كيت إريكسون
أصبح رواد الأعمال في الآونة الأخيرة، في مختلف المجالات، وفي شتى أنحاء العالم، يدركون أن تشييد علاقة تواصل قوية مع جمهورهم أمر لا غنًى عنه، فكيف إذًا تبني علاقة تواصل قوية مع جمهورك عبر الإنترنت، سواء عبر موقعك الإلكتروني، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة؟
هل سألت نفسك يومًا، كيف تجعل جمهورك يشعر وكأنه يعرفك، ويحبك، ويثق فيك، حتى يتواصل معك دومًا للحصول على مساعدتك، ومواردك، ودعمك؟
إليك أهم ٥ طرق تتيح لك إنشاء اتصال قوي مع جمهورك عبر الإنترنت:
- عرف جمهورك بنفسك (صورة حسابك الشخصي)
إن لم تكن قد عرَّفت جمهورك بشخصيتك من خلال صورة حسابك الشخصي -بالطبع لا ينبغي أن تكون صورتك الشخصية، وإنما يكفي أن تكون صورة رمزية لحسابك- فيجب عليك بدايةً تعريفهم بصورة ملفك الشخصي؛ لأنك بذلك ترسم لهم فكرة عن نفسك؛ وبالتالي معرفة ما يريدونه ويحتاجون إليه في قرارة أنفسهم، فضلًا عن أنك ستوفر عناء إهدار الوقت، واختزال جزء كبير من جهدك عند اتخاذك قرارات كبيرة حول المحتوى الذي تنشره، وكيفية تنفيذه.
لا ينبغي عليك أن تكون الشخص الذي يتخذ القرارات، فيمكنك استخدام وسيط، أو كما يُطلق عليه اليوم “admins”؛ لمشاركة محتواك، وطوله، والشكل الذي ترغب أن يكون عليه … إلخ، كما يجب أن تكون صورة ملفك الشخصي نابعة من قراراتك، فبمجرد أن يكون لديك فكرة قوية عن هوية جمهورك، وما يريدونه، حينها يمكنك طرح تساؤلاتك عليهم.
لا تُكثر من استخدام “مشغلات الوسائط”؛ لأنها غالبًا ما تتغير وتتطور كل فترة، بل تأكد من أنك لا تستغرق وقتًا للتواصل مع منْ يشاركونك محتواك ويتابعونه، وأنك تتواصل بصورة مبكرة جدًا؛ فذلك يساعدك على إظهار صورتك الحقيقية.
وبمجرد معرفتك ما يريدونه، تواصل معهم بصورة سهلة؛ فسوف تساعدك قدرتك على التحدث بلغتهم، على بناء اتصال أقوى وبشكل أسرع؛ فلا تتردد في إجراء مكالمة هاتفية معهم لمدة ٥ – ١٠ دقائق؛ لتستوعب كافة النقاط التي يعانون منها، والرد عليها.
- كن متناسقًا ومرتبًا
لعلك سمعت من قبل عن العوامل الثلاثة التي تمثل القاعدة الثابتة لبناء الشخصية: “اعرَف، مَثِّل، وَثِّق”، فأنت تسعى لإعلام جمهورك بهذه الأشياء عنك؛ فعندما يعرفك، ويحبك، ويثق بك، لن يصبح من معجبيك فقط، بل سيجعلك تستقطب عملاء منافسيك الذين لم يسبق لهم معرفتك، ولم يسبق لك معرفتهم.
إنَّ كونك متناسقًا ومرتبًا، هو ما يحدد كيفية كسب المعرفة؛ مثل ثقتك أمام جمهورك، وتذكَّر أن الناس يألفون الأمور الروتينية، فإذا ما جعلت نفسك جزءًا من روتينهم، فلن يفكروا مرتين في المكان الذي سيذهبون إليه؛ للحصول على المساعدة.
- كن متميزًا
التفرد هو ما يميزك عن الآخرين في مجال عملك أو مكانتك، فبدونه تتعثر خطاك وتضل طريقك وسط منافسيك.
إذًا، ما الذي يمكنك إضافته على موقعك الإلكتروني، ومدونتك، وبثك المباشر، ومنتجاتك، وخدماتك التي تختلف عن أي شيء آخر شاهدته؟
الإجابة ببساطة: أن تقتنع أولًا بأنك متميز، وتُحسن توصيل محتواك إلى الجمهور، أو تدفعهم إلى الاستماع إلى بثك المباشر؟
عندما أُطلق برنامج “رواد أعمال على النار” لأول مرة، كان محتواه فريدًا؛ لذا تم بث حلقة يوميًا؛ أي ٧ حلقات أسبوعيًا، فلم يفعل ذلك أي شخص آخر، فكانت خطوة فريدة لبناء اتصال مع رواد الأعمال.
عليك إذًا تخصيص وقت محدد لتحفيز أفكارك حول ما يمكنك من خلاله تقديم شيء فريد؛ حتى تدفع جمهورك للعودة إليك مجددًا.
- وفر المحتوى القيم
يبدأ الأمر بموقعك الإلكتروني، والمحتوى الذي تقدمه، ثم يتوسع ليستحوذ على كافة منتجاتك، وخدماتك.
فعادًة ما يرغب متصفحو الإنترنت في المتابعة والتفاعل مع من يتم تزويديهم بمحتوى، وموارد، ومعلومات قيّمة.
لكن ما هو المحتوى القيّم؟
اعرف جمهورك جيدًا، واحرص دومًا على وضع نقاط معاناتهم وكفاحهم في الاعتبار (راجع النقطة ١)، وتعلم كيف توجههم لسد الفجوة بين مكانتهم الآن، والمكانة التي يريدون بلوغها، فإذا كان بإمكانك توفير محتوى قيّم لجمهورك، وبدء محادثة عبر هذا المحتوى؛ فهذا يعني أن لديك بالفعل أساسًا ثابتًا للتواصل الدائم والمستمر في مجالك.
- كٌن جديرًا بثقة جمهورك
متابعوك هم سبب نجاحٌك؛ لذا ما أنشأته ليس لك، بل بهم ولهم في الوقت ذاته؛ لذلك عليك أن تٌقدم لجمهورك ما وعدت بتقديمه، وأن تستمع إليهم وتناقشهم: بسؤالك إياهم:
- ما الذي يعجبكم في محتواي؟
- ما الذي تسمعونه مرارًا وتكرارًا؟
- ھل ھﻧﺎك ﻣواﺿﯾﻊ محددة، أو ﻣﺟﺎﻻت ﯾﻣﮐﻧكم تقديم المساعدة فيها؟
عند استماعك إلى جمهورك، وردهم على تساؤلاتك، دعهم يعلمون أنك تهتم بهم، وأنك حقًا تستمع لمطالبهم.
إن سرعة استجابتك وتلبيتك لمطالب متابعيك، وإبلاغهم على الفور بتلبية احتياجاتهم، هي الطريقة الأفضل لكسب ثقتهم وولائهم. فعندما يعلم جمهورك أنك تلبي احتياجاتهم، فلن يكون لديهم سبب للبحث عن غيرك يلجؤون إليه.