عند البحث عن أكثر أدوات الاستفهام استخدامًا، على الصعيد العملي أو الشخصي، سنجد بالضرورة أن الكل يتساءل كيف؟ سواء لمعرفة كيفية الوصول إلى النجاح، أو بلوغ الأهداف المنشودة، أو سؤال يتبادر إلى أذهانهم حتى عند الرغبة في معرفة الوصفة السرية لأكلة شهية.
الكل يتساءل كيف بالفعل، وهي الوسيلة المثالية بالنسبة للبعض من أجل معرفة الأسرار وحل الألغاز؛ من أجل إحكام قبضة يدهم عليها، والمضي قدمًا في الحياة مع المفتاح السحري الذي يمكنه فتح جميع الأبواب المغلقة.
الكل يتساءل كيف؟
لكن عند التعمق بشكل أكبر في طبيعة البحث –التي بالطبع تعود إلى صفة أساسية يتمتع بها رائد الأعمال الناجح وهي التعمق في التفاصيل– نعلم أن السؤال بـ “لماذا” هو ما يجب طرحه للوصول إلى الحلول، ومعرفة الأساس الفعلي للعقبات، التحديات، أو المشاكل التي قد تواجهك.
كيف يمكنك تحسين مهارات التنمية الشخصية؟
على سبيل المثال: الكل يتساءل كيف يمكن تحقيق ثروة طائلة في وقت قياسي؟ وفي الواقع فإن هذا السؤال وإن كان يبدو غريبًا إلا أنه منطقيًا للغاية، فليس هناك شخص على وجه الأرض يود أن يعيش في فقر مدقع سوى من يريد التمتع بحياة الزهد لأسباب شخصية، وحتى الزاهد في الحياة لا يريد أن يكون الأمر إجبارًا واضطراريًا؛ بل هو اختياره في تلك الحياة.
استكمالًا للمثال فإن الكل يتساءل: كيف يمكن أن يصبح مليونيرًا؟ وهو الأمر الذي يجعلنا بالضرورة نبحث عن المعطيات التي جعلت مثل هذه الفكرة تتبادر إلى ذهنه، هل استيقظ يومًا ووجد طموحه يتبدل من ليلة وضحاها؟ هل أصبح حلم الأمس وهم اليوم؟ بالطبع لا، فالأمر هنا يستدعي السؤال بـ “لماذا؟”؛ أي لماذا تريد أن تكون ثريًا أو ما الذي دفعك إلى هذه الفكرة بعينها دون غيرها.
البحث عن الأسباب
والإجابة عن هذا السؤال تعيدنا إلى الرد الفعلي على: لماذا الكل يتساءل كيف؟ فهناك من يريد أن يطور من حياته، وهناك من يريد أن يبني طموحًا جديدًا يعانق السحاب، وهناك من يريد الاستمتاع بالحياة، كل هذه الأمور وغيرها الكثير تستدعي تفكيرًا عميقًا في أهمية الشيء المرغوب فيه.
والمال وحده –كما أوضحنا في المثال– لا يمكن أن يكون غاية إلا في حالات قليلة، وبالتالي فإن الأمر الأصعب عندما نجد أن الكل يتساءل: كيف يمكنهم تحقيق النجاح؟ وهنا فإن الغاية كبيرة، وتتطلب الكثير من الوسائل بداية من المثابرة والإصرار والتمسك بالحلم، ودعمه الدائم بالشغف والحماس.
“التحسين الذاتي”.. خطوات أساسية لتطبيقه
صدقًا من منا لم يعشق مسلسل La casa de papel؛ لكن وجدت أن الهدف لم يكن المال وحده أبدًا؛ وإن كان الكل يتساءل كيف يمكنهم النجاة؟ كانوا على أهبة الاستعداد لخسارة حياتهم بحثًا عن الحرية، والحياة كما أرادوها، وتمجيدًا لكل ما يرونه صائبًا.
لعل مقولة كونفشيوس؛ الفيلسوف الصيني: “عندما يكون من الواضح أنه لا يمكن تحقيق الأهداف لا تقم بتعديلها، فقط اضبط خطوات العمل” وهنا يمكننا العودة إلى الأهمية الكبيرة عندما نجد أن الكل يتساءل كيف، بل لماذا أخفقت في تحقيق هدفك؟ وقد تجد الإجابة بمثابة مفاجأة سارة تعيدك إلى المسار الصحيح لضبط إيقاع العمل على حياتك.
تلك العوامل هي التي يمكنها تقديم مقترحات وأدلة ثابتة على الطموح الذي يتمتع به الفرد، وبالتالي مساندته في الرحلة التي يختار البدء فيها، مع الحذر الشديد.
10 أسباب تدفعك للانضمام إلى شركة ناشئة في عام 2021
مواجهة التشكيك
نعم إن الحذر يعتبر واجبًا ضروريًا عند التحدث عن الطموح والنجاح، فهناك من لا يسأل عن سبل الوصول، بل تجد نفسك في صدمة كبرى عندما تجد أن الكل يتساءل كيف ستصل مع إضافة علامة التعجب “!”، وهنا تلك هي اللحظة الحاسمة التي قد تدمر كل شيء.
إن التعجب من طموح شخص آخر هو أحد التحديات التي تقع أمام رواد الأعمال والأفراد بشكل عام، فالتشكيك أمر لا مفر منه، وإن كنت شددت على أهمية “كيف” و”لماذا” فإنني أعتقد أن الوقت حان في هذه اللحظة أن نتساءل بـ “هل”.
هل أنت على قدر كبير من المسؤولية تجاه ذاتك؟ هل سوف تستطيع الحفاظ على مثابرتك؟ هل تمكن التشكيك من قدراتك ومهاراتك؟ هل بدأت التفكير في تغيير المسار؟ وغيرها الملايين من الأسئلة التي يمكن أن نطرحها دون تردد.
في حالة التمتع بالشك كرفيق جديد في حياتك يمكنك التأكد من كلمات باولو كويلو؛ الروائي البرازيلي، “إن النجاة قد تأتي على هيئة حلمك، يمكنك الآن تذكر أحلامك وقاتل من أجلها.
يجب أن تعرف ما تريده من الحياة، هناك شيء واحد فقط يجعل حلمك مستحيلًا وهو الخوف من الفشل، أو بالعودة إلى La casa de papel، فالبروفيسور أكد أن الضعف ليس من الداخل أبدًا.
قوة الإيمان بالذات قد تصنع المعجزات؛ بل إن خبراء علم النفس يؤكدون أن تلك الثقة يمكنها أن تنتقل بسهولة إلى كل من أمامك، وإن كان الكل يتساءل: كيف يمكنهم الوصول إلى النجاح؟ فالرد بسيط جدًا عندما يكون: “انظر في المرآة واعرف من تراه على حقيقته”.
الحاجة إلى تطوير الذات في عالم العمل المتغير
لا تصدق نفسك، بل عزز من إيمانك بنفسك، وشتان بين المعنيين، وعندما تراك مرة جديدة أمام مرآة بالصدفة في شارع ما، أو أمام متجر كبير، فستجد أن الكل يتساءل: كيف بلغ حلمه؟ فالأحلام تستحق كل العناء.
وفي النهاية لا أريد أن يبدو الأمر كطابع فلسفي أو عاطفي؛ بل هي حقائق مطلقة، يمكنك أنت فقط البحث عن أحلامك، والمضي في سبيل تحقيقها، متسلحًا بمهاراتك والعمل على تنميتها باستمرار، فالكل يتساءل كيف والبعض يبحث عن الأسباب.
اقرأ أيضًا:
- الدورات التدريبية الافتراضية.. 6 مزايا أساسية
- التفكير الناقد.. ماهيته وكيفية تحسينه؟
- مهارة الإنصات.. أهميتها وكيفية تنميتها؟
- القراءة وتطوير الذات.. فوائد أساسية
- كيف تعمل بانسجام مع الشخصيات المهيمنة؟