تسير النهضة الاقتصادية الكبيرة في المملكة بخطي متسارعة نحو بلوغ الأهداف، بعد أن شملت جميع المجالات الاقتصادية، وفقًا لتخطيط اقتصادي سليم مرتكز على المعطيات العلمية، والشاهد أن جميع أوجه النشاطات الاقتصادية تسودها ثورة في الأفكار والرؤى، بما في ذلك الأنشطة المساعدة للقطاعات الاقتصادية وأهمها على الإطلاق مجال التسويق.
والتسويق مجموعة من الأنشطة والأعمال المتكاملة التي تقوم بها إدارات متخصصة في المؤسسات والشركات؛ بهدف توفير السلعة أو الخدمة أو الفكرة للمستهلك الحالي والمرتقب بالكمية والمواصفات والجودة المناسبة والمطلوبة وفي المكان والزمان المناسبين، وبما يتماشى مع ذوقه بأقل التكاليف، وبطرق ميسرة؛ أي الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها النشاطات الاقتصادية في كل مجالات الحياة.
إنَّ التسويق من وظائف الإدارة الهامة؛ لدوره الكبير في العمليات والسياسات والخطط والبرامج التي تضعها الشركات والمؤسسات لتحقيق أهدافها، ويرتبط مباشرة برغبات المستهلك الآنية والمستقبلية، فكلما نجح المسوق في إقناع المستهلك بالحصول على المنتج، نمت الشركة وتطورت؛ وبالتالي نما الاقتصاد الكلي.
لقد اعتمد التسويق في المملكة لفترة طويلة على خبرات وافدة، مع الشباب السعودي الذين قدموا مبادرات وأفكار طورت من أساليب التسويق في مراحله المختلفة بعد حدوث تغيرات بيئية واقتصادية في شكل الاقتصاد السعودي العام والاعتماد على تنويع مصادر الدخل؛ بالتركيز على المصادر غير النفطية.
وقد قدم المسوق السعودي نفسه بطريقة مميزة، واهتم بالجوانب العلمية والعملية؛ من خلال دراسة المستهلك وطلباته، ثم التخطيط لإنتاج السلعة، بما يتوافق مع هذه الطلبات، وتحديد سعرها المناسب، وترويجها، وتوزيعها، وإيصالها إليه بطرق مبتكرة، تشبع رغباته وتخلق مركزًا تنافسيًا للشركة في السوق، يساعدها على تحقيق أرباح مناسبة.
ولم يكتفِ المسوق السعودي بطرق التسويق التقليدية التي لم تعد تصلح كآلية لتوزيع الإنتاج وتحقيق الأرباح- فضلًا عن المنافسة والبقاء في السوق- بل انتقل إلى الأساليب الحديثة، بما في ذلك التسويق الإلكتروني الذي يتجاوز قيود المكان والزمان؛ ما ييسر وصول السلع إلى المستهلكين.
ويبشر مستقبل قطاع التسويق في المملكة، بتقديم نشاط تسويقي حديث، يهدف إلى إقامة علاقة دائمة ومريحة بين طرفي التبادل التسويقي عبر علاقة مستمرة ومريحة مع المستهلكين وعدة أطراف أخرى، مع الحفاظ عليها وتدعيمها بشكل يحقق أهداف كل الأطراف، يوازي ذلك ويدعمه تفاعل وإصرار الشباب السعودي على مواصلة رحلة التطوير والتميز والابتكار في دولة تتوفر فيها كل مقومات الاستثمار، ومحفزات الإبداع والابتكار، على أن ينخرط الشباب السعودي في مجال التسويق بعد الاهتمام بالتحصيل العلمي والعملي؛ لأن التسويق يمثل حجر الزاوية في نجاح أي نشاط اقتصادي.