دعا عبد الله الكبريش؛ مستشار الامتياز التجاري العضو المنتدب لشركة “فران واي”، الجهات المختصة إلى إصدار قرار سريع بتوفير التمويل لرأس المال العامل لدعم رواد الأعمال، خاصة الشركات حديثة التأسيس أو التي لا تملك تاريخًا ائتمانيًّا وعمليًّا يشفع لها؛ نظرًا لقصر عمرها التجاري.
وأشار إلى أن بعض الاستبيانات الميدانية بيّنت أن هناك 27% من أصحاب المطاعم أغلقوها لكثرة الخسائر خاصة مطاعم “الكاجول” والفخمة، بينما انخفضت مبيعات بقية المطاعم بنسبة تقارب 80%.
وأضاف أن أغلب رواد الأعمال يرى حتمية تحفيز القطاع بإيقاف بعض الرسوم الحكومية على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشيدًا بالقرارات والمبادرات الداعمة التي صدرت لدعم القطاع الخاص، خاصة مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتحمل الحكومة 60% من رواتب الموظفين السعوديين؛ ما يسهم في توفير السيولة المالية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأشاد “الكبريش” بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بتحمل جزء كبير من تكلفة رواتب الموظفين، موضحًا أنها تُعد مساندة حقيقية لإنقاذ المؤسسات التي بناها رواد الأعمال السعوديون من الانهيار تحت وطأة الظروف القاهرة، خاصة أن بند الرواتب يُعتبر ثاني أكبر بند في المصاريف.
وأضاف: من المعروف أن أفضل موسم للمطاعم كل عام هو الربع الأول، وحيث إنه شهد تفشي فيروس كورونا، والربع الثاني سيشمل شهر رمضان المبارك، فإن الخسائر متواصلة، مشيرًا إلى أن أفضل المتفائلين يرى أن الأزمة قد تنفرج ويحدث التعافي بعد ستة أشهر، وقد تمتد إلى ثمانية عشر شهرًا.
وأشار إلى أنه في ظل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم تحدث على مدى عقدين من هبوط أسعار البترول والطاقة وانهيار الأسهم، فنحن أمام وضع قد يكون الأسوأ على مدى قرن من الزمن، ونحن نعايش حالة رواد الأعمال، ونرى تخبط معظمهم، خاصة أن قطاع المطاعم لا يتحمل التوقف أو الخسائر أكثر من 27 يومًا بدون عمل أو تدفق نقدي.
وحذّر “الكبريش” من انهيار هذه المؤسسات؛ ما يعني تسريح الموظفين، خاصة السعوديين منهم والذي يقدر عددهم بنحو 59 ألف موظف في قطاع المطاعم، وكل شخص منهم يعول 3 أشخاص على الأقل، ما يعني تفاقم هذه المشكلة، وتحولها من مشكلة اقتصادية إلى مشكلة اجتماعية قد تدخلنا في نفق لا نستطيع الخروج منه قبل 24 شهرًا، وبالتالي يجب أن نبحث لها عن حلول احترازية سريعة وتخدم صغار المساهمين بشكل خاص.
وأضاف: نموذج العمل الآن تغير بفعل الظروف الطارئة، وبات يعتمد على التوصيل بالكامل، وأكثر الشركات اليوم، وفق تقرير مستقبل المطاعم الذي أصدرته شركة “منافع” بالتعاون مع “طريق الامتياز التجاري”، تعمل في الأساس على مستوى هوامش ربحية ضعيفة جدًا، فما بالك في ظل الأوضاع الراهنة والظروف الاقتصادية والجشع الكبير من شركات التوصيل في رسومها المبالغ فيها جدًا.
وقال: “اليوم وفي ظل اعتماد الشركات 100% على نظام التوصيل، عبر شركات متخصصة تحصل نسبة 20 – 25% من قيمة المبيعات، فبالتالي هي لا تخدم أصحاب المطاعم، بل تقضي عليهم، لكن هم مضطرون للعمل معها للحفاظ على قاعدة العملاء خاصة في عدم وجود حلول أخرى، مطالبًا المشرع بسن أنظمة تحدد رسومًا معقولة وتلزمهم، وأيضًا بتحويل مبالغ البيع في نفس الرسم أو على أقصى حد بعد أسبوع.
ولفت إلى ضرورة إعفاء شركات التوصيل بشكل مؤقت من التوطين الكامل حتى تزول الأزمة الحالية ولا تتضاعف الخسائر المالية على أصحاب العلاقة.
وطالب “الكبريش” رواد الأعمال بوقفة مع النفس في صراحة وموضوعية، موجهًا النصائح الآتية:
- لا تنتظر أحدًا فأنت ربان السفينة الأقدر على قيادتها إلى بر الأمان.
- عليك أخذ قرارات بحكمة وقرارات حاسمة وفق المعطيات التي بين يديك، وفي ضوء الواقع والمستجدات التي تعيشها.
- إذا كان نموذج العمل للمشروعك متذبذبًا قبل الأزمة وتفاقم مع الأزمة، عليك أخذ قرار عاجل بالتوقف قبل تفاقم الخسائر والغرق في الديون (وقف الخسارة تجارة).
- إذا كان نموذج العمل ناجحًا والمشروع فقط تأثر بالأزمة الحالية، عليك بالصمود والعمل بالنصائح، وتأكد من أنك فور انتهاء هذه الأزمة ستعود من جديد، وفي حالة حصولك على قروض، إن شاء الله ستفي بها من الأرباح.
- عليك بضبط التكاليف، وإلغاء كل المصاريف غير الضرورية، والبحث وتطبيق جميع قنوات البيع.
- الحرص على التوازن بين النمو وإدارة الكاش وإدارة الأعمال وإدارة التشغيل.
- فتح قنوات للحوار والتفاهم مع بعض الموظفين لحصولهم على إجازة دون راتب لحين انفراج الأزمة.
- الاهتمام بالتسويق لمنتجاتك، مع مراعاة تقنين المصروفات قدر الإمكان.
اقرأ أيضًا:
شيرين العبد الرحمن: خادم الحرمين الشريفين يبدد مخاوف الشركات الصغيرة والناشئة
علي معافا: الأمر الملكي بتحمل رواتب السعوديين أثلج صدورنا جميعًا
فاطمة العثمان: تحمل رواتب السعوديين يؤكد مساندة القيادة للقطاع الخاص