بدأت العمل التجاري أثناء الجامعة ببيع “تشيرتات” عليها رسوماتي
حققت أهدافي في أول ثلاث سنوات بتجاوز مبيعاتنا المليون ريال سنوياً
تدريبي بمركز “إثراء” كان نقطة تحول في حياتي المهنية
وجود المنافس الأجنبي بالسوق السعودي دفعني لتعلُّم كل ما هو جديد في التصميم
لم يأتِ اختيارها اسم “تصميم” لمشروعها الخاص من فراغ؛ فهي تجسد التصميم في حياتها العملية والعلمية الناجحة، فبعد تفوقها في دراسة هندسة التصميم الداخلي، التحقت مهندسة التصميم ورائدة الأعمال تغريد اليامي بالعمل كمهندسة بقسم الصيانة والتشغيل بالهيئة الملكية بالجبيل، مع الدوام الجزئي في عملها الخاص “تصميم” والذي سرعان ما تفرغت له بالكامل بعد زيادة الطلب عليه، لتبدأ رحلتها مع النجاح في مشروعها الخاص (دار تصميم الإبداعي للمشاريع الهندسية وتصميم الهوية).
في هذا الحوار تُجيب تغريد على العديد من المحاور حول تجربتها العملية كرائدة أعمال، وغيرها من المحطات المهمة بحياتها..
حوار: جمال إدريس
*مَن هي تغريد اليامي، الدراسة والتخصص؟
– تغريد ابراهيم، من مواليد الجبيل الصناعية، أعيش في الخبر وأم لطفلة هي “سلمى”، أعبّر عن نفسي بالفن بشتى أنواعه واعتبر أن الفن هو فلسفة الوجود، ميولي للرسم والفن بدأت من عمر مبكر في المرحلة الابتدائية، وبدأت التصميم في المرحلة الثانوية، ولشغفي بالفن اخترت تخصصاً قريب من مهاراتي وهو هندسة التصميم الداخلي؛ حيث يجمع بين الفن والجانب العلمي.
أما ريادة الأعمال فبدأتها وأنا في الجامعة؛ حيث كنت اشارك بمعارض الجامعة، وكانت أول تجربة ريادية لي في بيع “تشيرتات” برسم الجرافيتي ووصلت ارباحي يومياً إلى 3000 ريال. تخرجت بمرتبة الشرف وتم تكريمي لاختياري الطالبه المثالية بقسم التصميم في كلية الجبيل الجامعية.
أما التدريب الميداني فكان بشركة “أرامكو” في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وكانت فترة التدريب نقطة تحول في حياتي المهنية، حيث أتاحت لي الفرصة للإطلاع عن قرب على صناعة التصميم بمستوى الشركات العالمية، وبالتالي تقديم مستوى عالٍ لعملائي مستقبلاً.
*متى اتجهتِ للعمل الخاص وكيف كانت بدايتك فيه؟
– بعد التخرج التحقت ببرنامج مقدم من إثراء (كي ستون) بالشراكة مع جامعة هارفرد، لأساسيات تحويل الافكار إلى مشاريع وأسست مشروع “نبض” وهو مشروع فني تفاعلي مع الجمهور، بعدها أسست مبادرة “مشاريع المراكز الثقافية السعودية” وجميعها تحت مظلة “دار تصميم” الإبداعي في عام 2012م، بعدها بفترة تلقيتُ عرضاً وظيفياً من الهيئة الملكية بالجبيل للعمل كمهندسة بقسم الصيانة والتشغيل، وعملت لمدة ثلاث سنوات اكتسبت خلالها خبرة عملية عالية في المجال الهندسي، مع العمل بشكل جزئي في “تصميم”، ومع زيادة الطلب وحصولي على فرص كبيرة في الصناعة الإبداعية قررت أن استقيل من وظيفتي وافتتح مكتب “دار تصميم الإبداعي للمشاريع الهندسية وتصميم الهوية في العام 2015م.
*ما هي التحديات التي واجهتك في تأسيس عملك، وكيف تجاوزتيها؟
– أكبر تحدي هو أن يكون إيمانك بقدراتك وحلمك أكبر من إيمانك بنفسك في منطقة الراحة وهي الوظيفة، والإصرار بأن تتحمل قراراتك المترتبة على اختيار ريادة الأعمال، فهي عبارة عن رحلة تتطلب الصبر والإيمان للوصول إلى الهدف.
بالإضافة إلى وجود المنافس الأجنبي في السوق السعودي خاصة في مجال التصميم، مما دفعني دائماً إلى تعلم كل ما هو جديد من خلال حضور المعارض والدورات المختلفة في مجال التصميم في كل من فرنسا واسبانيا وبريطانيا بشكل دوري، وأهمها حضور معرض المهندسة الراحلة “زها حديد” في معهد العالم العربي بباريس.
*تمويل المشاريع الناشئة من أصعب خطوات التأسيس، هل استفدتِ من تمويل المؤسسات الرسمية في مشروعك؟
– صحيح رأس المال مهم في بداية أي مشروع، وأنا استفدت من تمويل صندوق الأمير سلطان لمشروعي في المرحلة الأولى حيث أن المشروع في بدايته يحتاج إلى سيولة مالية لتسريع نموه وتحقيق استدامته، بالإضافة إلى ذلك استفدت أيضاً من مدخراتي من وظيفتي السابقة.
*ما دلالة اختيار اسم “تصميم” لمشروعك، وما هي الخدمات التي تقدمينها؟
– اخترت اسم “تصميم”؛ لأن التصميم هو السر للنجاح في أي خطوة في الحياة، بالإضافة إلى المعنى الجمالي للتصميم، ” D for design D for determination”. أما عن خدمات المكتب فهي تتخصص في مرحلة التصميم الإبداعي بمعنى أي مشروع يود أن يقدم خدمة مميزة أو منتجاً مميزاً؛ نؤسس له المشروع من تصميم الشعار إلى التصميم الداخلي لخلق تجربة فريدة للعميل. ومؤخراً بدأنا في تنفيذ الأعمال مع شركائنا في التنفيذ من مصانع وشركات عالمية ومحلية.
*ما هي اللمسة الخاصة التي تميز تصاميمك؟
– نعكس الهوية العربية في تصاميمنا، لنعبّر عن هويتنا الإبداعية وبالأساس نصنع من الإبداع أو الفكر الجديد تجربة مميزة لمنتج العميل.
*ما الفرق بين تصميم الشعار والهوية بشكل عام؟
– الشعار قد يكون شكلا أو صورة بصرية فقط من غير رسالة، أما الهوية فهي الصورة الذهنية للعميل ولعلامتك التجارية وما يصاحبها من مشاعر وصور بصرية للمنتج.
*كيف تنظرين للفرص المتاحة لرواد الأعمال حالياً، وهل هناك ما يعيق نجاحهم؟
– الفرص دائماً موجودة ومتاحة؛ لكن تحتاج إلى الصبر والتفاؤل والعمل الجاد، ومن يعمل في مجال يوافق مهاراته يكون النجاح أسهل خاصة إذا كانت لديك خبرة مسبقة فيه، فهو يختصر عليك موارد بشرية ومصروفات عديدة.
وأهم عامل في نجاح المشروع بشكل أسرع، هو أن تكون لدى المؤسِس الخبرة والمعرفة في المجال بعكس أن يبدأ مشروعه في مجال بعيد عن خبرته و شغفه، بالإضافة إلى التخطيط الصحيح على مدى ثلاث إلى خمس سنوات مع تحديد أهداف واضحة للوصول إليها.
وبالنسبة لي كان من أهم وأول اهدافي أن نصل إلى اكثر من مليون ريال مبيعات سنوية، وتحقق ذلك بعد ثلاث سنوات من التأسيس ولله الحمد.
*كيف يتفادى المصممون الوقوع في التكرار والتقليد في أعمالهم؟
– المصمم الناجح هو الفنان الذي يقدم لك لوحة فنية لا يمكن أن ينسخ منها نسختين، لكل لوحة ألوان وخطوط مميزة يستحيل أن يكررها في أي لوحة أو عمل جديد.
هذا ما نقدمه في “تصميم” لكل عميل مشروع مميز يعبر عن الهوية الابداعية.
ويعود التميز لفريق عملنا أنه يأتي من خلفيات فنية مختلفة في مراحل التصميم، وأنصح المصممين بالابتعاد عن التشابه وألا تكون مرجعيته في التصميم الصور فقط، إذ لا بد يحتاج أن يرسم فكرة مبتكرة من خياله.
*أخيراً ما هي طموحاتك ومشاريعك المقبلة لتطوير وتوسيع عملك؟
– في البداية قدمنا خدمات التصميم الداخلي، ومع توسع العمل في تصميم الهوية البصرية أسست شركة للدعاية والإعلان، وفي العام 2015م أسست مشروع منتجات قرطاسية وأجندة “لدي حُلم” في قطاع التجزئة، حيث يتم بيع أكثر من 10 الف نسخة سنوياً من منتجاتنا في أكبر المكتبات، مثل: جرير وفيرجن ميجا ستور والمبيعات الجوية السعودية.
أما في مجال التقنية فقد صممنا في العام 2016م تطبيق “كتابي لك” وتم اطلاقه في العام 2018م وحاز على جوائز عالمية، ومن خلال خبرتنا نقدم خدمات تصميم المواقع والتطبيقات.
باختصار أطمح في أن تصبح “تصميم” مجموعة شركات تدعم الصناعة الإبداعية في المملكة بالتعاون مع الجهات الحكومية، وبالتالي توفير فرص وظيفية للمبدعين في وطننا ليعبروا عن هويتنا وثقافتنا.