نعتمد على التخصص في عملنا وهناك وظائف لا تناسب “السعودة”
على رائد الأعمال وضع دراسة جدوى واقعية لضمان نجاح مشروعه
أدخلنا تقنية (RFID) لمغاسل الفنادق لأول مرة
شاب ورائد أعمال عصامي، شق طريقه بنجاح بعد أن ترك وظيفته في القطاع الحكومي، واتجه لتأسيس عمله الخاص، حيث كان أول من أسس نادٍ صحي بالرياض وشركة متخصصة تعمل على إدارة وتشغيل المنتجعات والأندية الصحية بالفنادق فئة الخمس نجوم، كما افتتح مغسلة ملابس مركزية تستخدم أحدث التقنيات التي لا توجد في غيرها. في هذا اللقاء يحكي ظافر على رحلته مع النجاح وكيفية تطوير مشاريعه الريادية.
*من هو ظافر آل رشيد، وكيف كانت بدايتك مع التجارة؟
– أكملت المرحلة الثانوية “المجال العلمي” وتخرجت بتقدير جيد جداً، ثم اتجهت للعمل بالقطاع الحكومي، وبدأ اهتمامي بالتجارة قبل أحد عشر عاماً في مجال البيع بالتقسيط ، واستمريت به لمدة خمسة أعوام، ثم تركته؛ لأنني وجدت به كثير من المشاكل في التسديد والمحاكم وهو أمر يحتاج إلى متابعة دقيقة بصورة يومية وكذلك لم أجد نفسي في هذا المجال، لذلك غيرت نشاط عملي إلى الأندية الصحية، وذلك بعد السماح بإصدار التراخيص لها بالمملكة، وافتتحنا أول مركز يقدم لعملائه خدمات الحمام المغربي وتجهيز العرسان والمساج والعناية بالرجل.
*كم كانت تكلفة المشروع حينها؟
– وضعنا دراسة بسيطة قُدرت تكلفة المشروع بمبلغ 150 الف ريال، وبعد أن دفعناها اكتشفنا أنها كانت غير كافية، فاضطررنا إلى دفع 450 ألف أخرى وفرناها من القروض والسلفيات، ولكن بعد أن بدأنا العمل حقق النشاط ربحياً كبيراً وغير متوقع ولآمس أحتياج فئة كبيرة من المجتمع.
*ما هي الخدمات التي كنت تقدمها وهل وجدت منافسة؟
– كان المركز يقدم خدمات العناية بالرجل، بدايةً من ممارسة الرياضة في “الجيم” وتقديم العلاجات بواسطة منتجات طبيعية، وأيضاً خدمات المساج والحمام المغربي كل ذلك من خلال توظيف مختصين في هذا المجال، واستخدام منتجات طبيعية.
ثم افتتحنا فرعاً آخر للمركز، وبعد ذلك بدأت أعداد الأندية الصحية بالمملكة تتزايد بشكل ملحوظ وازدادت حدة المنافسة، ولكنها لم تكن تخضع إلى معايير تشغيل صحيحة أو نظام تشغيل داخلي Sop))، وكنتُ قد قرأتُ عن شركات عالميةٍ لتشغيل المنتجعات الصحية في العالم وبأعلى المعايير للتشغيل وبمواصفات عالية.
*لكن توجه الشركة بدأ مختلفاً كما ذكرت واتجهت الشركة إلى منحنى آخر، حدثنا عن هذا التحول في الإستراتيجية؟
– كما ذكرت كنت قد قرأت عن شركات عالمية في نفس المجال، وكنت قد زرت إحدى هذه الشركات في إحدى منتجعاتها الصحية ففكرت في تحويل نشاطنا من محل لتقديم الخدمة للعميل العادي إلى شركة مشغلة للمنتجعات، خصوصاً إنه لا يوجد بالمملكة شركة متخصصة في إدارة المنتجعات الصحية، سواءً في الفنادق أو بمفردها ، وبالفعل جلسنا وناقشنا الموضوع، وسجلنا علامة تجارية باسم (مانترا الصحة والجمال لإدارة وتشغيل المنتجعات الصحية)mantra beauty and wellness ووجدنا إن الأمر يتطلب الالتزام بالكثير من الشروط والمواصفات فيما يختص بالتشغيل وبيئة تقديم الخدمة ونوعها، وهي شروط مدروسة ومكتوبة يجب الالتزام بها عند تشغيل أي نادٍ صحي، وبالفعل اجتهدنا كثيراً وعملنا على الأمر ونظمنا عدة معارض مختصة في هذا المجال واستعنا بكوادر مختصة، ومن ثم نظمنا معرضين في السعودية: أحدها في الرياض والآخر في جده، وكنا الشركة السعودية الوحيدة التي تقدم خدمة إدارة وتشغيل الأندية الصحية بالفنادق والمنتجعات.
*كيف كان تجاوب الجمهور وإقباله على الخدمة؟
– كان هناك تعطشاً كبيراً لمثل هذه الخدمات، حتى قبل ظهور رؤية 2030م والاهتمام بالسياحة، ووجدنا قبولاً ودعماً كبيراً، باعتبارنا الشركة السعودية الوحيدة في هذا المجال، وأنا كصاحب شركه لإدارة وتشغيل المنتجعات الصحية أصبحت خياراً للكثيرين عندما اطلعوا على آلية التشغيل المتبعة لدى MANTRA ، وبحمد الله عملنا تعاقدات كثيرة مع عدد من الفنادق العالمية.
*ما هي أبرز الفنادق التي تعاقدت معها؟
– وقعنا أربعة عقود مع فنادق عالمية، وكذلك مذكرة تفاهم مع عدة فنادق منها فندق “ملينيوم” وهناك تفاهمات مع فنادق أخرى عديدة. وبالتأكيد كل ما كانت لك تعاقدات مع فنادق معروفة فأنت تصبح الخيار الأول لدى الآخرين.
*ماهي الصعوبات التي واجهتك عند بداية مشروعك؟
– أولاً: عدم دراسة الموضوع ودراسة الجدوى بشكل صحيح، فلا بد أن تكون لديك دراسة واقعية من أرض الواقع، ثم بعد ذلك لا بد من معرفة احتياجات السوق، وأعتقد إن السبب في فشل العديد من مشاريع رواد الأعمال الشباب هو أن دراستهم للمشروع لم تكن واقعية، وللأسف دراستنا لم تكن واقعية وسببت لنا انهاكاً مادياً كبيراً في البداية.
*علمنا أنك تقدم خدمة أخرى أيضاً بجانب النادي الصحي بالفنادق ما هي ؟
– نعم لدينا قسم يقدم خدمة غسيل الملابس للأفراد أو القطاع الخاص أو الحكومي، ولدينا مغسلة مركزية باسم (لاندريا)، ولها فرعين بالرياض، وأيضاً لدينا تطبيق لأخذ الملابس وغسلها وتوصيلها للزبائن سوف يرى النور قريباً بأذن الله.
*ما هو الشيء المختلف الذي تقدمونه من خلال المغسلة؟
-استحدثنا تجربة جديدة وغير مسبوقة، فلدينا مغسلة مركزية تخدم القطاع الخاص والحكومي والزبون العادي، ووجدنا إن الفنادق ذات الخمس نجوم تحتاج إلى تقنية خاصة، فهي يمكن أن تغسل أكثر من ألف قطعة من “الشراشف” يومياً، وهذه “الشراشف” لديها عمر افتراضي وينبغي تغييرها بعد ثلاثمائة أو أربعمائة غسلة مثلاً، حسب معايير الفندق الداخليه ومعرفة عدد الغسلات، هذه صعبة جداً ولا يمكن متابعتها بدقة، لذلك قمنا باستحداث تقنية اسمها “RFID SYSTEM” وهي عبارة عن شريحة صغيرة جداً يتم تركيبها في “الشرشف” لتقوم بحساب مرات الغسيل المتكررة وتخبرك بمكانها وتبعيتها لأي فندق، حتى لا تختلط الشراشف الموجودة لدينا بالمغسلة بين أكثر من فندق، وتنعدم تماماً احتمالية فقدانها.
وبحمد الله هذه التقنية أعطتنا ميزة، واستطعنا أن نسبق المنافسين الذين سبقونا في موضوع الغسيل، واستطعنا أن نحسن الخدمة ونقدمها بجودة أعلى، وأصبحنا خياراً مطلوباً لكثير من العملاء. ونحن الوكيل الوحيد للشركة التي تنفذ هذه التقنية بالسعودية.
كذلك ما يميزنا أننا نستخدم مساحيق غسيل مستوردة، من شركات كبيرة من أمريكا والمانيا، بمعنى أننا نوفر الجودة والتقنية.
*بوصفك رائد أعمال، هل واجهتك تعقيدات في الدوائر الحكومية عند تسجيل عملك، وإلى أي مدى سهّلت التعاملات الالكترونية الإجراءات؟
– لا أدعي؛ لأننا وصلنا إلى قمة المستوى في التعامل الحكومي الالكتروني في استخراج الرخص وغيرها من المعاملات، ولكن بصورة عامة أعتقد أن ما تم حتى الآن مرضِ تماماً بالنسبة لي، وبحلول عام2020م حسب رؤية التحول الوطني سنصل إلى أعلى مستوى في التعامل الالكتروني.
*كيف تنظر للتحول الذي تحدثه الهيئة العامة للرياضة في ما يختص بنشاطكم؟
– هناك تحول سريع جداً يحدث الآن في مجال الرياضة، ففي السابق كانت هناك صعوبة وبيروقراطية في كل شيء، أما الآن ومع التحول الجديد أصبحت هناك سهولة وسلاسة ومواكبة للرؤية حتى نصبح بيئة جاذبة وخيار جيد للمستثمرين. باختصار أقول إنه تم اختصار المعاملات الحكومية من عشرون خطوة إلى ثلاث أو أربع خطوات، و”مناص” أوضح دليل على ذلك، وأتوقع أن تنافس البيئة لدينا على مستوى الشرق الأوسط وتكون خياراً جيداً.
*هل تعرضت لصعوبات و”غش”في استيراد منتجات وأجهزة عملك من الخارج وعدم مطابقتها للمواصفات؟
– الغش والتحايل موجود بالتأكيد، وأنا زرت دول كثيرة وجلبت منها منتجات، ولكن الذكاء في التعامل مع الجميع مطلوب، وأهم شيء اختيار المورّد المناسب أو الشركة الموثوق بها، والأفضل أن يكون لديهم مكتب بالمملكة، فهذا يسهل الأمر كثيراً، أما إذا اضطررت للسفر بنفسك فلا بد أن تقوم ببحث ميداني وتستفسر عن الشركات الموثوق بها، والتي تم التعامل معها من قبل، ولمزيد من الحرص يمكنك الاستفسار من المخلصين الجمركيين لمعرفتهم لتلك الشركات.
*هل تعتقد أن الشباب السعودي به كوادر لديها القدرة على التعامل مع أنواع الرياضات الجديدة التي بدأت تعرض هنا كالمصارعة مثلاً؟
– أقول لك بكل صراحة إنه حان الوقت الآن لأن يُعطى الشباب السعودي الفرصة الكاملة، فقد أثبت نجاحه في كل الفرص التي منحت له، صحيح في الفترة الماضية كانت العملية تكاملية وكانت معظم الوظائف يشغلها أجانب، الآن السعودي أُعطي الفرص وأبدع فيها، فمثلاً: في رياضة سباق الخيل هناك سعوديون برزوا فيها، فالشاب السعودي إذا أعطيته الفرصة وهيأت له بيئة عمل جيدة سيبدع، أيضاً أن يكون العمل مناسباً للعادات ويلبي الحاجات الاجتماعية، ومعروف أن هناك بعض المهن والأعمال لا يمارسها شباب البلد وهو أمر موجود في كل مكان بالعالم، لأسباب مختلفة، منها أن تكون خارجة عن اطار العادات، أو أن ايرادها متدني، مثلاً: بالنسبة لمجالنا يمكن أن يناسب الشاب السعودي قسم الجيم وصالات الحديد وهكذا، ولكن لا يقبل أن يشتغل في تجهيز العرسان وعمل المساج والحمام المغربي؛ لأنها أصلاً ليست من عاداتنا. والأهم من ذلك أن من يقومون بهذه المهنة هم أشخاص مميزون فيها؛ لأنها موجودة في ثقافتهم وقد طوروها بنيل شهادات، وهم الأقدر على تحقيق نتائج أفضل للعمل. ومثل هذه المهن أتمنى أن تراجع الجهات المسؤولة قرار توطينها، أما بقية المجالات فالشاب السعودي قادر على العمل فيها، وهناك شركات وطنية كثيرة نجحت في أكثر من مجال خاصة مجال الالكترونيات وإدارة المحتوى والتسويق والتصميم
*كيف تنظر لفكرة خصخة الأندية الرياضة؟
أنا مؤيد وداعم لهذه الفكرة ومن أشد المعجبين بها، والدليل على نجاحها إن كثير من الدول التي تسبقنا في الرياضة تطبق الخصخصة في أنديتها، كالدوري الانجليزي والإسباني مثلاً، فتلك الأندية لا تتلقى أي دعم من الدولة بل تحقق أرباحاً كبيرة تفوق كبرى الشركات، وهي مستقلة تماماً وتستفيد من الإعلانات واستجلاب النجوم الكبار.
* ما هي الخدمات المميزة التي تقدمونها عبر مراكزكم؟
– حالياً لدينا مركز في فندق “أوليان” ونحن المشغلون للنادي الصحي به، وأيضاً لدينا عدد من المراكز بعدة فنادق أخرى. أما الشيء المختلف والمميز الذي نقدمه، فلديه ارتباط بمجال الترفيه؛ لأنه أحد عناصر الجذب السياحي، وهو أمر يعطى الفندق تقييماً جيداً أن يكون هناك منتجع يقدم خدمات جيدة ولديه إدارة جيدة، فيكون للزبون خياراً جيداً أن يجد فندقاً وبه نادٍ صحي يقدم خدمات جيدة، فنحن نقوم بتشغيل وإدارة الأندية الصحية بالفنادق، وهي أندية تقدم شيئاً به نوع من الترفيه والاسترخاء كما تقدم العلاج الطبيعي بأعشاب وزيوت مصدرها المجتمعات اليابانية والصينية والهندية وغيرها، ونحن مستعدون لتقديم هذه المنتجات إلى السوق، ونحرص على تقديم أعلى المستويات للزوار، خاصة الآن بعد السماح باستخراج الفيزا السياحية، حيث يتوقع أن يأتي إلينا سُياح من مختلف أنحاء العالم وشرق آسيا، فيجب أن يجدوا كل ما يطلبونه من خدمات، وبأعلى مستوى من الحرفية في تقديم الخدمة، فذلك يدعم الفندق ويجذب إليه السُياح، بالإضافة إلى تقديم خدمات تجهيز العرسان كاملة في مكان واحد.
هذه هي الخدمات والقيمة المضافة التي نقدمها لشريكنا في الفندق أو المنتجع السياحي.