كتب/ حسين الناظر
بدأ منذ أيام فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال في أكثر من 160 دولة حول العالم، وهو الأسبوع الذي يعد احتفالًا ضخمًا بشباب رواد الأعمال، والمبتكرين والمخترعين؛ حيث تقام فعاليات الأسبوع بتنوع يثري تجربة ريادة الأعمال.
تقول منى غلاييني؛ سيدة أعمال لبنانية وخبيرة ومستشارة الأمم المتحدة للبيئة والمرأة: يحتفل العالم بأسبوع ريادة الأعمال لأثره البالغ في توجيه وتنمية المجتمعات علميًا واجتماعيًا واقتصاديًا؛ إذ يشمل كافة القطاعات الحياتية والخدماتية وغيرها، خاصة وأن أي مشروع لا يسير وفق إدارة وتخطيط متميزين، يلقى الفشل مهما صغر أو كبر حجمه؛ الأمر الذي يحدث خللًا اجتماعيًا.
وتضيف: تبوأ في مجتمعاتنا كثير من رجال وسيدات الأعمال، مواقع قيادية، وبلغوا مستويات ونجاحات متميزة اقتصاديًا، لكن علينا أن نوجه ريادة الأعمال وفق الرؤية المتبصرة المدروسة والاستراتيجية الآنية وبعيدة المدى؛ لما تحتاجه مجتمعاتنا لتشارك ريادة الأعمال في تطويرها ويكون لها الدور الفاعل في نهضتها؛ فلا يكفي أن يكون الهدف الوحيد للأعمال ربحيًا ومكسبًا ماديًا فقط، بل يجب أن يتخطى هذه الأهداف لتشارك في التغيير والتطوير الجذري في مجتمعاتنا بهدف المساهمة في تحصينها.
وتشير إلى أنه على رواد الأعمال واجبات مجتمعية يجب الالتزام بها، بالرغم من أنهم يواجهون تحديات جمّة في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بمنطقتنا العربية، لكنها لاتعفيهم من المسؤولية الاجتماعية، كل على قدره؛ لذا يجب أن يركزوا عليها ولو بنسب متفاوتة ويدخلوها جزئيًا في حسابات مشاريعهم وتعاملاتهم الاقتصادية والمالية، وأن يُوجهوا استثماراتهم داخليًا وإقليميًا.
ولبلوغ هذه المسؤولية، أدعو رجال وسيدات الأعمال للتوجه والتركيز على الصناعة بكل قطاعاتها، وأخصّ الصناعات الخفيفة لسيدات الأعمال، فالصناعة باتت تتحكم في مختلف أنواع الأعمال عالميًا، وفي كل المجالات الاقتصادية والحياتية من طاقة ومياه وبيئة وعلوم وسياحة وبناء وغذاء وطب، إلخ ، كما تؤثر أيضًا على السياسات في العالم، وعلى قرارات الحرب والسلم.
وتؤكد منى غلاييني، أن ريادة الأعمال هي العمود الفقري لاقتصاديات الدول المتقدمة ونموها، فأوروبا بعد الثورة الصناعية مثال حي أمامنا ، والصين كذلك وسواهما من الدول التي لم تنمُ بسرعة وتستقر إلا باعتمادها على الصناعة، كما أنها توفر مصادر متنوعة لزيادة دخل الفرد؛ إذ تفتح أمام شبابنا أسواقًا واسعة وجديدة ومتنوعة للعمل ، فيزيد دخلهم الفردي؛ ما ينعكس على التنمية المستدامة الاقتصادية، فيرتفع مستوى النمو الاقتصادي ليساهم في النهضة الاجتماعية والأهم أنها تحوّل شعوبنا من مجتمعات مستهلكة إلى منتجة في شتى القطاعات ، فتنخرط الأجيال الحالية والمستقبلية بالعمل والإنتاج؛ ما يؤمن لها عيشًا كريمًا واستقرارًا اجتماعيًا يحصّنها ويحميها من الانزلاق في المتاهات الغريبة التي تستهدفها فكريًا وماديًا واجتماعيًا.
وتشدد على الدور الأساسي الفاعل للمرأة العربية في مجال ريادة الأعمال؛ لما لها من رؤية متميزة ومهارة مختلفة عمليًا في مجال الإدارة .
دعم الأفكار الخلاقة
ويقول حمود بن علي الطوقي خبير ريادة الأعمال (عمان ) : يُمثّل الأسبوع العالمي للريادة محطة مهمة لهذا القطاع، خاصة وأن رواد الأعمال يمثلون قاعدة صلبة في تعزيز اقتصاديات الدول. وتنبع أهمية الاحتفال بهذا اليوم لأهميته في مناقشة التحديات التي تواجه قطاع ريادة الأعمال في ظل تقلبات أسعار النفط، كما أنه فرصة سانحة للتعاون بين رواد الأعمال لتحقيق الشراكة وتعزيز لغة الحوار بغية الوصول إلى شراكة حقيقية بين رواد الأعمال.
وبالنسبة لواقع قطاع ريادة الأعمال في سلطنة عمان يضيف الطوقي: إن سلطنة عمان بدأت فعليًا الاهتمام بهذا القطاع، عندما تبنًّت الحكومة دعم قطاع ريادة الأعمال فأنشأت هيئة مستقلة باسم الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، هدفها دعم الأفكار الخلاقة لرواد الأعمال وتشجيعهم على تأسيس شركات، بتوفير التمويل المطلوب عبر قروض ميسرة؛ لذا تم إنشاء صندوق الرفد لتقديم الدعم المناسب لمشاريع الشباب.
ولتشجيع الموظفين الذين يزاوجون بين العمل الحكومي والخاص، منحت الحكومة إجازة مدفوعة الراتب لمدة عام لمنحهم الفرصة لإدارة مؤسساتهم الخاصة.
تذليل التحديات
ويقول بخيت الشحري مدرب وخبير ريادة الأعمال ( عمان ) : تكمن أهمية الأسبوع العالمي لرياده الأعمال كونه يساعد في الوقوف على أهم الإنجازات التى توصلنا لها، و زياده العمل على المستوى العالمي والإقليمي والشخصي؛ لذا يجب دعم ريادة الأعمال للوصول إلى أعلى المستويات.
وعن ريادة الأعمال في عمان يؤكد الشحري: الأمور بالسلطنة تسير في الاتجاه الصحيح بالاهتمام العالي بريادة الأعمال، وتذليل التحديات التي تواجه رواد الأعمال سواء مالية أوغيرها.
رواد في الفكر
وتقول الدكتورة منى رضوان؛ خبيرة ريادة الأعمال ( مصر) :
يشجع العالم الآن رواد الأعمال من أجل التقدم والابتكار، فيأتي الأسبوع العالمي لريادة الأعمال ليلقي الضوء على أهمية ريادة الأعمال ونشر فكرها وسماتها لتحفيز الشباب وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.
وترى أن ريادة الأعمال تتطلب في المقام الأول اكتشاف شخصية رائد الأعمال من حيث الابتكار ، ثم إصراره على تحويل ابتكاره إلى واقع بتأسيس شركة لإنتاج تلك السلعة أو الخدمة. وبالرغم من أن رواد الأعمال يدركون أن بعض الأفكار تتطلب نوعًا من المخاطرة ، إلا أنهم يعملون بخطة عمل محكمة للتغلب على ذلك .
ولذا؛ فان ريادة الأعمال تحتاج إلى رواد في الفكر، مع ربط الفكرة بالحاجة التي تفرض نفسها على المستهلك، حتى لو لم يكن المستهلك يدرك بعد حاجته لتلك الفكرة / السلعة أو الخدمة ، ولكنها إن وجدت سيسعى للحصول عليها، بل قد تصبح من احتياجاته الدائمة. وعلي سبيل المثال : الهاتف المحمول ، والكهرباء، والتليفزيون، والإنترنت ، ومواقع التواصل الاجتماعي( سوشيال ميديا) ، فكل هذا لم يكن، ثم أصبح حاجة ملحة يستخدمها المليارات.
إن الرسالة الحقيقية التي ينبغي أن تبعث من خلال الأسبوع العالمي لريادة الأعمال هي تشجيع الإفصاح عن فكرتك، اسأل، حاور ،اعرف، ابدأ .
تعليم الأولادنا منذ الصغر
وتضيف الدكتورة منى رضوان: من الضروري أن نعلم أولادنا منذ الصغر أسماء دخلت التاريخ؛ لأنهم كانوا من رواد الأعمال مثل بيل جيتس(مايكروسوفت)، ستيف جوبز ( آبل، آي فون، ماك)، مارك زوكربيرج ( فيس بوك)؛ لذا لابد من تشجيع أي فكرة جديدة وليس الاستهانة بها، وخاصة تشجيع البراعم الصغار؛ فمن شبَّ على شيء شاب عليه، مشيرة إلى أن رواد الأعمال موهبون، لكن لا ننسي أن المناخ النفسي والاجتماعي من أهم العناصر التي تؤثر في تأخير الفكرة أو انعدامها.
وبالرغم من جود وسائل المعرفة الإلكترونية، إلا أنه يجب توفير ورش العمل التي توفر الاحتياجات المعلوماتية التي تساعد في تقدم الفكرة، والرد على الاستفسارات المطلوبة لتنفيذ الفكرة؛ لأن رواد الأعمال يحتاجون إلى معلومات مركزية تتعلق بتنفيذ الفكرة.
وتؤكد وجود شباب يفكر ويبتكر ويعلن عن ابتكاره بكل ثقة وفخر، بل ويسأل لتنفيذ وتوسيع فكرته، وهو ما لم نكن نعهده من قبل، وربما تكون الظروف غير المستقرة منذ ٢٠١١ قد ساهمت في ظهور مجموعة من رواد الأعمال؛ حيث استشعر الشباب المبتكر عدم وجود خوف من خطورة أية فكرة.
وتقول: متفائلة ومستبشرة خيرًا فيما سيأتي به شبابنا من رواد أعمال ومبدعين، ولكن لابد من إنشاء لجان من المستثمرين ورجال الأعمال لمتابعة كل فكرة ودعمها ماديًا وأدبيًا .
طرح منتجات مبتكرة
وتقول شروق الخزعلي؛ رائدة أعمال “العراق ” :”أهمية الحدث تكمن في إبراز أهمية ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة للمجتمع العربي، فريادة الأعمال من أهم عوامل إنجاح أي نشاط تجاري أو صناعي عن طريق الرسالة التعريفية بالمنتج ؛ لأنه يوضح للجمهور أن رائد الأعمال يعرف السوق المستهدف والقيمة المقترحة لما يقدمه من منتجات. وكرائد أعمال لمشروع ناشئ، يجب معرفة القيمة المقترحة لمشروعك، وإن تمكنت من شرح الأمر بشكل مبسط ومقنع لعملائك، سيحرصون على تجربة المنتج، وستجتذب المستثمرين المحتملين إليك.
يقع على عاتق الشركات الصغيرة والمتوسطة، طرح منتجات مبتكرة واقتحام أسواق جديدة وخلق فرص عمل متعددة للشباب.
وحول أهم الرسائل التي نقدمها في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال تضيف الخزعلي: أؤمن بدور رواد الأعمال في دعم عجلة التنمية ، و ضمان استدامة هذه التنمية لصالح الأجيال المقبلة، مع ضرورة خلق بيئة حاضنة لرواد الأعمال تستلهم أهداف وغايات وركائز البلد، وتحوى سياسات تنظيمية لتسهيل إجراءات تأسيس الأعمال، وخلق المزيد من فرص الحصول على تمويل وتقديم خدمات الدعم لرواد.
أما رؤيتي لريادة الأعمال حاليًا في العراق : فنحن نعاني من نسبة عالية من البطالة والأمية والفقر، كما أن التعليم المتوافر ليس على مستوى طموحاتنا، ولا يتماشى مع احتياجات سوق العمل؛ لذلك تبرز أهمية ريادة الأعمال التي تؤثر في قطاع كبير من الشعب خاصة الشباب والذي زادت نسبة طموحاته على مدار العامين الماضيين، وتحديدًا بعد المتغيرات السياسية في بلادنا.
أؤكد على أهمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، باعتبارها قاطرة التنمية في ظل الظروف التي تحياها البلاد والحاجة إلى توظيف القوى البشرية، وضرورة إيجاد فرص عمل للخريجين وتقليل نسب البطالة، خاصة بعد خروج نسبه من الطاقة العاملة على مدار العامين الماضيين من سوق العمل .
واشارت إلى أن توظيف هذه الطاقة بمثابة الأمن الاجتماعي للدولة، خاصة وأن هذه الطاقة من الشباب المؤهل مهدرة؛ مايمثل خطرًا على المجتمع، مالم يتداركه من البداية بهدف مخاطبة 4 عناصر؛ هي : القابلية للمعرفة، والميديا، والتمويل، والقوانين الحاكمة لريادة الأعمال.
ولدعم ريادة الأعمال ورواد الأعمال تضيف شروق : يجب تعريف الناس بفوائد ريادة الأعمال من خلال الأنشطة المختلفة، وتحفيزهم لاستكشاف أفكار مشاريع خاصة بهم، مع تأسيس مراكز لريادة الأعمال في جميع الاختصاصات، فكلما زاد عدد رواد الأعمال، توسعت الطبقة الوسطى؛ وبالتالي حدوث عدالة في توزيع الموارد .
وعن كيفية التغلب على التحديات ترى شروق أن على الدولة الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر والتعاون مع رجال الأعمال والقطاع الخاص، للمساهمة في خلق قطاع كبير من الشباب يتمتعون بالاستقلالية وحرية الرأي غير معتمدين على الحكومة .
بيئة ملائمة للمشروعات الصغيرة
وتقول مشاعل البديني رائدة أعمال ( الكويت ): الأسبوع العالمي فرصة للفت الأنظار تجاه ريادة الأعمال باعتبارها مستقبل الأوطان ، لقدرتها على تعويض الاقتصاد الكويتي والخليجي عن نزيف الخسائر نتيجة نقص وتراجع عائدات النفط . وتهتم الكويت بالنشاطات الريادية، بدعم وتوجيهات سمو الأمير ورؤية الكويت الجديدة التي تتبني سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة في سبيل دعم التنمية المستدامة لاقتصاد الدولة والتنويع في مواردها، بعيدًا عن النفط، من خلال التوجه نحو دعم و تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة،وريادة الأعمال كجزء من الأنشطة الاقتصادية للحكومة، والتي كان آخرها إطلاق الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، برأس مال ملياري دينار كويتي تمول المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قبل كويتيين بنسبة تصل إلى 80% من رأس المال.
ويهدف الصندوق إلى دعم الشباب ومحاربة البطالة وتمكين القطاع الخاص من خلال المساهمة في خلق وظائف في القطاع الخاص وزيادة مشاركة قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الكويتي، بالإضافة إلى خلق وتنمية بيئة ملائمة لأعمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأصبح لدينا مناخ قانوني أكثر تشجيعًا، وبيئة داعمة لريادة الأعمال.
وأوضحت أنه لا تزال هناك تحديات مثل ضعف ثقافة ريادة الأعمال، وعدم ميل الشباب للمخاطرة وتأسيس شركات ناشئة خشية الخسارة، وأعتقد أن هذا هو المردود الأهم من الاحتفالات بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال الذي يلقي الضوء على أهمية ريادة الأعمال وعرض قصص نجاح الشباب .
تعزيز ثقافة العمل الحر
ويقول سامي الربايعة رائد أعمال ( الأردن ): تكمن أهمية الأسبوع العالمي في تعزيز ثقافة العمل الحر، وتوضيح انعكاس ذلك على نهضة العملية التنموية الاقتصادية، من خلال تزويد المشاركين الشباب بالمعرفة والخبرة اللازمة في مجال ريادة الأعمال، لتفعيل دورهم وتحويل أفكارهم الريادية الى مشاريع قائمة، بالاستفادة من خبرات المشاركين في الفعالية والجهات الداعمة والممولة للمشاريع الريادية, علاوة على أنه نقطة التقاء هامة بين المشاركين أنفسهم تمنحهم فرصة تبادل وتشارك الأفكار من جهة والإلتقاء مع نخبة هامة من صناع القرار ذوي التأثير في الدعم والمساندة.
ويرى “الربايعة” ضرورة دعوة الشباب لتوظيف قدراتهم لخدمة مجتمعاتهم وإطلاق العنان لأفكارهم ومواهبهم وصقل قدراتهم للمسير على خطى النجاح، وتحقيق الأهداف وخلق فرص العمل لا انتظارها, والحث على صناعة المبادرات من خلال عقول واعية مبدعة تشق طريقها آخذة بزمام الأمور رافضة أن تكون في ذيل القائمة .
وعن رؤيته لواقع ريادة الأعمال الحالي في المملكة الأردنية يضيف الربايعة : يوجد كثير من المؤشرات التي تدفعنا للتفاؤل؛ إذ يزداد حجم الاستثمارات في المشاريع الريادية العربية بشكلٍ ملحوظ ٍ، والشركات الناشئة تحقق نموًا على أرض الواقع وخاصة شركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى أن كثيرًا من الشباب العربي باتوا يهتمون وبشكل كبير بمجال ريادة الأعمال، ويشجعهم على ذلك رؤيتهم بعض الشباب الريادي؛ التي وجدت إبداعاتهم وأفكارهم صدىً كبيرًا عالميًا، بالإضافة إلى ظهور العديد من الجهات الداعمة والممولة التي صنعت بيئة خصبة ومحفزة , كما باتت كثير من الدول العربية تتجه لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتسهل مهمتها نتيجة إيمانها بأن ريادة الأعمال تحقق أهدافًا اقتصادية وتنموية لا يمكن إغفالها، والمتمثلة في خلق فرص عمل ومشاريع واعدة؛ يمكنها الحد من إنتشار البطالة والتصدي لها بكفاءة عالية.
وعن كيفية دعم ريادة الأعمال ورواد الأعمال يقول الربايعة: هناك طرق كثيرة تساهم في دعم عجلة ريادة الأعمال، أهمها سن قوانين تدعم ريادة الأعمال وتجعلها أولوية اقتصادية, ونشر مفهوم ريادة الأعمال، وبيان أنه ليس ترفًا أو مفهومًا مقصورًا على جهة أوعلى قطاع دون آخر , وجعل دعم ريادة الأعمال مسؤولية جماعية للقطاعين العام والخاص, والأهم حث الشركات الكبرى في القطاع الخاص على تعزيز دورها في المسؤولية الاجتماعية تجاه الشركات الناشئة، واعتماد وتشجيع المنتجات التي تقدمها تلك الشركات, بالاضافة الى تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والمبادرات وحاضنات الأعمال الحكومية وغيرالحكومية وجعلها تسير تحت مظلة واحدة تمنع تشتت الجهود المبذولة.
ويضيف الربايعة أعتقد أن أهم التحديات لدى الكثير من رواد الأعمال هو غياب الدعم المادي أو التمويل لمشاريعهم والمتوافقة مع حجم الكلفة التأسيسية والتشغيلية, وصعوبة التطوير بالسرعة المطلوبة وباستمرار لتحقيق الأهداف المرجوة بالإضافة إلى صعوبة استقطاب المبدعين والموهوبين وأصحاب الخبرات مقارنة بمنافسة الشركات الكبرى؛ سواءً لأسباب مالية أو كأمان وظيفي، ما يحد من إمكانيات ونمو كثير من الشركات.
وللتغلب على هذا يرى الربايعة : يجب سن قوانين وتشريعات تشجع وتدعم ريادة الأعمال، وفي نفس الوقت تحفز وتشجع جهات التمويل المتعددة، سواءً من حاضنات الأعمال، والمؤسسات الأهلية، ومؤسسات التمويل والإقراض على مساعدة رواد الأعمال للبقاء في السوق والنمو به , أي العمل على تضافر الجهود الحكومية وغير الحكومية في أخذ مسؤولية الدعم كأولوية وطنية .