لا أحد يولد مبتكرًا، فالابتكار تعلّم وليس أمرًا فطريًا أو بالولادة، ذاك أول ما علينا معرفته؛ فحين نتصور أن المبتكر يولد هكذا مبتكرًا فمن شأن هذا أن يصدنا عن المحاولة، أما إذا علمنا أن الأمر ممارسة وتعلم فمن المؤكد أننا سنحاول الإتيان بشيء جديد، أو، لنجرب حظنا على الأقل، وابتكار الأفكار الجديدة ليس أمرًا عسيرًا _شرط أن يتم اتباع طرق منهجية_ كما أنه لا يحدث هكذا عفو الخاطر.
أي أنه يجب أن نخطط أولًا، وأن نلتزم ببعض العادات والممارسات؛ كي نتمكن من ابتكار الأفكار الجديدة المتطورة، الأمر ممكن لكن بشرط أن تعرف الطريق، ما هو الطريق إذًا؟ إليك الإجابة من «رواد الأعمال».
لكي تتمكن من ابتكار الأفكار الجديدة عليك اتباع الخطوات البسيطة التالية:
اقرأ أيضًا: نظام Aqua Fi وحقيقة الوصول إلى الإنترنت تحت الماء
إفراغ العقل
لكي تحصل على فكرة جديدة يجب أن تخلي لها الطريق، أن تزيح أولًا فكرة تالفة غير ذات جدوى، فأول خطوات الإبداع أن «تكنس المدخنة» _كما كان يقول المحلل النفسي الشهير جون بريور _ فتخلص من كل ما يرهق عقلك ويشتت ذهنك، من هواتف محمولة، ووسائل تواصل اجتماعي، وألعاب إلكترونية.. إلخ.
اجعل عقلك كصفحة بيضاء فارغة، وتأمل ولو قليلًا هذه الخطوة التأسيسية والجوهرية، وعليها ينبني كل ما سيأتي تقريبًا.
أفصح عما تريد
أنت الآن بحاجة إلى العثور على كلمات لوصف ما تريد إنشاءه، سواء كان هذا منتجًا، أو خدمة، أو فكرة فيلم.. إلخ، فإذا لم تستطع التعبير عن فكرتك فكيف ستنفذها؟!
أنت، إذًا، بحاجة إلى شرح فكرتك لنفسك، أولًا، على الأقل، لكن لا تسهب كثيرًا في الشرح، فلست بصدد تأليف كتاب! اكتب بضع كلمات، كلمات وليس جملًا حتى، للتعبير عما تريد أداءه، أو حتى عن الأفكار التي تجول بخاطرك في الوقت الراهن.
إذا كنت ترغب في حل مشكلة، فمن المفيد أيضًا أن تكتب بكلمات ما هي المشكلة في الواقع، فهذا أمر مهم، ونقطة انطلاق كذلك، فقد تجد أنه لا مشكلة أصلًا، حين تمعن النظر فيها حالما تفكر في صياغتها على هيئة كلمات.
اقرأ أيضًا: التفكير خارج الصندوق.. أهميته وجدواه
بناء النماذج الأولية
الآن ستبدأ طورًا عمليًا جديدًا، وفصلًا جديدًا من فصول ابتكار الأفكار الجديدة، فكل ما فات كان مرحلة التفكير النظري المجرد، أما الآن فحان وقت تحويل النظرية إلى ممارسة، تحويل الفكرة المجردة إلى منتج، لكن ذلك لن يأتي دفعة واحدة؛ فالإبداع عمل شاق، تذكر هذا.
ولأن الإبداع لا يأتي دفعة واحدة وإنما على مراحل، ينبغي عليك بصناعة النموذج الأوليّ من فكرتك الجديدة، لا يهم مدى جودة هذا النموذج، المهم هو أن تقوم به.
فأهمية النماذج الأولية تكمن في إمكانية التعديل عليها، في كونها خطوة على الطريق الصحيح، فهذا النموذج الأوليّ، السيئ والبائس على الأرجح، هو الذريعة الوحيدة للوصول إلى المنتج الرائد والمبتكر الذي ستقدمه في النهاية، إذًا، لا يجب أن يفت النموذج الأوليّ السيئ في عضدك، فهو لا يعدو كونه مجرد تجربة ليس أكثر أو أقل.
تحسين المنتجات الموجودة
وبما أنه صار لديك الآن نموذج أوليّ، فإن الخطوة التالية هي إجراء سلسلة طويلة من التعديلات والإصلاحات عليه، حتى يأخذ شكله النهائي في آخر الأمر، قد تضطر إلى إجراء التعديل ألف مرة، أو أن تكون أولى التعديلات غير مرضية لك، لا عليك من كل هذا، فهي أمور طبيعية.
المهم ألا يحبط هذا، وأن تستمر في التعديل والتطوير، فذاك هو المطلوب منك في هذه المرحلة، وستصل إلى المنتج الرائد المبتكر الذي تريده، لكن الأمور لا تحدث دفعة واحدة.
اقرأ أيضًا: العمليات السببية وتطوير الذكاء الاصطناعي
العصف الذهني
أصبح الآن لديك منتج جيد، على الأقل، فها هي ذي الفكرة النظرية المجردة أمست منتجًا، عليك الآن أن تعقد جلسة عصف ذهني، مع مجموعة من الأشخاص من ذوي الخبرة والدراية، والهدف من هذا هو طرح أكبر عدد ممكن من الأفكار في الجلسة (دون انتقاد أي منها)، ثم اختيار بعض الأفكار الأكثر رواجًا.
قد تحتاج بعد هذه الجلسة إجراء بعض التعديلات على المنتج، لا ضير من هذا، فهذا العصف الذهني كان بمثابة إحماء قبل الطرح النهائي للمنتج في السوق.
اقرأ أيضًا:
أساليب الابتكار.. أفكار لمواجهة عصر السرعة
أهمية التشكيك في الأفكار التقليدية