«العمري»: نعيش في عصر متسارع ومن استشرف المستقبل استطاع التأهب له
تتضارب الآراء وتتباين وجهات النظر فيما يتعلق بشكل العالم، ومستقبل العمل فيما بعد كورونا، فثمة من يرى أن العمل التقليدي ولى من غير رجعة، وأننا سائرون إلى كون مؤتمت، يصمت فيه الإنسان وتتحدث الآلة، وسيعتلي الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة سقف العالم، وهناك من يرى أن الأزمة الراهنة لا تعدو كونها زوبعة وتمر، وبعدها سيعود كل شيء إلى حاله.
وبين هذا وذاك، أجاب أسامة العمري؛ خبير التسويق وتطوير الأعمال، المدير التنفيذي لشركة “جليمر للتسويق والتدريب” بكندا، في حديثه لـ «رواد الأعمال»، عن سؤال حول مدى إمكانية تأثير العمل عن بُعد في مستقبل العمل وطبيعته، قائلًا: يحضرني لإجابة هذا السؤال كلمة رجل الأعمال والمليادر الأمريكى ريتشارد برانسون: «في يوم من الأيام، ستكون المكاتب شيئًا من الماضي».
وأضاف: هناك نظرية في علم سلوك المستهلك تقول: “عند قيام الإنسان بعادة لمدة 66 يومًا تتحول تلك العادة إلى نمط أساسي في سلوكه، ومع ما يفرضه وباء كورونا على العالم من العمل من المنزل طيلة هذه الفترة، هناك العديد من الأسئلة التي تُطرح، ومن بينها: هل سيكون من المهم وجود مكان للعمل في المستقبل؟ كيف ستكون طبيعة تعامل الموظفين ببعضهم البعض؟ كيف ستُقاس الإنتاجية؟ كيف سنطبق الهيكل الإداري في المنظمات بشكل رقمي؟
انحسار العمل التقليدي
وأوضح خبير التسويق وتطوير الأعمال أن نسبة العاملين عن بُعد ارتفعت عام 2020 بمعدل 140% عالميًا مقارنة بعام 2005 وفق إحصائية شركة “جلوبال وركيليس أناليتكس للأبحاث”، وبينما أفادت شركة تطوير نظم مؤتمرات الفيديو “أوللابس” بأن 16% من الشركات في العالم توظف حصريًا العاملين عن بُعد،فإن ذلك لا يعنى انتهاء العمل التقليدي ولكن انحساره بشكل كبير تدريجيًا فيما بعد الكورونا.
وذهب إلى أن الكثير من الشركات والمنظمات ستتجه إلى تخفيض التكاليف؛ من خلال إرساء وتقنين أنظمة العمل عن بُعد؛ حيث ستوفر الشركات من تكاليفها الفعلية (الإيجارات، المكاتب، الانتقالات، الوقود، الطاقة… إلخ).
نظم الإدارة عن بُعد
وتوقع “العمري” أن تفتح مرحلة ما بعد كورونا الباب لإبداع نظم إدارة أون لاين، تعتمد على إنتاجية الموظف لا مواعيد حضوره وانصرافه؛ بحيث يدير الموظفون أوقاتهم ذاتيًا بدلًا من الاعتماد على نظم وآليات تراقب أوقات عملهم.
واستطرد: وسيتم ربط الهيكل الإداري من خلال مستويات من الصلاحية والمتابعة وفق التنظيم الرقمي للمنظمة، قائلًا: “إننا نعيش في عالم متسارع؛ لذلك فمن استشرف المستقبل استطاع أن يتحضر له”.
اقرأ أيضًا:
كورونا والعاملون عن بعد.. طرق التغلب على العقبات
إدارة العمل عن بعد.. الشركات الافتراضية كنمط جديد
فريق العمل الحكيم.. رؤى متنوعة وقرارات صائبة