تحقيق التوازن خلال الأزمات يتطلب جهدًا مكثفًا وكبيرًا، خاصة وأن الأزمات متراكبة، ومتكررة أيضًا، فما لهذا الزمن من صفة أميز من كونه عصر انعدام الأمن، وغياب اليقين، عصر التقلبات السريعة، والأحداث المفاجئة.
لذا فلو لم يتمكن الأمر من تحقيق التوازن خلال الأزمات فسيقضي حياته كلها، غارقًا في بحار الهم والقلق. لكن من المهم أن تتعامل مع هذه المدلهمات والفجائع _ الفردية أو الجماعية _ التي قد تتعرض لها على أنها أمر واقع، ولا يد لك في تغييرها _ عادة لا قدرة للمرء على تغيير أي شيء _ وإنما كل ما بيدك هو تغيير طريقك تعاطيك معها ونظرك إليها.
ولو أنك أفلحت في تغيير منظورك لهذه الأمور الكارثية والأزمات التي قد تعترض طريقك من آن لآخر فستكون قد قطعت بالفعل نصف الطريق نحو تحقيق التوازن.
والمهم أن تعرف أيضًا متى تحاول تغيير وقائع هذه الأزمة أو تلك _ إن تمكنت من ذلك _ ومتى يجب عليك الكف عن المحاولة، وتوجيه اهتمامك وتركيزك على التأقلم معها، ومحاولة تجنيدها لصالحك، إن استطعت إلى ذلك سبيلًا.
اقرأ أيضًا: الكل يتساءل كيف؟ المغزى من معرفة سبل النجاح
تحقيق التوازن خلال الأزمات
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الطرق والخطوات التي قد تكون مفيدة في تحقيق التوازن خلال الأزمات، وذلك على النحو التالي..
-
تقبل الأمر الواقع
أول ما يتوجب على المرء فعله – إن هو أراد حقًا تحقيق التوازن خلال الأزمات _ أن يكف عن الشكوى والامتعاض، لا جدوى من ذلك الآن، فقد وقعت الكارثة وانتهى الأمر.
وعلى الصعيد ذاته، من المهم وضع الأمور في نصابها الصحيح، فلا تجعل خوفك من الأمر/ الأزمة الطارئة الجديدة تجعلك تهول منها، ومن آثارها، كما لا يجب، على الجهة المقابلة، أن تهون منها، أو أن تستسخر منها، فقط تعامل مع الأمور كما هي، كما هي معطاة سلفًا.
اقرأ أيضًا: الدورات التدريبية الافتراضية.. 6 مزايا أساسية
-
إعادة ترتيب الأولويات
طالما أن الكارثة وقعت، وأنك قد تقبلت الأمر كما هو، وعرفت حدوده وآثاره، فلزامًا عليك، سعيًا منك إلى إدراك أو تحقيق التوازن خلال الأزمات، أن تعيد ترتيب أولوياتك من جديد.
فخططك، وأولوياتك السابقة، ما عادت مجدية في هذا الوقت؛ فقد قلبت الأزمات الأمور رأسًا على عقب، وبالتالي فإن واجبك، كشخص عاقل حكيم يتعامل مع الظروف بحنكة وروية، أن تهرع إلى العمل على إعادة ترتيب أولوياتك من جديد.
كيما تتمكن من معرفة ما يتوجب عليك فعله الآن، وما يمكنك إرجائه حتى حين؛ فمن نافل القول إن التعامل السريع مع الأزمات يحجّمها، ويحد من غلوائها، ويقلص خسائرها، وهو ما يتوجب عليك فعله؛ حتى تحقق التوازن خلال الأزمات الذي نصبو جميعًا إليه.
اقرأ أيضًا: التفكير الناقد.. ماهيته وكيفية تحسينه؟
-
التركيز والمضي قُدمًا
ولئن قمت برتيب أولوياتك، ومعرفة العاجل وما يمكن تأجيله، فإن الخطوة الحالية التي يجب عليك اتخاذها أملًا في تحقيق التوازن خلال الأزمات، أن تركز على أهم مهماتك، وأكثر راهنية.
فمن شأن هذا التركيز أن يضعك على المسار الصحيح بشكل عاجل، وأن يضمن لك الحد من آثار الكارثة، ومنع تفاقم تبعاتها. ولعله معلوم لديك أن السرعة في التعامل مع فجائع الأمور ومدلهماتها أمر محتم؛ فلا يجمل بك أن تجلس متفرجًا بينما كل شيء ينهار من حولك.
ولا أن تنتظر حتى يقع في روعك أن هذا هو الوقت المناسب للعمل والتعاطي مع الأزمة، بل الواجب هنا _ وتلك واحدة من أعقد الطرق الموصلة إلى تحقيق التوازن خلال الأزمات وأصعبها _ أن تجمع بين متناقضين التروي في التفكير والسرعة في الأداء.
اقرأ أيضًا: مهارة الإنصات.. أهميتها وكيفية تنميتها؟
-
لا تستهلك نفسك
كن حكيمًا في التعاطي مع الكوراث، ولا تصرف كل طاقتك ومجهودك في التعامل مع متغير من المتغيرات الطارئة على حياتك، وإنما يجب أن تفكر بحكمة، وأن تعمل بذكاء.
فالعجلة، والقفز في أكثر من مكان، والعمل على أكثر من صعيد لن يجدي نفعًا، ولن تجني منه، في نهاية المطاف، سوى الكد والتعب.
والأنكى من هذا أنك ستصبح بعد الخروج من هذه المحنة منهكًا عليلًا، وهذا ما لا يتمناه أحد؛ فلزامًا عليك أن تحافظ على صحتك النفسية والجسدية؛ كيما تكون قادرًا على التعامل مع الأمور التي قد تطرأ علي حياتك فيما بعد، وكي تكون قادرًا على تحقيق التوازن خلال الأزمات المختلفة التي قد تواجهك في المستقبل.
اقرأ أيضًا:
- القراءة وتطوير الذات.. فوائد أساسية
- كيف تعمل بانسجام مع الشخصيات المهيمنة؟
- كيف يمكنك تحسين مهارات التنمية الشخصية؟
- كيف تكون مدونًا ناجحًا؟
- “التحسين الذاتي”.. خطوات أساسية لتطبيقه