الاستثمار الرياضي أحد التحولات اللافتة التي تحدث في المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة، خاصة بعد إطلاق رؤية 2030؛ إذ ما فتأت السعودية _ممثلة في الجهات والهيئات المعنية_ تستحوذ، كليًا أو جزئيًا، على بعض الأندية الرياضية العالمية.
ولعل آخر هذه الأندية هو نادي نيوكاسل؛ حيث أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، مؤخرًا، استكمال الاستحواذ على 100% من نادي نيوكاسل الإنجليزي.
وبهذه المناسبة، قال ياسر الرميان؛ محافظ صندوق الاستثمارات العامة: «نسعد اليوم بالإعلان عن الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، الذي يعتبر أحد أشهر الأندية في كرة القدم الإنجليزية، ونشكر في هذه المناسبة جماهير النادي على إخلاصهم لهذا الكيان العريق على مر السنين، ونتطلع للعمل معهم لما فيه مصلحة النادي».
ويبدو أن قطار الاستثمار الرياضي في المملكة قد انطلق، وهو يعرف وجهته وأين يريد أن يصل؟ وما الأهداف المرجوة من ذلك أيضًا؟ خاصة أن هناك مؤتمرًا عُقد مؤخرًا حول الاستثمار الرياضي؛ ما يعني أن هذا الموضوع أمسى من الموضوعات المطروقة في المملكة، والتي يتم التفكير فيها والعمل عليها بشكل محكم ودقيق.
اقرأ أيضًا: صندوق الاستثمارات العامة يستحوذ على نيوكاسل الإنجليزي
الاستثمار الرياضي ورؤية 2030
لئن كانت ثمة علاقة وطيدة بين الاستثمار الرياضي والتنمية الاقتصادية _كما هو معروف ولسنا بحاجة إلى إقامة دليل على ذلك، يكفي فقط أن تطالع أحجام النفقات التي تنفق على الألعاب الرياضية المخلتفة، وكذلك الدخل الذي يتحقق من ورائه_ فإن العلاقة أوطد بين الاسثتمار الرياضي في المملكة تحديدًا وبين رؤية 2030.
فمن بعد إطلاق هذه الرؤية بات القطاع الرياضي يحظى باهتمام مكثف ورعاية من القيادة الحكيمة، ودعم غير محدود لجميع المجالات والأنشطة وتحديدًا القطاع الرياضي.
وبحسب بعض المراقبين فقد أنفقت الحكومة السعودية بسخاء خلال العقود الماضية؛ إذ بلغ إجمالي ما أنفقته ما يزيد على 40 مليار ريال؛ لذلك فقد حقق القطاع الرياضي قفزات نوعية في الأعوام القليلة الماضية؛ وذلك بفعل المتغيرات التي تمت عليه، وبفعل الاهتمام أكثر بفكرة الاستثمار الرياضي.
فقد نما إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في السعودية من 2.4 إلى 6.5 مليار ريال، بزيادة 170%، وذلك بفضل التسهيلات التي تقدمها المملكة لهذا القطاع المهم.
وكل ذلك يأتي في نطاق الهدف الكبير الذي تضمنته رؤية المملكة 2030، وهو استكمال عمليات الخصخصة في الرياضة السعودية، واعتماد الأندية والمؤسسات الرياضية على مداخيلها الذاتية؛ ما يعد خطوة مهمة على مختلف الأصعدة، بما في ذلك استقطاب المستثمرين إلى قطاع قديم لكنه يتجدد وفق رؤية المستقبل.
اقرأ أيضًا: أسبوع الرياض الدولي للفخامة.. أحدث الاتجاهات والمجموعات الفريدة
دعم القطاع الرياضي
قلنا إن العلاقة بين الاستثمار الرياضي ورؤية 2030 جد وطيدة؛ حيث وصل الاهتمام بالقطاع الرياضي إلى أوجه مع إعلان هذه الرؤية؛ إذ تكفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بدفع جميع ديون الأندية، وحل جميع مشكلاتها الخارجية، والقضايا العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وكان إجمالي القضايا على الأندية السعودية بسبب الالتزامات المالية في الفيفا بلغ 107 قضايا، ما بين منظورة وقضايا قيد الاستئناف والبالغة قيمتها 333 مليونًا و500 ألف ريال.
وكان الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل؛ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، أعلن في وقت سابق دعم الرياضة في السعودية بـ 2.5 مليار ريال، كما تم تحديد 1.64 مليار ريال لدعم أندية الدوري السعودي للمحترفين، وهي على النحو التالي: 50 مليونًا دعمًا مباشرًا للأندية، 20 مليونًا دعمًا مرتبطًا بتطوير منظومة الحوكمة، 10 ملايين دعمًا مرتبطًا بتطوير البنية التحتية ومنشآت الأندية، 5 ملايين للفعاليات المصاحبة للمباريات، 3 ملايين للتسويق لزيادة جماهير النادي، ومليون لكل مباراة مرتبطة بالحضور الجماهيري في المباريات المستضافة.
وتم تخصيص 171 مليون ريال لدعم أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، والدرجتين الثانية والثالثة، 80 مليونًا تُقسم بالتساوي بين أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، 36 مليونًا بين أندية الدرجة الثانية، و55 مليونًا بين أندية الدرجة الثالثة.
وخُصص مبلغ 480 مليون ريال للألعاب المختلفة عبر نظام النقاط الموحد. ومن المتوقع أن يحقق هذا الدعم الاكتفاء الذاتي لدى الأندية، وسوف يسهم في نشر الألعاب المختلفة، إضافة إلى إيجاد نظام حوكمة مالية وإدارية، ستكون معها الأندية قادرة على جذب المستثمرين، بما يسهم بشكل كبير وفعال في زيادة مداخيلها المالية.
اقرأ أيضًا:
- جائزة إثراء للفنون.. الاستثمار في المواهب
- ألعاب الذكاء اليابانية.. طريقة ترفيهية لتطوير الذات
- تركي آل الشيخ.. رائد الترفيه
- برنامج الابتعاث الثقافي.. مبادرة دعم المواهب السعودية
- التحصين في الفعاليات.. استراتيجية المملكة لمواجهة كورونا