هل أنت مضطر إلى الصدق مع جمهورك؟ وما هي أهمية المصداقية في التسويق؟ ثم أليس الهدف النهائي هو الربح، فما علينا إن كنا صادقين مع العملاء أم لا؟
الحق أن فهم كهذا يمكنه أن يأتي على بنيان الشركة من القواعد، وأن يلقي بها في مهاوي السحق، صحيح أن الهدف النهائي في التسويق ليس الربح فحسب وإنما استدامته أيضًا _هذا هو المدخل الأساسي للحديث عن المصداقية في التسويق_ فهذه الاستدامة لن تكون إلا من خلال المصداقية.
وثمة أمر آخر يجب أن ندركه عند الحديث عن المصداقية في التسويق وهو أن أحد الأهداف المحورية للمسوقين هي التأثير في العملاء _التسويق تأثير على أي حال_ أي التأثير في عواطف الناس ومشاعرهم، ومن ثم قراراتهم؛ فمن المعلوم أن الناس يختارون عاطفيًا ثم يبررون اختياراتهم منطقيًا وعقلانيًا.
هذا هو ما يجعل من المصداقية في التسويق أمرًا محوريًا؛ فهي الآلية الوحيدة تقريبًا _ويجب أن نحتاط هنا بعض الشيء من هذا التعميم_ التي يمكن من خلالها التأثير في العملاء عاطفيًا.
اقرأ أيضًا: 3 نصائح تساعد محترف المبيعات في إرضاء العملاء
الثقة والاستدامة
لو أننا عمدنا إلى البحث عن تعريف جامع مانع للتسويق فلن نجد أفضل من تعريف فيليب كوتلر؛ خبير التسويق الشهير، الذي يُعرّفه على أنه:
«بناء علاقة مربحة طويلة الأمد مع العملاء».
لكن ما السبيل إلى ذلك من دون الصدق؟ يمكنك أن تخدع العميل مرة أو مرتين سوى أن هذا لن يكون ممكنًا على الدوام، وسيكتشف أمرك ويغادرك دون رجعة، بل، وهذا هو الأسوأ، سيعمل ضدك ويكون معول هدم في الشركة برمتها.
إذًا لو كنت تفكر في استدامة الربح واستمرار الحصول على العملاء فلن يكون ذلك ممكنًا إلا عبر المصداقية في التسويق؛ فهي وحدها القادرة على تحقيق كل الأهداف التسويقية التي يمكن لأي مسوق مخضرم أن يسعى إليها.
اقرأ أيضًا: 3 عوامل سحرية لنجاح تسويق المحتوى عبر الإنترنت
بناء المصداقية في التسويق
الحق أنه لا يمكننا الحديث عن المصداقية في التسويق من دون طرح سؤال بـ «كيف؟»؛ إذ يمكنك أن تقنع بأهمية المصداقية في كل الجهود والاستراتيجيات التسويقية لكن هذا لا يعني أنك مدرك ماهية الطرق التي يمكن من خلالها بناء هذه المصداقية في التسويق.
لذا سوف يحاول «رواد الأعمال» بيان بعض الطرق التي يمكن أن تسهم في بناء وتعزيز الثقة والمصداقية في التسويق؛ وذلك على النحو التالي..
-
منتجات وخدمات عالية الجودة
لك أن تدرك أن الفعل، طالما أننا نتحدث عن بناء المصداقية في التسويق أو حتى عن بناء المصداقية بشكل عام، أهم وأجدى من الكلام، ومن ثم فإن العميل لا يعنيه ما تقوله عن نفسك، بل ما يجربه هو بنفسه.
وبالتالي فلا حديث عن بناء المصداقية في التسويق من دون وجود منتجات وخدمات عالية الجودة؛ فمن شأنها أن تعزز من ثقة العميل بك، وبهذا تكون عرفت أولى طرق بناء وتعزيز المصداقية في التسويق.
اقرأ أيضًا: التسويق العصبي.. فتح علمي أم معضلة أخلاقية؟
-
شهادات العملاء
هب أنك بالفعل تقدم منتجات عالية الجودة، وبشكل دائم، فمن المحتمل أن يشيد بك العملاء ويعبروا عن مدى سعادتهم بها، هذه الشهادات في حد ذاتها يمكن أن تساعدك في بناء الثقة وتعزيز المصداقية في التسويق.
ويمكن استخدامها كوسيلة لجذب عملاء جدد؛ إذ يمكنك القول: ها هي منتجاتي جيدة، وها هم العملاء الذين جربوها بالفعل أكدوا ذلك، فلماذا لا تجربها أنت أيضًا؟
وكما ترى فإن طريقة كهذه تساعدك في إصابة عصفورين بحجر واحد؛ تعزز من المصداقية في التسويق من جهة، وتمكنك من الاستحواذ على عملاء جدد وجذبهم من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: أخطاء التسويق وتأثيرها في قرارات الشركات
-
النزاهة والاتساق
لا تظن أن الناس غافلون عما تقول كمسوق، أو حتى عما تفعل، وليكن منك على بال _طالما أنك تسعى إلى بناء المصداقية في التسويق_ أن الناس يقيسون قولك بميزان أفعالك، ويحاولون إدراك مدى نزاهتك معهم، واتساقك مع ذاتك.
إذًا من المهم أن تكون لديك استراتيجية عامة تضبط إيقاع عملك، وحتى لو حِدت عن الطريق قليلًا يمكن لهذه الرؤية العامة أن تعيدك إلى الجادة الصحيحة مرة أخرى.
اقرأ أيضًا:
فريق التسويق الرقمي.. مهارة التحليل داخل الشركات
ما هو “Growth Marketing” وكيف يعمل؟