يُعتبر أسلوب تقليل ساعات العمل من بين الأساليب التي تطبقها بعض الدول حول العالم؛ لتخفيف العبء عن موظفيها والعاملين بها، معتمدين على نظرية أن تقليل فترة العمل يُعطي دافعًا للموظف بأن يُقدم الأفضل.
وتتبع بعض الدول أسلوب تقليل ساعات العمل بشكل مؤقت في بعض الظروف التي من الممكن أن تكون طارئة أو مترتبة على أعياد ومناسبات معينة.
ولا يخلو أسلوب عمل من السلبيات والإيجابيات، فسنجد أن تقليل فترة العمل هو سلاح ذو حدين؛ لذلك يجب تطبيق الأمر بمعايير محددة تُحقق إيجابيات وتقلل من الجانب السلبي.
ويرصد “رواد الأعمال” أبرز إيجابيات وسلبيات تطبيق نظام تقليل ساعات العمل في المؤسسات والشركات المختلفة، وكيف يُمكن تفادي السلبيات.
إيجابيات تقليل الساعات في العمل
تتعدد إيجابيات تقليل الساعات في العمل، وعلى الأرجح ستنعكس بشكل أكبر على الموظف نفسه بنسبة أكبر من المؤسسة أو الشركة.
اقرأ أيضًا.. في خطوات.. إليك طريق السعادة في العمل
تقليل الضغط
يرى البعض أن العمل على مدار 8 ساعات متواصلة في اليوم هو أمر مُرهق للغاية، خاصة في بعض الوظائف التي لا تحتاج لهذه الفترة لإنهاء العمل؛ حيث أشارت دراسات عدة إلى أن الأشخاص الذين يعملون لساعات أقل يشعرون برضا أكبر عن حياتهم.
ومن بين تلك الدراسات، دراسة أجراها باحثون ألمان؛ والتي استهدفت عددًا من النساء العاملات؛ حيث توصلت نتائجها إلى أن ساعات العمل التي تجعل اليوم مثاليًا تبلغ 36 دقيقة فقط في اليوم فيما بلغت دقائق الانتقال من وإلى العمل 33 دقيقة فقط، فيما حصل تناول الطعام في اليوم على 75 دقيقة، وتربية الأبناء 46 دقيقة.
واستنتج الباحثون من هذه الدراسة أن خفض ساعات العمل سيؤدي إلى ارتفاع معدلات السعادة؛ لذلك فإن تقليل ساعات العمل من 8 إلى 6 ساعات يقلل الضغط الذي يعاني منه البعض، خاصة المرأة العاملة التي تكون في حاجة إلى الموازنة بين عملها وأسرتها.
تقليل معدلات البطالة
في حالة تطبيق بعض المؤسسات لنظام تقليل الساعات سيكون هناك _بدون شك_ وظائف متاحة أمام الآخرين، وأوضح باحثون في منظمة العمل الدولية أن تقسيم مهام موظف واحد بين عدد من الموظفين ساعد كثيرًا في تخفيف آثار الركود الاقتصادي في الفترة بين عامي 2008 و2009.
زيادة الإنتاجية
وفي حالة شعور العاملين بالراحة والسعادة عقب تقليل ساعات العمل سوف ينعكس هذا الأمر بالإيجاب على الإنتاجية؛ حيث شعور الموظفين بالرضا عن عملهم يحفزهم على تقديم المزيد والأفضل.
اقرأ أيضًا.. كيف تنجح عندما تغير وظيفتك؟
سلبيات تقليل الساعات في العمل
الأنظمة كافة عند تطبيقها تحتاج إلى وضع آلية دقيقة للتنفيذ بما يُمكن الشركة أو المؤسسة من إنجاح هذه الأنظمة دون خسائر؛ حيث يتوقف نجاح أو فشل نظام على طريقة التنفيذ واستغلال الموارد المتوفرة بالشكل الأمثل.
العبء المالي
وكما ذكرنا سابقًا فهذا النظام سلاح ذو حدين، فهو في الوقت الذي سيقلل فيه نسبة البطالة سوف تتحمل المؤسسة عبئًا ماليًا جديدًا في حالة توظيف عاملين آخرين لسد فجوة تقليل الساعات؛ لذلك يجب على المؤسسة التخطيط بشكل جيد، والموازنة بين تقليل الساعات وعدم تكبدها خسائر كبيرة في حالة الحصول على موظفين إضافيين؛ من خلال استراتيجية معينة تتناسب مع إمكانياتها ماليًا.
عبء زائد على الموظف
قد لا يدرك البعض عند مطالبتهم بتخفيض ساعات العمل بأن عليهم أداء نفس المهام المطلوبة منهم؛ إذ ستجد نفسك مطالبًا بإنجاز مهام 8 ساعات في 6 ساعات فقط.
ومنح العاملين وقتًا أقل لإنجاز نفس المهام المطلوبة يُزيد من الضغط النفسي عليهم؛ لذلك لا بد قبل تطبيق النظام مراعاة توافق المهام المطلوبة مع ساعات العمل.
تقليل الأجور
في بعض الحالات قد تتجه المؤسسات إلى تقليل الأجور بما يتماشى مع تقليل ساعات العمل، في هذه الحالة سيشعر البعض من الموظفين بالغضب وعدم الرضا؛ لذلك يجب وضع استثناء أو قاعدة معينة تنص على أن ساعات العمل الإضافية عن الـ 6 ساعات ستكون مدفوعة الأجر؛ وهو ما يتيح الفرصة أمام الراغبين في الحصول على الأجر المرتفع مقابل زيادة عدد الساعات.
اقرأ أيضًا.. المنظمة الشجاعة والسلامة النفسية للموظفين