تأتي أهمية التدريب في الفرنشايز من حقيقة جد واضحة وبسيطة وهي أن منح حقوق الامتياز لشخص غير مؤهل مخاطرة كبيرة؛ فإذا كان الممنوح غير مؤهل للسير على نفس نهج العلامة التجارية الأصلية التي حصل على حقوق امتيازها، فما من شك أن العواقب ستكون وخيمة على الجميع، خاصة على العلامة الأصلية.
علاوة على أن التدريب في الفرنشايز مسألة مهمة لكلا الطرفين، المانح والممنوح على حد سواء؛ فحين يذهب الممنوح المحتمل إلى البحث عن حقوق امتياز علامة تجارية ما فإن التدريب واحد من أهم المعايير التي يُقيّم على أساسها.
أما فيما يخص المانح، وإن كان التدريب في الفرنشايز مهمة/ مسؤولية بالنسبة له، فإنه لا يسعه أن يتخلف عن أدائها والنهوض بها، اللهم إلا إذا كان يريد أن يلقي بنجاح علامته التجارية في فوهة العدم!!
اقرأ أيضًا: الفرنشايز الأخضر.. نهج استباقي لإنقاذ الكوكب
أهمية التدريب في الفرنشايز
وإن كان ما فات قد يندرج، من دون شك، تحت العنوان الكبير “أهمية التدريب في الفرنشايز”، إلا أن ثمة نقطة أخرى يتعين علينا أن نشير إليها في «رواد الأعمال» على نحو مستقل؛ نظرًا لما تنطوي عليه من أهمية، وهي تلك المتعلقة بتحقيق نوع من التناسق بين العلامة الأصلية وبين عمل الممنوح الجديد، خاصة إذا فهمنا أن أهداف أي نظام امتياز كبير تتمثل في تحقيق تكرار متسق ومستدام لوعد علامته التجارية للمستهلكين، وأن يكون نظام الامتياز ناجحًا من الناحية المالية على كل المستويات.
وكل ذلك لا سبيل إلى تحقيقه إلا من خلال التدريب في الفرنشايز؛ تلك الخطوة التأسيسية، والتي عادة ما يُنص على تفاصيلها في اتفاقية الامتياز.
اقرأ أيضًا: لمانحي الفرنشايز.. كيف تحفز عائلتك للانضمام إلى مشروعك؟
متى يسقط التدريب؟
طالما أننا نتحدث عن التدريب في الفرنشايز فلا مندوحة عن هذا التدريب أبدًا، وهو لا يسقط أبدًا.
وقد يظن البعض أن التدريب في الفرنشايز مقتصر فقط على أولئك الذين ليس لهم سابق عهد ولا تجربة في المجال، أما من حقق أو حصّل نوعًا من الخبرة أو التجربة فلا حاجة له بالتدريب.
غير أن هذا محض خطأ؛ فأولًا من المفروغ منه أن التدريب في الفرنشايز محتم بالنسبة لأولئك الذين لا يمتلكون أي خبرة في المجال.
وثانيًا، وهذا ما نبغي التشديد عليه، لا بد أيضًا لصاحب الخبرة _طالما هو راغب في الحصول على حقوق امتياز علامة تجارية جديدة_ من التدريب في الفرنشايز؛ فحتى لو حقق نوعًا من الخبرة في المجال ذاته (على افتراض هذا مثلًا) فلكل علامة تجارية ثقافتها الخاصة، وطريقة عملها، وشخصيتها التجارية.. إلخ.
ومن ثم لا بد من أن يخضع هذا الممنوح المحتمل صاحب الخبرة السابقة إلى برنامج التدريب في الفرنشايز الذي يرتضيه المانح ويرى أنه لا مندوحة عنه ولا مناص منه.
اقرأ أيضًا: طريق الامتياز التجاري.. الأقل في التكلفة والأسرع نموًا
مكونات برنامج التدريب
لا شك أن مكونات برنامج التدريب في الفرنشايز ستظل خلافية دائمًا؛ ذلك لأنه من المحال أن نصل إلى صيغة واحدة يجمع عليها شتى المانحون ويرونها مناسبة، فكل مانح من المانحين يرى أفضلية بعض الأمور على بعض، غير أنه من الممكن القول إن المجالات الرئيسية التي يجب أن يتم تناولها كجزء من برنامج التدريب الأولي هي:
معايير وإجراءات التشغيل، تعيين الموظفين والاحتفاظ بهم وإدارتهم، تدريب العاملين، التسويق والإعلان والعلاقات العامة، الإدارة المالية، إدارة أعمال، أنظمة نقاط البيع، الموردون المعتمدون.
ولا شك أن كل مكون من هذه المكونات ينطوي على قدر كبير من الأهمية، إلا أنه وحده ليس كافيًا ولا يغني عن غيره، ومن ثم فمن الواجب على الممنوح إتقان _بأكبر قدر ممكن_ كل هذه المكونات معًا خلال رحلته في التعلم عبر برنامج التدريب في الفرنشايز ذاك.
علاوة على أن استيعاب الممنوح لهذه المعرفة ليس أكثر من فرع عن فهم وإلمام المانح، أو من ينوب عنه، لهذه المكونات ومعرفته بها.
لذلك؛ كان التدريب في الفرنشايز، بشكل مبدئي علاوة على من سيتولى أمر هذا التدريب، أحد المعايير التي يطيل الممنوح المحتمل التأمل فيها، ويوليها قدرًا لا بأس به من التفكير، قبل أن يحزم أمره ويتخذ قراره بالحصول على حقوق امتياز هذه العلامة التجارية أو تلك.
اقرأ أيضًا:
الأسئلة الشائعة عن الفرنشايز.. بوابتك إلى عالم النجاح
الفرنشايز في المملكة.. رؤية وريادة وطموح
اختيار موقع مشروع الفرنشايز.. خطوات وإرشادات