تقف خلف مسألة الفشل المتكرر للمشروع العديد من الأسباب والعوامل؛ فربما يكون الخلل كامنًا في أصل الفكرة ذاتها؛ إذ قد يختار رائد الأعمال فكرة لا تنطوي على الكثير من الفرص، أو لا تجد لها مكانة رائدة في السوق.
وقد يؤدي الخلل في التسويق إلى الفشل المتكرر للمشروع؛ فإذا كانت الفكرة جيدة وواعدة فقد لا ينجح المشروع إذا غاب عامل التسويق، وهو عامل مهم ولا يمكن إغفاله.
علاوة على ذلك من بين العوامل التي تؤدي إلى الفشل المتكرر للمشروع -أو التي قد تقود إليه- هو عدم القدرة على التطبيق الجيد للفكرة؛ فالفكرة الجيدة وحدها لا تضمن نجاح المشروع، وإنما لا بد من العمل على نقل هذه الفكرة إلى أرض الواقع بأفضل وأنسب الطرق الممكنة.
ما نبغي قوله هنا إن الفشل المتكرر للمشروع قد يكون نتيجة للعديد من العوامل -التي قد تكون مجتمعة أو لا- وما يهم هو القدرة على إدراك السبب الكامن وراء هذا الفشل، والحق أن هذه مسألة ليست من السهولة بمكان؛ إذ ستضطر إلى تجشم عناء الكثير من البحث والاختبارات كيما تتمكن، في نهاية المطاف، من تحديد ذاك السبب (أو الأسباب) الكامنة وراء الفشل المتكرر للمشروع.
اقرأ أيضًا: مخاوف بدء المشاريع في 2022
التعامل مع الفشل المتكرر للمشروع
ويرصد «رواد الأعمال» بعض العوامل أو الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع الفشل المتكرر للمشروع، وذلك على النحو التالي..
-
تحديد المشكلة
أول ما عليك فعله للتعامل بنجاح مع الفشل المتكرر للمشروع أن تعرف السبب الأساسي المؤدي إلى هذه المعضلة، وتلك مسألة -كما قلنا آنفًا- قد يستغرق منك سبرها كثير وقت وكبير جهد، وإنما لا بد في النهاية مما لا بد منه.
وحين تتمكن من معرفة مكمن الخلل وسببه الأساسي سيكون النهوض بكل الخطوات التالية أمرًا ميسورًا، أو ستكون، على الأقل، قد قطعت الشوط الأصعب في المسألة.
اقرأ أيضًا: ماذا يمثّل “حديث المصعد” لرائد الأعمال؟
-
تجنب النظر إلى الوراء
إذا أردت التغلب على الفشل المتكرر للمشروع فلزامًا عليك أن توجه أنظارك إلى المستقبل، فالاستغراق في الماضي لن يكون مجديًا ولا مفيدًا، وإنما يتوجب عليك التفكير فيما يمكنك فعله مستقبلًا.
فطالما أن المشروع قد فشل بالفعل، وأنك أدركت سبب الفشل/ فشله المتكرر، فلم يتبقَ سوى أن تنخرط في بحث العوامل والإجراءات التي تساعدك في النجاح مستقبلًا.
-
متى تتوقف؟
إذا اتفقنا على أن الفشل المتكرر للمشروع احتمال وارد، وإذا كان هذا المشروع، على سبيل المثال، لم يعد ينطوي على أي فرصة للنجاح، فإن الحل الأنسب هنا ألا تتمادى في الاستثمار فيه، كما أنه ليس منطقيًا أن تستنزف جهدًا ووقتًا ومالًا في مشروع لا يمكن أن يدر أي نجاح يُذكر. فالخطوة الأساسية هنا أن تبحث عن مجال آخر، فكرة أخرى، مشروع آخر.
اقرأ أيضًا: متى تطلق متجرك الإلكتروني؟
-
الاستعانة بالخبراء
من المنطقي أنك لست خبيرًا في كل شيء. وفي هذا العالم شديد التنافسية لن تنجح محاولة أن تصبح خبير تسويق، ومصمم ويب، ومُصنّعًا، ومديرًا، ومساعد مبيعات، ومحاسبًا.. إلخ؛ لذا عليك أن تعمد إلى تكوِين فريق من الخبراء لتحسين التنفيذ في المرة القادمة.
فإذا كان مشروعك -أو لنقل فكرتك- قد مُني بالفشل لأنك حاولت النهوض بكل شيء بمفردك فعليك أن تتعلم الدرس، ومن ثم تحاول الاستعانة بالخبراء والمؤهلين في بعض المجالات التي تشعر بأنه لا بد من تقديم دعم لك فيها.
اقرأ أيضًا: 3 أمور مهمة من “رواد الأعمال” لدعم مشروعك
-
لا تستسلم أبدًا
لا ينبغي أن يدفعك الفشل المتكرر للمشروع إلى ترك الميدان برمته، أو مغادرة الطاولة، فالحق أن أغلب المشروعات الريادية تعاني فشلًا ذريعًا في بداياتها، ومن ثم يجب أن تستمر في المحاولة إن كنت حقًا تريد أن تصنع فرقًا في هذا العالم، أو أن تلتحق بركب الناجحين.
إن ما نحاول التشديد عليه في هذا الصدد أن كل أسباب الفشل المتكرر للمشروع يمكن التغلب عليه، إلا الاستسلام، فلو رضحت أو استسلمت لن تقوم لفكرتك قائمة.
اقرأ أيضًا:
10 أخطاء محفوفة بالمخاطر ترتكبها الكثير من الشركات الناشئة
أنظمة الجودة بالمؤسسات وأهميتها في تحقيق التميُّز
تأسيس المشاريع الصغيرة.. الصعوبات والتحديات
ريادة الأعمال في المملكة 2021.. لماذا يجب أن تبدأ مشروعك الآن؟
تدريس ريادة الأعمال.. كيف تؤثر في تأسيس مشروعك؟