من العسير دخول عالم ريادة الأعمال بدون الإلمام بمصطلحاته التي، وعلى الرغم من حداثة الكلام عن الريادة ذاتها، أمست كثيرة ومتداخلة إلى حد الإرباك، ومن ثمّ باتت الإحاطة بهذه المفاهيم والمصطلحات مثل: المشروع الناشئ، ريادة الأعمال الاجتماعية، المسؤولية الاجتماعية للشركات، العمل الحر.. إلخ من الأهمية بمكان.
فهذه المفاهيم بمثابة الأدوات “المعرفية”، وهي إلى جانب الخبرات والمهارات المختلفة، أدوات رائد الأعمال وعُدته المفاهيمية والاصطلاحية.
هل من سبيل للتعريف؟
المشروع الناشئ مثله مثل بقية المفاهيم الحديثة الأخرى، مفهوم زئبقي، عسير التحديد؛ وذلك لأننا نتحدث هنا عن حقل حديث نسبيًا، وهو حقل ريادة الأعمال بشكل عام، وبالتالي فإن كل المفاهيم والمصطلحات المرتبطة به لم تجد مستقرها الأخير بعد، ولم يتوصل المختصون إلى تعريفات وتحديدات جامعة وشاملة لها.
بتلك المعطيات فلن يكون سهلًا تقديم تعريف للمشروع الناشئ، إلا أنه من الممكن القيام بهذا التحديد عبر الإشارة إلى أن هذه المشروعات الناشئة تتميز بقلة عدد العاملين فيها، ومحدودية مجالات عملها، بالإضافة إلى أنها تعمل، عادة، في مناطق جغرافية محددة.
ويمكن للمشروعات الناشئة أن تعمل في أي نوع من النشاط سواء كان فنيًا، أو زراعيًا، أو صناعيًا، أو تجاريًا.. إلخ، فكل هذه المجالات يمكن للمشروع الناشئ أن يتولى أحدها، وأن يقوم بعمله فيها.
خصائص وصفات المشروع الناشئ:
هناك الكثير من الصفات التي تميز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:
1- قلة عدد العاملين:
وذلك نظرًا لأن ميزانية هذه المشروعات الناشئة محدودة، ومن ثم ستكون غير قادرة على الاستعانة بأكبر عدد من الموظفين، ولكن، وعلى الناحية المقابلة، ستقوم بتوظيف الماهرين وذوي الخبرات الواسعة، والذين يمكنهم القيام بأكبر قدر من المهام وبأفضل جودة.
2- صِغَر رأس المال:
بطبيعة الحال سيكون رأس المال المستثمر في هذا النمط من المشروعات قليل؛ إذ أن طبيعة هذه الأنشطة لا تتطلب، خاصة في المراحل الأولى، أموالًا كثيرة، بالإضافة إلى أن هناك نسبة مخاطرة موجودة فيها، وهو الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى الإحجام عن وضع أموالهم أو استثمارها في هذه المشروعات.
3- محدودية النطاق الجغرافي:
لا يملك المشروع الناشئ، أيًا كان التخصص الذي يعمل فيه، الكثير من الفروع، ولا يوجد في كثير من المناطق الجغرافية؛ وذلك لأن رأسمال أصحابه محدود، ناهيك عن أن عدد موظفيه قليل.
ليست هذه وحدها هي خصائص المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بيد أن هذه هي أبرز مميزاتها وخصائصها، وربما تندرج الخصائص الأخرى _ التي لم يتم ذكرها هنا_ تحت الخصائص الثلاث سالفة الذكر.
عندما يخرج القطار عن القضبان
واستنادًا على الطرح السالف، يمكن القول إن المشروعات الناشئة لن تصل إلى أهدافها المنشودة، ولن تحقق نتائجها المرجوة إن هي أسرفت في الإنفاق، أو إن استعانت بالكثير من الموظفين.
وهي إن فعلت ذلك فسيكون هذا دليل على أن القائمين عليها لم يدركوا جوهرها وماهيتها، وهذا معناه أن قطار هذه المشروعات الصغيرة والمتوسطة قد خرج عن القضبان، ولن يصل إلى وجهته التي يريدها.
اقرأ أيضًا:
العروض المجمعة.. كيف تنهض بمشروعك الصغير؟