تعد الرياضة البدنية أحدث فروع الاقتصاد، فممارسة النشاط الرياضي البدني تمثل أهمية اقتصادية ثنائية للفرد والدولة؛ إذ تحسن قدرات الفرد الصحية والبدنية وتطيل عمره الإنتاجي وتقلل من فرص مرضه، أما بالنسبة للدولة فتزيد من كفاءة المواطنين وتحفظ معدلات الاستهلاك العلاجي والتأهيلي.
من هذا المنطلق، يرى الخبراء أهمية الاستثمار في الرياضة البدنية الصحية والترفيهية؛ إذ شهدت السنوات الأخيرة إقبالًا من المستثمرين على قطاع الرياضة البدنية، بفتح أندية وصالات رياضية للجنسين، بجانب ازدهار هذا القطاع الفاعل وسط السيدات، ولاسيما في الدول العربية.
برامج ديم صحة:
استطاع المستثمرون من الجنسين في المملكة العربية السعودية، فهم أهمية الأندية الرياضية التي تعمل في مجال اللياقة البدنية والصحية، وبدأت في عمل مشاريع بمواصفات عالمية، بل وتخصصت كثير من الجهات في عمل برامج تتبع لمؤسساتهم تهتم بالاستثمار في هذا القطاع الحيويَ.
وقدم صندوق الأميرة مضاوي لتنمية المرأة “ديم المناهل” عملًا مميزًا من خلال برامجه المتخصصة “ديمات” ومنها “ديم صحة” الذي يدعم المشاريع في مجال اللياقة والصحة وفقًا لتوجه الدولة من خلال رؤية 2030 لمجتمع صحي أكثر، ويقدم الصندوق هذا البرنامج بالتعاون مع القسم النسائي في الهيئة العامة للرياضة لدعم الاستثمار النسائي في مجال الصحة؛ ما يسهم في خلق فرص وظيفية نوعية للسيدات في سوق العمل, وزيادة المنافسة لتقليل التكاليف على العملاء وتشجيع ممارسة الرياضة، ويستقبل الصندوق كل الأفكار الناجحة في المجال ويقوم بتدريبهم ومناقشة فكرتهم وبعد ذلك يقدم الدعم المادي والذي يصل حتى 3000 ريال.
“كيرفز” مجتمع الرياضة النسوية:
لتقوية معلوماتك عن الصحّة والرشاقة وبناء صداقات جديدة، ينصح الخبراء السيدات بالانضمام لأندية الرياضة البدنية، في مجتمع “كيرفز” Curves العالمي المصمّم خصيصًا للإناث؛ حيث يقدّم حلولًا لتعزيز اللياقة البدنية وتحسين التغذية، من خلال تمرينات تمتدّ إلى 30 دقيقة، وتشغّل عضلات الجسم الأساسية، وتحرق 500 سعر حراري كحدّ أقصى، كما تقوم تمرينات “كيرفز” بتشغيل جميع عضلات الجسم الأساسية، من خلال تمرينات العضلات و”الكارديو”، علاوة على حصص في تنظيم الوزن، مع برنامج الـ 30 يومًا؛ حيث لا تتعدى مدة التمرينات ثلاثين دقيقة، تُكرّر ثلاث أو أربع مرّات أسبوعيًا.
واستطاع “كيرفز” الحاصل على امتياز اللياقة البدنية في العالم، أنّ يستثمر في هذا المجال ليربح مبالغ طائلة، خاصة وأن فروعه تصل إلى 10.000 فرع في أكثر من 80 بلدًا ، ويُعد هو مركز اللياقة البدنية الأول للإناث، ولاسيما في تقليل الوزن الذي يعاني منه كثير من النساء.
الإقبال كبير على أندية السيدات
يعدد خبراء اللياقة فوائد الانضمام لأندية اللياقة البدنية للسيدات؛ إذ غالبًا ما تفتقر تمرينات اللياقة للمرأة إلى قسم يقوي العضلات، علمًا بأن تقوية العضلات عنصر أساسي لجسم صحي، مؤكدين أن تمرين العضلات يساعد على إحراق سعرات حرارية أكثر بالمقارنة بتمرينات “الكارديو”، ويساهم في الحصول على جسم مشدود ومتناسق، كما يفيد في تقوية العظام.
من جهة ثانية، فإن اتباع حمية غذائية، من دون ممارسة تمرينات تقوية العضلات، يؤدي إلى خسارة حجم العضلات وقوتها؛ ما يجعل فقدان الوزن أصعب.
ويشيرون إلى أن تمرينات “الكارديو” تحافظ على معدّل دقات القلب أثناء التدريب لمدة 30 دقيقة، ما يساعد على إحراق السعرات الحرارية وتحسين وظائف الرئات، ويضمن الحصول على لياقة عالية.
صفقات على مستوى المنطقة العربية:
أعلنت مؤخرًا مجموعة الأهلي القابضة، وهي مجموعة شركات رائدة متعددة التخصصات مقرها الإمارات العربية المتحدة، عن توقيع اتفاقية وكالة وامتياز مع غولدز جيم إنترناشونال؛ الشركة العالمية الرائدة في مجال الصحة واللياقة البدنية، وتعتبر هذه الصفقة أكبر صفقة يتم إبرامها في تاريخ شركة غولدز جيم الممتد لأكثر من ٤٥ سنة.
وكان محمد خماس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الأهلي القابضة قد أفصح عن الصفقة قائلًا: “نستقطب من خلالها أفضل الخبرات العالمية في مجال اللياقة البدنية إلى منطقتنا، ونساعد الأفراد على خلق نمط معيشي صحي ورياضي من خلال الخبرات المتخصصة”.
وكان نص الإتفاق قد نصّ على افتتاح ٢٦ صالة رياضية مبدئيًا في كل من الإمارات، سلطنة عمان، قطر والبحرين، مع افتتاح ٦٢ صالة إضافية في جنوب أفريقيا، المغرب، قبرص والأردن، ليزيد مجموع المراكز عن ٨٨ مركزًا في ١٣ بلدًا.
وتخطط مجموعة الأهلي القابضة إلى تعزيز وتطويرمختلف المرافق الرياضية والصحية التي تتراوح بين نوادي اللياقة البدنية، النوادي المائية المدعمة بحمامات سباحة، العلاجات بالماء، الساونا، البخار والمزيد؛ ما يعكس التزامها مع غولدز جيم لتوسيع حضورها العالمي في مختلف مناطق ودول العالم.
لماذا الاستثمار في مشاريع الرعاية الصحية؟
نصح موقع “لينتارو” الروسي بعد دراسة مستفيضة، بالاستثمار في مشاريع الرعاية الصحية، لما تتمتع به من شعبية، في السنوات الأخيرة، لا سيما وأن العالم يشهد توجهًا نحو اتباع أنماط حياة صحية.
وبحسب الموقع، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ارتفعت في العالم بشكل عام وفي روسيا على وجه الخصوص؛ ما اعتبره الموقع أول أسباب تحفيز المستثمرين على الاستثمار في مشاريع الرعاية الصحية.
وأبرز الأسباب التي تؤدي للاستثمار في أندية الرياضة البدنية، هي أن شعبية ممارسة الرياضة تتزايد بسرعة فائقة، واحتلت رياضة الركض المرتبة الأولى شعبيًا في روسيا خلال الـ 5 سنوات الماضية؛ حيث ازدادت بنسبة 30% سنويًا، لتدخل روسيا ضمن قائمة أكثر 10 دول بممارسة هذا النوع من الرياضة في العالم، لذلك كان لا بد من تطوير مشاريع خاصة لإعداد الرياضيين المشاركين في السباقات، وإعداد برامج تعليمية جديدة، وزيادة عدد الصالات الرياضية واللياقة البدنية؛ ما يزيد من مبيعات المعدات اللازمة لذلك.
ويرى الخبراء أنَّ من أكثر الأشياء التي تهم عشاق الرياضة بمختلف أنواعها، هو الثقة بالمنتج وجودته، وأن تكون العلامة التجارية للألبسة والمعدات الرياضية مشهورة بجودتها وابتكاراتها المستمرة، فعلى سبيل المثال عملت شركة “أديداس” الشهيرة، خلال الأربع سنوات الأخيرة على زيادة تخصصها لترضي زبائنها وتتكيف مع التنوع، فأدخلت أدوات رياضية جديدة خاصة بالعدائين، ولاعبي الجمباز، وممارسي الكرة الطائرة، ولاعبي كرة القدم.
وتبيّن الدراسة أن من أسباب الاستثمار أيضًا، ارتفاع نسبة الأنشطة الرياضية الجماعية؛ حيث تضاعف عدد الفعاليات الرياضية الجماعية التي تنظمها روسيا، إذ بلغت الأعوام الماضية على ما يزيد على 64 فعالية، بينما تتحضر البلاد لاستقبال فعاليات جديدة خلال خلال الأعوام القادمة، والتي من أهمها “ماراثون موسكو” البالغ عدد المشاركين فيه أكثر من 50 ألف شخص؛ إذ من المتوقع أن يصبح واحدًا من أفضل وأهم الأحداث من نوعه في العالم؛ الأمر الذي سيؤدي إلى استقطاب العلامات التجارية الكبرى الأجنبية، والمستثمرين لإنشاء المشاريع الاقتصادية المختلفة، بهدف تدريب المشاركين ورعايتهم، وتنظيم المدينة لاستقبال الأحداث الرياضية.
يرى الخبراء في الدراسة أن الناس يريدون أن يكونوا أكثر قوة، فشعور الفوز يعزز ثقة الإنسان بنفسه؛ حيث يرى كثيرون ممن استطلع “لينتا رو” آراءهم أن اهتمامهم بالرياضة، دفعهم لتحديد أهداف أكثر دقة في حياتهم، وشجعهم على بلوغها، ويرى أحدهم أن الناس سيكونون أكثر قوة بحلول عام 2025 بفضل الرياضة بقوله: ” لست بطلًا في المكتب، بل بطل عندما أمارس الرياضة وأحقق فوزًا فيها”. وهذا يعطي دوافع إضافية للاستثمار في هذا المجال.
أما السبب الأخير الذي ذكره الموقع الروسي فهو أن كل إنسان سيسعى خلال السنوات القادمة لاقتناء جهاز رياضي على الأقل في منزله، لا سيما وأن ظروف العمل الحالية التي تتصف بالجلوس الطويل، تجعل الناس كسالى، ولا يجدون الوقت الكافي للذهاب إلى النوادي الرياضية؛ ما يزيد من أمراض القلب، والسمنة المفرطة، وهذا ما يجعل اقتناء الأجهزة الرياضية في المنزل أمرًا ملحًا؛ وبالتالي سيزيد الطلب عليها، بحيث يدفع المستثمرين وأصحاب الشركات إلى تطوير سوق صناعة الأجهزة الرياضة، وجمع الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.