الاستمتاع بالوقت غاية في حد ذاته لكنه مطية إلى غيره في الوقت نفسه، بمعنى أنه من الممكن، بل من الواجب، أن تسعى إلى تحقيق أكبر متعة بأوقاتك بشكل عام، وتكون هذه المتعة هي الهدف والغاية.
لكن من الممكن في ذات الوقت أن تعمد إلى الحصول على هذه المتعة؛ من أجل تحقيق ما هو أبعد منها، كأن يكون استمتاعك بوقت العمل وسيلة للإبداع فيه، أو آلية من آليات رفع الإنتاجية وتحقيق الرضا الوظيفي.
والحق أن الاستمتاع بالوقت سهل وعسر وفي ذات الآن؛ فليست معضلة أن تركن إلى نفسك في ساعة من ليل أو نهار، وتكرسها كاملة للمتعة والترويح عن نفسك، لكن أن تعمل على كسب هذه المتعة في كل الأوقات والآنات، في العمل كما في النادي مثلًا، فليس هذا من السهولة بمكان.
علاوة على أن معطيات الحياة الراهنة تجعل من الاستمتاع بالوقت مهمة جد شاقة؛ فالحياة الآن لا تعرف سوى السرعة والعجلة، ولا تدع مجالًا لأحد كيما يلتقط أنفاسه أو يرتب أوراقه. لكن هذه المعطيات بالذات هي ما تجعل الاستمتاع بالوقت محض ضرورة.
اقرأ أيضًا: كيف تنظم وقت يومك في 3 خطوات فقط؟
كيفية الاستمتاع بالوقت؟
ويقترح «رواد الأعمال» بعض الطرائق والخطوات والأنشطة التي يمكن من خلالها تحقيق قدر من الاستمتاع بالوقت، وذلك على النحو التالي..
-
تابع هواياتك
لكل منا هواياته الخاصة _حتى وإن كان بعضنا لا يعرف هواياته المفضلة بعد_ وأقصر الطرق التي تقودك إلى الاستمتاع بالوقت الخاص بك هو متابعة هذه الهوايات والإقبال عليها.
إذا كنت من هواة الرسم أو القراءة أو حتى الطهي فدونك الوقت لتفعل ذلك، وستدرك جزمًا الأثر الحاسم الذي يخلفه ذلك في نفسيتك، ومقدار السعادة التي ستشعر بها.
وتلك مسألة منطقية؛ فالمرء لا يكون سعيدًا أو مستمتعًا حقًا إلا إذا كان يفعل ما يحب، وطالما أنك تمارس هواياتك الخاصة فقد ضمنت الاستمتاع التام بوقتك.
اقرأ أيضًا: التغلب على التسويف.. كيف تتخلص من المماطلة؟
-
أنشطة تطوير الذات
إذا كنت تسعى إلى الاستمتاع بالوقت أثناء الفراغ فأحرى بك أن تفعل شيئًا مفيدًا يجلب لك المتعة والاستفادة في ذات الوقت، كأن تقبل، على سبيل المثال، على ممارسة اليوجا، أو تنخرط في أحد مسارات التعلم الافتراضية.. إلخ.
المهم هنا ألا تدع وقت فراغك يتفلّت من يديك دون أن تستفيد منه، وأرجو أن تفهم أيضًا أن مجرد المتعة هي فائدة في حد ذاتها، ولكننا نسعى هنا إلى إصابة عصفورين بحجر واحد: المتعة وتعلم الأشياء المفيدة.
-
تعلم أشياء جديدة
وبخلاف أنشطة تطوير الذات _التي هي أنشطة عملية إلى حد كبير_ التي يمكنك الانخراط فيها سعيًا إلى الاستمتاع بالوقت فمن الممكن أن تستخدم وقت فراغك في تعلم أشياء جديدة، أو خوض تجارب مختلفة عليك، كأن تمارس التزلج مثلًا، أو تقدم على ركوب الخيل، أو ممارسة بعض أنواع الرياضة الأخرى؛ أو تعمد إلى إعداد وجبة طعام جديدة لم تكن تدري عن إعداداها شيئًا من قبل، وهذا أضعف الإيمان.
ولعله واضحٌ هنا أن ماهية النشاط ليست هي الأساس ولا عليها المعوّل، وإنما نحن نشدد على فكرة الجدة في حد ذاتها؛ فكلما كان النشاط الذي تمارسه جديدًا عليك بالكلية كنت أقدر على تحقيق الاستمتاع بالوقت إلى أقصى درجة ممكنة.
اقرأ أيضًا: تعيين حد زمني للمهمات.. السبيل إلى ضبط إيقاع يومك
-
تحرر من هاتفك والتقنية ككل
لا يستقيم الاستمتاع بالوقت والتقنية؛ فليس صوابًا أن التكنولوجيا الحديثة جعلت حياتنا أكثر صحة وسعادة، بل إن العكس هو الصحيح، وإذا كنت تصبو إلى المتعة الحقة فدع عنك الهاتف المحمول وكل ما يبقيك متصلًا على الشبكة.
فالمفترض أن الفرد في الأوقات التي اصطفاها لنفسه يكون بعيدًا تمامًا عن الصخب والأضواء إلى درجة أن يكون الوصول إليه محالًا؛ فإذا افترضنا أن التواصل مع كثير من الناس وممارسة الكثير من الأدوار في هذه الحياة مجهد فمن المنطقي أن يكون هناك وقت نستريح فيه من هذه الأعباء؛ كيما نكون أقدر على مزاولتها حالما يكون ذلك محتمًا وضروريًا.
-
التفكير في ذاتك وخياراتك
ربما لا يكون هذا الجهد الذهني محببًا لدى كثيرين؛ فأغلب الناس يكرهون سؤال الهوية: من أنت؟ ماذا تريد أن تصنع في هذه الحياة؟ لكنك لو منحت نفسك فرصة للتفكير في هذه الأسئلة، ومحاولة العثور على إجابات لها، فسيكون من المرجح أن تختار اختيارات موفقة في الحياة فيما بعد.
وذلك لأنك هنا لم تعمد إلى الاستمتاع بالوقت فحسب وإنما استخدمت أوقات فراغك في معرفة ذاتك، وأهدافك، وبالتالي سيمسي من السهل بالنسبة لك أن تعزف على ذات اللحن الذي اكتشفته بنفسك، وأن تسير حياتك على الإيقاع العام نفسه.
اقرأ أيضًا:
- كيف ينظم برنامج Zoho Bookings أعمالك التجارية؟
- أفكار لتنظيم الوقت وتغيير حياتك للأفضل.. فرصة لتحقيق التميز
- سوء إدارة الوقت.. تداعيات عدم القدرة على التخطيط
- تنظيم الوقت أثناء الأزمات.. كيف تنجو بأقل الخسائر؟
- إدارة وقت الأعمال.. كيف تحافظ على صحتك العقلية؟