خبرة دولية ومحلية. كما شملت المراجعة والمواءمة مع مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص ذات العلاقة. وبعد ذلك، في مطلع شهر يناير 2021، دخلت اللائحة حيز التنفيذ باعتبارها خطوة جوهرية لتطوير قطاع التعدين. وتطرق إلى إطلاق منصة “تعدين” الإلكترونية التي تتيح للمستثمرين الحاليين والمحتملين معالجة جميع الأعمال، بما في ذلك التقدم للحصول على جميع أنواع رخص التعدين، في بيئة رقمية داعمة.
وأضاف المهندس خالد المديفر أن النجاحات السابقة التي شهدها القطاع تستند إلى مجموعة متنوعة من المزايا المعدة خصيصًا للمستثمرين المحتملين، مثل، ارتفاع الطلب المحلي على المنتجات المعدنية، والموقع الجغرافي للمملكة بالقرب من الأسواق الاقتصادية العالمية، فضلا عن موقعها الذي يتوسط منطقة الشرق الأوسط، وآسيا وأفريقيا وأوروبا. بالإضافة إلى التقدم الكبير في مجال ممارسة أنشطة الأعمال على قائمة البنك الدولي حيث أصبحت المملكة من بين أفضل 10 دول في العالم تحقق تحسن في درجة ممارسة أنشطة الأعمال؛ فضلاً عن البنية التحتية المتطورة التي تقوم عليها المملكة، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والموانئ وشبكات الكهرباء.
وعن الطبيعة الجيولوجية للمملكة، قال خالد المديفر إن قيمة المعادن غير المستغلة في منطقة الدرع العربي وحدها، تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار. وقال إن المملكة تزخر بمختلف أنواع المعادن بما فيها تلك المستخدمة في تصنيع التقنيات الضرورية لبناء مستقبل مستدام والتي يزداد عليها الطلب بشكل كبير بما فيها النحاس والفوسفات وخام الحديد والعديد من المعادن النادرة، لافتًا إلى أن قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية والتي تم إطلاقها مؤخرا، توفر الوصول عبر الإنترنت إلى ما يعادل حصيلة 80 عامًا من البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكيميائية؛ بما في ذلك آلاف التقارير التفصيلية عن أهداف التعدين وآفاقه. موضحا أنه تم قبل حوالي سنة إطلاق برنامج المسح الجيوفيزيائي الجوي للدرع العربي الذي يغطي مساحة تصل إلى 700 ألف كيلومتر مربع من مساحة المملكة، ويهدف إلى معالجة وتحليل وتفسير البيانات الجيوفيزيائية عالية الدقة للمنطقة بهدف إنتاج خرائط تفصيلية.
وعن الاستدامة في قطاع التعدين، أكد المهندس خالد المديفر أن الاستدامة تكتسب أهمية قصوى لقطاع التعدين في المملكة، بل هي أحد المبادئ الأساسية لاستراتيجية التعدين وتهدف إلى حماية البيئة والحفاظ على صحة وسلامة العاملين في القطاع. وأشار إلى أن المملكة أطلقت في عام 2019 مجلس الاستدامة لمنظومة الصناعة والثروة المعدنية، بهدف تحقيق التوازن بين القيمة الاقتصادية للتعدين وحماية البيئة.
من جانبه، قدم ويليم جاكوبس؛ الرئيس التنفيذي للعمليات بأفريقيا والشرق الأوسط بشركة باريك للذهب، عرضًا عن تجارب العمل في قطاع التعدين بالمملكة قائلًا: “إننا نحظى بعلاقة عمل ممتازة مع الحكومة السعودية من خلال التسهيلات التي توفرها المملكة للمستثمرين، فضلًا عن أن المملكة تتميز بالفعل ببنية تحتية متطورة، بالإضافة إلى تمتعها بموقع جغرافي جيد لأسواق التصدير من الشرق إلى الغرب.
اقرأ أيضًا:
غرفة الرياض تناقش سبل «التخطيط لإدارة المرافق بالمشاريع الكبرى»
هيئة مدن توقع اتفاقية تعاون مع “وافي” في مجال التطوير العقاري
“الصادرات السعودية” تعتمد استراتيجية التحوّل المؤسسي
هيئة منشآت تدعو إلى الاستفادة من خدمة “جدير”
صور| مدير عام “هدف” يجتمع بالمدير العام للمعهد السعودي التقني للتعدين بعرعر