لا يُعد الابتكار في ريادة الأعمال مهمًا فحسب وإنما لا وجود للريادة من دونه؛ فهو شرطها الأساسي، والعمود الفقري فيها كذلك. وستكون فهم مسألة الابتكار في ريادة الأعمال أبسط كثيرًا لو فهمنا المضمون الأساسي لمفهوم الريادة.
فريادة الأعمال هي محاولة تقديم حل رائد لمشكلة قائمة بالفعل، ولنلاحظ هنا أن علاقة ريادة الأعمال بالابتكار ألصق وأقوى من علاقتها بالإبداع؛ فهذا الأخير يعني الإتيان بشيء على غير مثال سابق، أي تقديم شيء جديد بالكلية.
لكن الابتكار ليس كذلك، فهو لا يعني تقديم شيء جديد في كل مرة؛ فغالبًا ما يأخذ المبتكرون شيئًا موجودًا بالفعل ويقومون بتحسينه وتغييره وجعله الأفضل لعملائهم، وهذا بالضبط ما يقرب المسافة بين الابتكار والريادة، وما يجعل الابتكار في ريادة الأعمال نقطة جوهرية وعامل أساس.
ورواد الأعمال الناجحون لا يركزون على مجرد الإتيان بشيء جديد تمامًا، وإنما تركيزهم منصب على ما ينفع الناس ويحل المشكلة موضع الدرس والتحليل، وإلا فما نفع شيء جديد تمامًا لكنه لا يقدم حلًا لمشكلة تؤرق الناس؟!
اقرأ أيضًا: الطباعة ثلاثية الأبعاد.. ثورة عالمية (2-2)
الابتكار والمنافسة ونجاح الشركات الناشئة
وتظهر أهمية الابتكار في ريادة الأعمال حين ننظر إلى العدد الهائل من الشركات التي تمنى بخسائر جمة وتخرج من السوق؛ إذ إن الابتكار هو ما يمنح الشركة الناشئة القدرة على البقاء في السوق، وهو أيضًا يكون سببًا في كتابة النجاح لها.
لن تكون الشركة قادرة على المنافسة في السوق والسيطرة على العملاء إذا كانت تقدم منتجًا مألوفًا أو مستنسخًا من منتجات سابقة؛ فالتكرار وريادة الأعمال لا يستقيمان على أي حال.
اقرأ أيضًا: “البلازما”.. مفهومها وصفاتها
الابتكار في ريادة الأعمال
وسنعمل الآن على بسط مسألة الابتكار في ريادة الأعمال على نحو أكثر تفصيلًا وذلك على النحو التالي..
-
حل المشكلات
من المعلوم أن ريادة الأعمال، من حيث الأصل، تتصدى دائمًا لمشكلات موجودة في المجتمع الذي يقرر رائد الأعمال العمل أو إطلاق مشروعه فيه، وبالتالي هو مطالب بالابتكار من أجل حل هذه المشكلة أو تلك.
إذًا الابتكار في ريادة الأعمال هو ما يدفع رواد الأعمال إلى التغلب على المشكلات (نواة مشروعاتهم) وطرح حلول ناجعة لها.
اقرأ أيضًا: الحد من الإبداع.. ممارسات خاطئة تحيد بك عن الطريق
-
ديناميكيات العمل
من المعروف أن جيل الألفية أكثر اختلافًا، من حيث الرؤى والتوجهات، عن الأجيال السابقة؛ إذ هم أكثر بحثًا الآن عن المشاركة المربحة والاستقلالية والمساواة.
وهم يرغبون دائمًا في العمل لصالح نوعية بعينها من الشركات، هذه الرغبة تُعد عائقًا أمام العديد من الشركات التي تعمل وفق نموذج تقليدي، وهذا بخلاف الشركات التي آلت على نفسها متابعة التغير الحادث في العالم بشكل عام أو على صعيد ديناميكيات العمل بشكل خاص.
وهذا ما يجعل تلك الشركات قادرة على جذب المواهب والكفاءات من جهة، واستغلال طاقاتهم وقدراتهم الخلاقة في العمل لصالح الشركة بشكل عام.
اقرأ أيضًا: مبادئ للنجاح.. كيف تتحكم في أولوياتك؟
-
توقعات العملاء
لا شك أن توقعات العملاء من الشركة، أو من هذا المنتج أو ذاك بشكل أكثر تحديدًا، أحد التحديات الكبرى التي تواجه الشركات بشكل عام، لكن هذه القضية تتيح لنا فهم مسألة الابتكار في ريادة الأعمال على نحو جيد؛ إذ من خلال قدرة الشركة على الابتكار والتجديد وطرح المنتجات الجديدة يمكنها أن تلبي احتياجات العملاء وتفي بتوقعاتهم.
لكن الابتكار في ريادة الأعمال ليس مقتصرًا على مجرد تقديم المنتجات الفريدة والمميزة فحسب، وإنما لا بد من أن يكون ثمة إبداع في الخدمة والتعامل مع العملاء، بل حتى في عرض المنتج ذاته والترويج له. لا مندوحة للشركات عن الإبداع بأي حال من الأحوال.
اقرأ أيضًا: استخدامات البلازما.. تقنيات مستقبلية (1-2)
-
نمو الشركات
ربما يكون استبان من الطرح السابق أن الابتكار في ريادة الأعمال عنصر أساسي وليس مجرد صيغة كمالية أو استثنائية؛ إذ يمكن لرواد الأعمال من خلال تعزيز الابتكار واستخدام الأدوات والآليات التي تعينهم على التميز أن يتمكنوا من الدفع بشركاتهم قدمًا.
وليس من العسير على أي حال، إيجاد علاقة طردية بين الابتكار وتقدم الشركات؛ فكلما كان الابتكار حاضرًا وبقوة كانت الشركة أكثر تقدمًا والعكس أيضًا صحيح.
اقرأ أيضًا:
كيف تنمي مهارات التفكير الإبداعي؟
الطباعة ثلاثية الأبعاد.. ثورة عالمية (1-2)
5 عناصر لضمان مستقبل مزدهر للهيدروجين